الاف السيطرات المنتشرة في احياء العاصمة ، تبدو عاجزة عن منع تكرار حادث بغداد الجديدة مساء الاثنين الماضي، لانها مازالت تصر على تنفيذ خطة اثارت سخرية الزعاطيط من استخدام جهاز كشف المتفجرات ، ومنع دخول المركبات الى بعض الاحياء الا بموجب بطاقة السكن ، وحظر نقل الاثاث من منطقة الى اخرى الا بموافقة آمر اللواء ، وقيادة قوات التحالف الدولي .
ادارة الملف الامني باساليب قديمة متخلفة ، شجعت الجماعات الارهابية على تنفيذ مئات العمليات الارهابية في مناطق متفرقة من بغداد ، طيلة السنوات السابقة ، وصاحب القرار الامني لم يحرك ساكنا باستثناء الخروج بتصريحات نارية من فئة 120 ملم بحساب قذائف الهاون ، يتهم فيها قوى سياسية بالوقوف وراء تدهور الاوضاع الامنية ، احيانا يمتد الاتهام الى دول مجاورة ، سرعان ما يتبدد الاتهام بقطع الطريق المؤدي الى مكان انفجار المفخخة بحواجز كونكريتية ، وخير شاهد مبنى وزارة المالية الواقع على طريق محمد القاسم السريع .
في "عيد الشرطة" اعلن وزير الداخلية محمد سالم الغبان قرب تسلم الملف الامني في العاصمة بغداد والامر يتعلق بتوقيتات زمنية ، ثم تتولى الشرطة المحلية والاتحادية واستخبارات الوزارة المسؤولية، الوزير الغبان اعاد ما قاله اخرون شغلوا منصبه سابقا سواء بالاصالة او الوكالة فظلت الاقوال تبحث عن افعال ، حتى فرض تنظيم داعش سيطرته على ثلث مساحة العراق وبات يشكل تهديدا لأمن المنطقة .
الاجراءات المعتمدة حاليا لضمان استقرار الاوضاع الامنية في العراق لن تسفر عن نتائج ايجابية على الرغم من حرص المؤسسة العسكرية على ضبط الامن بوجود تحديات كبيرة تتمثل بتنظيم داعش ، يضاف الى ذلك بروز مظاهر السلاح المنفلت ، وتلك مصيبة تحتاج الى مراجعة ووقفة جادة من الحكومة واطرافها لمعالجتها بحزمة قرارات ، تقضي بحصر السلاح بيد الدولة لمنع تكرار حادث بغداد الجديدة .
القوى السياسية المشاركة في الحكومة تتحمل هي الاخرى مسؤولية حفظ الامن، لانها انشغلت بخلافاتها التي عطلت القوانين المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة ومشروع قانون تشكيل الحرس الوطني ، مئات الفصائل المسلحة باسماء وعناوين عديدة يحمل عناصرها السلاح داخل المدن واحياء العاصمة يتنقلون بعجلات لاتحمل لوحات تسجيل ، هذا المظهر حين تستعير شكله الجماعات الارهابية يمنحها امكانية تنفيذ عملياتها في اي مكان وزمان .
هيئة الحشد الشعبي يقع عليها دور اخر بفرض عقوبات صارمة بحق من يتجاوز قواعد الضبط والالتزام ، فليس من المعقول ان يقطع عناصر الحشد الشعبي الطريق العام المؤدي الى محافظة النجف يعقبه اطلاق نار كثيف اثناء تشييع احد شهدائهم ، من هذه الثغرات وغيرها يحدث الخرق الامني ، فتبث الفضائيات تصريحات مصحوبة بقذائف هاون 120 ملم تستهدف الحكومة والمؤسسة العسكرية لفشلها في حصر السلاح بيد الدولة .
تصريح 120 ملم
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2016: 09:01 م