اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قصة إخفاق صناعة وتطوير البنزين في مصفى البصرة وبالوثائق

قصة إخفاق صناعة وتطوير البنزين في مصفى البصرة وبالوثائق

نشر في: 16 يناير, 2016: 12:01 ص

قرارات مضطربة ودراية متدنية تحرق (2) مليون لتر بنزين يومياً
 
يقول مدير عام شركة نفط الجنوب الأسبق جبار علي اللعيبي: بعد تركي العمل الوظيفي في قطاع النفط نأيت بنفسي أن أبتعد ولو لبعض الوقت عن الخوض في ترهات الكتابة واجترار فضلات اعلام الق

قرارات مضطربة ودراية متدنية تحرق (2) مليون لتر بنزين يومياً

 

يقول مدير عام شركة نفط الجنوب الأسبق جبار علي اللعيبي:
 بعد تركي العمل الوظيفي في قطاع النفط نأيت بنفسي أن أبتعد ولو لبعض الوقت عن الخوض في ترهات الكتابة واجترار فضلات اعلام القطاع المفبرك والموجه بتحوير الحقائق وقلبها نحو خدمة مصالح المجموعات والفئات ذات العلاقة، وقد أردت في مثل هكذا قرار أن أوفر لنفسي فسحة من الوقت أقوم خلالها بالمراجعة الشاملة وتقييم فترة عملي وما رافقها من ضغوط واشكالات عديدة ومختلفة علني أجد بعض الاسباب او الدوافع وراء ما كنت أخوض به من مجابهات وموجات متعاقبة من المعاكسة وحتى التهميش ومحاولات التسقيط. متابعا: حيث تولد عندي خيط رفيع من الظن أو الشك بأن اسلوبي في الاندفاع العالي والحديّة في تناول الامور ربما تكون غير مقبولة لدى الطرف الاخر في الدائرة العليا من المسؤولية وعليه فمن الأفضل أن يكون هناك تشخيص لمثل هكذا سلوكيات وأساليب. مستدركا: لكن أعاود في المراجعة الشاملة والاستنتاجات الواضحة بأن أساليب الاندفاع الزائد والحدية في طرح الامور ناتجة من حرصي على تحقيق منجزات كبيرة وذات نفع عال وواسع للبلد وأهله وكذلك قطاع النفط، فاطروحاتي كانت شديدة الوضوح وخالية من أية مصالح شخصية وما الى ذلك، فلماذا تقابل ليس بالرفض فقط بل بسلسلة من حلقات ظالمة ومحرقة فيها كل أشكال التحريف والتزييف وما أنزل الله بها من سوء وتحريف في الحقائق؟.
  واضاف اللعيبي: بعد الذي حدث أثبتت الأيام والوقائع صحة مواقفي وصواب نهجي واستقامة المبادئ التي كنت متمسكا بها وأعمل بجوهرها وهي الرابط الاساس مع الخالق عز وجل وما جاء به الامام علي بن أبي طالب (ع) في أقواله المأثورة (قيمة المرء ما يحسن ) و (الولايات مضامير الرجال).

