وعي فوتوغرافي في عدسة الفنانة " لينا الفررا" ( Lina Farra) التي تلتقط الاثر الفني بعين تستولي على العناصر الاساسية المكونة للصورة وتحويلها جماليا الى موضوع مصغر للواقع. انما ضمن المشهد الصامت وتنوعه من حيث الموتيفات المختزلة والمكبرة والم
وعي فوتوغرافي في عدسة الفنانة " لينا الفررا" ( Lina Farra) التي تلتقط الاثر الفني بعين تستولي على العناصر الاساسية المكونة للصورة وتحويلها جماليا الى موضوع مصغر للواقع. انما ضمن المشهد الصامت وتنوعه من حيث الموتيفات المختزلة والمكبرة والمؤطرة بفراغات تتركها الفنانة " لينا الفررا " خصوصا للعين كي تستمتع بالمشهد الفوتوغرافي الملتقط بحرفية عدسة ذات ميزة جوهرية بدقة الالتقاط، وصرامه الموضوع المحدد الذي تقتنصه ضوئيا. ليكون ضمن المعايير الفوتوغرافية التي تتميز بالوضوح البصري والواقع المرئي، المرتبط بقيمة المكان الزمني المتسم بتقاليد انسانية تحمل الاثر الجمالي المحاكي لأزمنة الصورة وخاصيتها من حيث المشهد وقوة تأثيره .
تترجم الفنانة " لينا الفررا" احاسيسها الانسانية من خلال الصورة التي تمنحها السعادة اللحظية فوتوغرافيا دون انفصال عن الواقع الحياتي، والمرئية الناتجة عن الحدث الذي يمثل الدافع الاساسي لوجدانية الصورة ومعناها الفني والجمالي. ان احساسنا العاطفي بالصورة لا يسلب من عقلانية الصورة المشهدية مزاياها. ان من حيث الصفاء والوضوح وتباين الخطوط اومن حيث الكتل التي تتوسط ببروز ضوئي ذي مستويات مختلفة تضعها ضمن التشابك الحسي بينها وبين العدسة. لتكوين مشهد متلاحم بعناصره الكلية مع الضوء واللحظة، والقيمة الاخراجية للصورة الجديرة بتأملات توحي بثقافة شعوبية معينة تؤرشفها ذهنيا قبل فوتوغرافيا لتكون بمثابة رسالة زمنية تحاكي بها الامكنة التي تحفظها في صورة تخاطب بها الانسانية .
تكثف الفنانة " لينا الفررا" في صورها الفوتوغرافية معالم البيئة المثالية لالتقاط صورة واعية تترجم من خلالها مفاهيمها الجمالية، المرتبطة باتساع العدسة ووضوحها وقدرتها على اقتناص اللحظة الضوئية المنسجمة مع معايير عدستها المتزنه، لتستولي على المكان وتحفظه في عين ادركت قيمة المكان والزمان، واللحظة الفوتوغرافية المكتملة الاركان جماليا. لتضع الرائي ضمن علاقة ذهنية، ثلاثية في انطباعاتها البصرية التي تؤكد على اهمية الصورة الفوتوغرافية في المحاكاة الوجدانية والعقلانية .ان من حيث الصورة وجمالياتها، وان من حيث الصورة واشكالها وموتيفاتها وعناصرها القوية المحبوكة بصريا. لتجذب الحواس اليها براحة نفسية ، وكأنها تقتطع جزءا من المكان وتضعه في ذاكرة تتصف بالاختزال والوضوح والابتكار الجوهري في الرؤية المكبرة والمختزلة في آن واحد.
تكبير وتصغير وجمع لخطوط بصرية اساسية تمنح الصورة الفوتوغراية لغة حوارية مفتوحة على الجمال الضوئي وتفاصيله الاكثر دقة من صرامة تفرضها الفنانة " لينا الفررا" على نظم عدستها الساكنه احيانا عندما تلامس الابعاد البصرية المتحررة من الحدود، والحركية عندما تتلاشى الابعاد. لتنسجم مع الموضوع حين يرتبط بالانسان والجمال وباتساع يدفع الى المزيد من التأملات ما يعزز ترابطها الفني وبتمثيل واقعي غير متخيل، انما ضمن مشهد يوثق تفاصيل عدسة تهدف الى خلق معادلة فوتوغرافية تميل الى الرسم الواقعي او الانطباعي القادر على استشفاف الطبيعة الخلاقة ودون انفصال ذاتي عن اللحظة، لتحافظ على موضوعية العدسة في خلق الحدث المثير لاقتناص اللحظة الجمالية .
صور فوتوغرافية توحي بالزمن المعاصر لأمكنة حفظتها لحظة تداخلت فيها النسب الضوئية، المبنية على التماثل والتباين والوضوح الفني، والسطوع احيانا وبترابط انتظامي يجمع البؤرة الضوئية لتكون النقطة البصرية هي لحظة انفلاش تكويني تسهم في فك الرموز الفوتوغرافية التي تتركها الفنانة" لينا الفررا " للمشاهد كي يستطيع الربط بين الحدث واللحظة وقوة اقتناص الجمال بشتى المعايير النهارية او الليلية، وفي مجملها هي الحياة التي تبحث عنها في الأمكنة العابقة بالاسرار الجمالية. متحررة بذلك من قيود العدسة والعين نحو صورة مترعة بالاسرار الحافظة للزمن في مشهد ذي حضور فوتوغرافي تستحضره " لينا الفررا " بشكل متجدد من خلال صورة.