تقتضي منّا هذه المهنة التي يطلق عليها " مهنة المتاعب " بأن يتفرغ العاملون فيها الى متابعة ما يجري حولهم ، مع لزوميات اياد علاوي الذي طالب منا نحن المساكين " ان نستعد للكوارث والتقسيم ولحروب لاتنتهي " ، وتفكيكية حنان الفتلاوي الحالمة بعدودة عصر " المخترة " ، وبنيوية أسامة النجيفي الذي لايزال يبحث في بنية " تحرير الموصل"
في كل صباح أحاول أن أبحث عن موضوع لا يسخر منه القارئ ، فيرمي الصحيفة جانبا ، لاعناً اليوم الذي قرر فيه أن يشتري جريدة. يكتب فيها صحفي صدع رأسه بكارل ماركس وماركيز وطه حسين في الوقت الذي يحلم فيه المواطن العائد " سالما " إلى أولاده ، أن يحمل إليهم كيس فواكه ، على أن يتأبط كتاب طبيعة المجتمع العراقي لعمنا علي الوردي الذي اخبرنا ذات يوم ان علماء الاجتماع اتفقوا على ان يسموا الانسان " حيوانا ذا تاريخ " لان الشيء الوحيد الذي يهتم به بني البشر هو تاريخهم ، ونرى شعوب العالم حريصة على ان لا تكرر أخطاء الماضي ، إلا في هذه البلاد التي لاتريد ان تتعلم ، ولماذا نتعلم ونحن علمنا البشرية .
بعد حوالي نصف قرن على ما قاله علي الوردي من أجل تنبيهنا الى الخرافة التي نعيشها او ما يسميه التفاخر بالقبيلة ، لم نخرج من العشيرة ، ولا نزال في انتظارمنجزاتها والتي كانت آخرها العبث بأمن واستقرار ومستقبل مدينة البصرة.
تعلِّمنا الكتابة اليومية أن أفضل شيء يقوم به الكاتب هو تذكير الناس بما يجري حولهم، ولهذا تجدنا نكرر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إننا نتأكد أكثر من قبل ، ان لا رهان على قوى سياسية تتناحر من أجل المناصب والمغانم، ولا انتصار لمن يتوهم استعادة قوته بالتحالف مع الجماعات المسلحة .
عجيب أمر بعض الشعوب التي لاتريد ان تتعلم من تجربتنا في استعادة السيادة ، من شاهد منكم أمس المالكي وهو يستقبل السفير الياباني ، لا بصفته عضوا في البرلمان ، وانما نائب لرئيس الجمهورية ، يتحدث عن الاصلاح ويرفض قرارات الاصلاح ، يتحدث عن السيادة مع سفير لبلاد تحولت من اشرس امبراطورية الى رمز من رموز السلم والتسامح ، ولاتزال بعد اكثر من نصف قرن تعتذر للعالم عن ماضيها الوحشي ، لم ترفع شعار كل شيء من أجل السيادة كان الشعار فقط كل شيء من أجل المستقبل
إلى كل الذين يسخرون مما نكتب ، لا تقلقوا فمن حيث المضمون لن يفعل السيد حيدر العبادي شيئًا لم يفعله سابقوه، وسيضطلع بمهمته كما اضطلع الذين كانوا من قبله، كل ما فى الأمر أننا نحب ان يخدعنا السفير الياباني لانه قابل نائب رئيس الجمهورية وردد معه شعار " الموت لاميركا "
المالكي سفيرا لليابان .. ذلك افضل !
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 3
Ali
لا معنى او قيمة لحياة تبقى حصيلة موت الاخرين ... حتى إذا افترضنا العداوة ... تعلمنا الدروس ضرورة حب الناس والتسامح ومانديللا نموذجا لنا حاليا ؛ فكيف بقوى تقدم لنا العون والسلاح وتقف معنا نسبيا ضد الإرهاب ... ؟ والقاعدة الإنسانية تستدعي أن من فضلني بقدح ما
رمزي الحيدر
بالفعل أنك قلت الحقيقة أن العبادي لا يختلف عن سابقيه ،أنه واحد من شلة الاسلام السياسي و الذين يتحملون مسؤولية هدم الدولة العراقية إجتماعياً ،ثقافياً،إقتصادياً،جغرافياً.
ام رشا
يا أستاذنا العزيز واذا ذهب لليابان فما الذي سيفعله..؟ لن يتعلم منهم شيئا بل سيشعل بينهم نار الفتنة ويعود سالما محملا بارقى أنواع اللؤلؤ الياباني ومشتري جزيرة يابانية للاحفاد وشكرا.