الادارة الكفوءة مفتاح التطور وطريق النجاح
اللعيبي استرسل بالقول: من المفيد هنا التطرق ولو بإيجاز عن الدور المهم  لقرارات الادارات العليا والتي هي اللاعب الاساسي والمحرك الفعال في سفر التطوير والنجاح ورفع الأداء وخلق بيئة خصبة وظروف صحية وصحيحة تنمو فيها المهارات وترتقي الكفاءات وتنتهي في نهاية المطاف بمحصلة تدفع بتطوير العمل ووضعه على مسار السكة الصحيحة. مضيفا: لقد شهد العالم ومنذ قيام الثورة الصناعية حقبات كثيرة ومختلفة في طبيعتها ساد فيها العديد من الاختناقات والفجوات مع التراجع في برامج العمل وأدائية الفرد. متابعا: أثبتت الوقائع أن الحلول المثلى لمثل هكذا اشكالات تكمن في توفير ادارات متمرسة وكفوءة، ومنذ المراحل الأولى للثورة الصناعية تطورت اختصاصات الادارة بشتى الاتجاهات وتوسعت باضطراد بمرور الزمن حتى أصبحت علوم "الادارة الصناعية" من الاختصاصات التي تعتني بها الدول الصناعية والدول المتقدمة واعتمادها على نطاق واسع في معظم الجامعات والمعاهد والمؤسسات الاكاديمية والتطبيقية.
وبيّن مدير عام شركة نفط الجنوب الاسبق: كانت بريطانيا وألمانيا ودول اوروبا الاخرى الرائدة الاولى في الاهتمام بهذا الاختصاص تلتها الماكنة الرأسمالية الامريكية حيث حضى اختصاص وعلم الادارة باهتمام كبير ومتميز وادخلت عليه العديد من صفحات التطور والتطوير وكانت ولا زالت النتائج باهرة. منوها: أما اليابان فقد استفادت من خبرات أوروبا وأميركا مجتمعة ساندتها في ذلك طبيعة وسلوكية شعب اليابان وعاداته الموروثة من العهد الاقطاعي والمتمثلة في الطاعة المطلقة والولاء شبه الأعمى، والعمل الدؤوب، وقد قفزت اليابان بطفرات عالية في تطوير هذا الاختصاص، ذاكرا: أنه حتى في الزمن القريب فإن ما شهدته ثورة التطوير والتقدم والاعمار والعمران في ماليزيا والامارات العربية المتحدة كان للادارة الكفوءة والمتمرسة والناجحة الدور الاساس والمهم في تحقيق تلك الانجازات.

اتفاقيات وفوائد للقطاع
 اللعيبي تطرق الى خلفية مشروع استخلاص (2) مليون لتر بنزين يومياً من غاز يحترق في حقل نهران عمر خلال الفترة 2004 _ 2006 حيث شهد قطاع النفط الاستخراجي نشاطات واسعة وطفرات عالية في تحقيق برامج الاعمار. لافتا: فقد تكللت تلك النشاطات بنتائج مثمرة أبرزها الانفتاح على العالم الخارجي ومد الجسور مع معظم شركات النفط العالمية للوقوف على آخر مستجدات التطوير، والتطوير في صناعات النفط والغاز، وأبرمت اتفاقيات تعاون مع العديد من الشركات العملاقة انبثقت على ضوءها لجان مشتركة "Steering Committees" . مشددا: اذ أثمرت أعمالها بالحصول على العديد من الفوائد للقطاع في مجالات التدريب والتطوير واجراء الدراسات المكمنية والحصول على معونات كثيرة بلا مقابل في مجالات عدة، وكنت في حينها أشغل رئاسة الجانب العراقي في لجنة ائتلاف شركات توتال الفرنسية وشفرون الامريكية.

نمو بؤر الفساد والسرقة
واستطرد بحديثه: في الجانب الآخر تميزت تلك الفترة بتفاقم ظاهرة شح المشتقات النفطية وعلى الأخص مادة البنزين نتيجة الفوضى الممنهجة التي خلقتها سياسات المحتل من خلال فتح كل مجالات الاستيراد وفتح منافذ الحدود على مصراعيها لدخول أعداد هائلة من السيارات والعجلات والمركبات بكل أنواعها القديمة والجديدة. موضحا: عليه وبهدف معالجة الاختناقات والشح الحادة من البنزين والمشتقات النفطية الاخرى فقد تم اللجوء الى زيادة في معدلات استيرادها من الخارج، وقد كانت تلك الزيادات تتفاقم وتنمو باستمرار وباضطراد وأصبحت أفضل وأخصب بيئة لنمو بؤر الفساد والسرقة والخراب. مبينا: أن جزءا كبيرا من الكميات المستوردة يتم ايصالها عند أرصفة الرسو في الميناء من دون تفريغ الحمولة ثم يصار الى ابحارها وارجاعها ثانية للعراق بهدف البيع والتسويق وهكذا تستمر كرة الجليد من الفساد بالكبر والاتساع، في حين أن الجزء من كميات المشتقات التي يصار الى تفريغها ومن ثم ضخها في الانبوب الناقل تتعرض هي الأخرى الى أعمال سرقة ونهب ممنهج ومخطط من مواقع على امتداد الخط.

استخلاص البنزين من شعلات الغاز
وبين مدير شركة نفط الجنوب الاسبق: ولدت هذه الحالة الشاذة بؤر فساد متعددة ومتنوعة مكونة من عصابات ومجموعات مسلحة حتى أن البعض منها على اتصال وتنسيق بمستويات عليا من دائرة المسؤولية. اذ أخذت تلك الظاهرة تنفلق وتتشعب باتجاهات مختلفة وذا طبيعة خطرة قد تدفع البلد ككل الى منزلقات نحو أتون القاتل الاقتصادي وعواقب لا تحمد عقباها. مردفا: وفي خضم هذا الجو المشبع بسحب السوء والفساد والخراب كان لابد من عمل شيء ولو بأدنى قسط من الجهد بهدف تقليص مساحات الفساد والافساد والخراب والتخريب الاقتصادي والحد من تفاقم الاستشراس والمعترك الشرس الذي أخذ ينهش في جسد البلد، وغياب أدنى قيم ومعايير السلوك الانساني أو الوطني أو حتى الشرعي. متابعا: وسط كل هذه التلاطمات والارهاصات ظهرت أمامي وبصورة فجائية وتلقائية فكرة اعادة مشروع استخلاص البنزين من شعلات غاز محطة نهران عمر والذي في حالة تنفيذه سيوفر كميات من مادة البنزين تصل الى حوالي 30 % من اجمالي الكميات قيد الاستيراد وما فيها من مردودات اقتصادية عالية اذا ما أخذنا في الحسبان سعر لتر البنزين المستورد الواحد يعادل أكثر من دولار في ذلك الوقت. مشددا: وبعد المراجعات والرجوع الى بعض أوليات المشروع توصلت الى قناعة تامة بوجود كل المبررات وكل الامكانيات الخاصة بالمشروع وعلى أثر ذلك تقدمت بطلب الى شركة توتال للقيام بدراسة المشروع  وعلى الرغم من اعتذارهم بداية الامر الا أن الاصرار أدى في نهاية المطاف الى الموافقة، وبالفعل، اكتملت جوانب الدراسة وأعمال تصاميم المشروع خلال فترة امتدت لأكثر  من عام تخللها العمل الدؤوب والمثابرة والمتابعة وقد جاءت بنتائج باهرة فاقت بكثير توقعاتنا وحساباتنا ومن أبرزها :-
1-  المشروع يتكون في الأساس من وحدة ميكانيكية تحوي على منظومات تسخين وتبريد وتعمل بتقنية محددة  في اسس عمليات هندسية – كيمياوية.
2-  المؤشرات الاولية تشير بمعقولية كلف الاستثمار فيها.
3- طاقة وسعة الوحدة في المرحلة الاولى  تصل الى استخلاص معدل (2)  مليون لتر بنزين / يومياً من الغاز الذي يحترق في الاصل.
4- هناك مجال في تصعيد طاقة الوحدة لإستخلاص البنزين الى ( 8 ) مليون لتر بنزين / يومياً بعد توفر الغاز وتوسيع مكونات الوحدة.
5- الكميات المستخلصة من منتوج البنزين تصبح جاهزة للاستخدامات موقعياً بعد اضافة بعض من المواد الكيمياوية (أثيلات الرصاص) او ارسالها عبر انبوب الى مصفى البصرة لتمزج مع بقية منتوج البنزين المستخرج هناك.

الوزير يوقف المشروع!
واشار اللعيبي الى ان نتائج الدراسة تمثل قمة الفخر والاعتزاز بل والابتهاج لما تحمل من مزايا متناهية وبمنتهى الاهمية للبلد والوزارة والصالح العام وستحد ولو لبعض الشيء من تفاقم مستويات التشريس في ماكنة الفساد وتوابعها، ناهيك عن المنافع الاقتصادية الكبيرة الناتجة من تقليص كميات اسيراد المادة وبالتالي الحفاظ على مبالغ من العملة الصعبة لصالح البلد. مضيفا: بادرت برفع المشروع يرفقه كتاب مفصل الى السيد الوزير للموافقة في المضي بالمشروع وكنت خلال تلك الفترة أشغل منصب مستشار للوزير. وبعد الاخذ والرد والكم من الاستفسارات، حصلت الموافقة على المضي بتنفيذ المشروع من قبل نفط الجنوب. مستدركا: لكن وبعد فترة وجيزة وخلال مرحلة التهيئة والاعداد لمفاتحة الشركات الاختصاص ورد توجيه عاجل من السيد الوزير بإيقاف العمل بالمشروع من دون حتى الاشارة للأسباب.
 استرسل اللعيبي: من المفارقات التي تثير الاستغراب، أنه عند احدى زيارات السيد الوزير الى البصرة، قام بإفتتاح مشروع رفع طاقة الانتاج في محطة انتاج حقل نهر عمر من (10) ألف برميل / اليوم الى (50) ألف برميل/ اليوم وهو مشروع قمنا بانجازه بصورة كلية اعتماداً
على الجهد الوطني وما متوفر من منشآت فائضة وحتى مشطوبة قمنا بتأهيلها. مبينا: انه خلال تلك الزيارة شكا بعض من العاملين في المحطة من مضايقات الاهالي من سكنة المنطقة بالقرب من المحطة لهم بسبب هدير الصوت العالي وقوة اللهب الصادرة من شعلات الغاز فالتفت السيد الوزير نحوي وتسائل عن الامكانيات المتاحة لمعالجة الظاهرة وبصورة تلقائية كانت اجابتي تحوم حول مشروع استخلاص البنزين من الشعلات والذي سيساعد حتماً الى تقليص صدى الصوت العالي ويخفض من قوة دفع الوهج المنبعث من شعلات الغاز، عندها اشار الى الاسباب وراء عدم المضي بالمشروع  فكانت اجابتي بأن العمل بالمشروع قد توقف بناءً على توجيهات صادرة منه شخصياً، وحصل تبادل في الآراء وسجالات من هنا وهناك، أعقبها توضيح من السيد الوزير بأن المصدر والدافع في الايعاز بإيقاف العمل بالمشروع هو السيد وكيل الوزارة لشؤون المصافي في حينها، وتوقف عند هذا الحد.
وختم مدير شركة نفط الجنوب الاسبق جبار عبد اللعيبي: في الحقيقة والواقع لم أجد ولحد الآن أي مبرر يذكر في دفع السيد وكيل الوزارة المذكور في اقناع الوزير او تقديم المشورة له بايقاف العمل بالمشروع! وكل الذي أعرفه أن السيد الوكيل المذكور يتمتع بمجال ضيق ومحدود وخبرة قليلة في مفردات صناعة النفط والغاز. مؤكدا: هكذا كنس هذا المشروع الصغير في حجمه الكبير في فوائده مثله مثل العشرات من المشاريع الستراتيجية المهمة، كنست تحت زولية الغطرسة الادارية وقراراتها المضطربة وقلة الدراية عندها.

الله والضمير وراء القصد..
هذا، وخص مدير عام شركة نفط الجنوب الاسبق جبار علي اللعيبي جريدة (المدى) بوثائق وكتب ومراسلات بينه وبين وزارة النفط ومكتب الوكيل أحمد الشماع سبق له ان تقدم بها الى وزارة النفط في الفترة بين العامين 2008 -2009 من أجل تطوير حقل نهر بن عمر واستغلال مكامنه النفطية لصالح تطوير صناعة البنزين في مصفى البصرة. وبموجب الدراسة فقد تم تشكيل لجنة فنية متخصصة خلصت الى ان الكميات النفطية في المكامن الواقعة ضمن حقول نهر بن عمر قادرة على تحسين صناعة وتطوير انتاج البنزين في وحدات التصفية داخل مصفى البصرة. وفي فقرات مادتنا هذه يجد القارئ استعراضاً مختصرا للمخاطبات التي تمت بين السيد اللعيبي والمسؤولين في وزارة النفط.
 حيث بينت الوثائق انه بتاريخ 13 4 2008 وجّه الاستاذ جبار علي اللعيبي، مدير عام شركة نفط البصرة السابق كتابا خاصا يقترح فيه تحسين انتاج البنزين في مصفى البصرة معنونا الى وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج السيد عبد الصاحب القطب جاء فيه : تولدت لدينا فكرة تهدف الى ادخال تحسينات في وحدات انتاج البنزين في مصفى البصرة، وبالتالي زيادة معدلات الانتاج في تلك الوحدات. وتتلخص الخطة بان يصار الى تغذية احد خطوط المصفى مباشرة بالنفط المنتج من محطة نهران بن عمر والذي يتصف بدرجة كثافة (المعهد الامريكي) بحدود 34API اضافة الى كونه يحوي كميات كبيرة من الغازات الخفيفة والمكثفات والطاقة الحالية للمحطة بحدود 50 الف ب/ي..

جدول بالارقام والكميات
 وطالب اللعيبي بمد انبوب منفصل بقطر (14) عقدة من المحطة يمزج مع بقية النفوط في مستودع زبير (1) ليصل الى موقع المصفى والربط مباشرة على أحد خطوط التغذية في المصفى. ولاجراء ذلك يقترح اللعيبي اجراء مسح ودراسة لواقع المنظومة ومن ثم تشكيل فريق عمل من الاختصاصات المختلفة وتقديم التوصيات وخلال سقف زمني محدد.
وفي تاريخ 752008 يكتب الاستاذ فياض حسن نعمة مدير عام دائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة في وزارة النفط الى السيد الوكيل الاقدم لشؤون الاستخراج عبد الصاحب القطب كتابا على هامش الوكيل في 1442008 يقول فيه: استنادا الى تحاليل نفط خام البصرة المصمم عليه المصفى فان نسبة النفثا الثقيلة الموجودة من مقطع 75-175 م تبلغ 17.36% حجما وبذلك تكون كمية النفثا الثقيلة الممكن انتاجها من وحدتي التكرير في مصفى البصرة 24.3 الف بي وبناء على الاسس التصميمية المقرة في حينه لوحدتي تكرير مصفى البصرة فان كمية النفثا الثقيلة تبلغ 16.7 ألف بي وتبقى الكمية الاخرى البالغة 7.6 ألف بي مع الكيروسين وهي ما تسمى (نفثا كيروسين) وعليه تم تصميم وحدتي تحسين البنزين في المصفى لاستيعاب 16 ألف بي.
 وتضمن الكتاب هذا جدولا بالأرقام والكميات يوضح فيه طاقة المصفى ومقدار النفثا الثقيلة المنتجة وطاقة وحدات تحسين البنزين وأخيرا فائض النفثا وكذلك حال وحدة تحسين البنزين الجديدة بعد التشغيل ومن ثم الوضع المستقبلي بعد تشغيل وحدة التكرير الجديدة والتي ستبلغ طاقة انتاجها بحدود 210 ألف بي.

اجهاض لجنة تتبنى المشروع
  ويختتم فياض حسن نعمة: وبالرغم من ان مزج نفوط خفيفة مع نفوط خام البصرة سيؤدي الى زيادة انتاج الكازولين وهي فكرة معمول بها في المصافي إلا أن تصميم مصفى البصرة فيه هدر للنفثا الثقيلة الموجودة في النفط الخام المغذي له لذا نرتئي ان يتم الاستفادة من كميات النفثا الثقيلة المتبقية مع الكيروسين في حالة وجود طاقة استيعابية لوحدات تحسين البنزين.
  وفي تاريخ 3-12-2008 يطلب الوزير تشكيل لجنة تتبنى مقترح الاستاذ جبار اللعيبي الخاص باستخدام نفط بن عمر في مصفى البصرة وتتشكل اللجنة من اختصاصيين في مجال النفط لهذا الغرض.  لكن المقترح يجهض في 23122008 بكتاب الوكيل احمد الشماع والذي يشير فيه الى أهمية المقترح الذي تقدم به الاستاذ جبار اللعيبي ودراسته من قبله، لكنه في ختام فقرات الكتاب يقول: وبالرغم من أن مزج نفوط خام خفيفة مع نفوط خام البصرة سيؤدي الى زيادة الكازولين إلا أنه لا توجد طاقات فائضة للنفثا الثقيلة في وحدات تحسين مصفى البصرة.  على خلاف ما جاء في الكتاب الصادر من مكتب مدير عام دائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة في وزارة النفط الاستاذ فياض حسن نعمة بتاريخ 752008 والمبين تفاصيله في أعلاه والذي يؤكد فيه... أن تصميم مصفى البصرة فيه هدر للنفثا الثقيلة الموجودة في النفط الخام المغذي له لذا نرتئي ان يتم الاستفادة من كميات النفثا الثقيلة المتبقية مع الكيروسين في حالة وجود طاقة استيعابية لوحدات تحسين البنزين.

خطط الوزارة السبعينية ؟
 وبعد كتب ومداولات وتشكيل لجان يكتب الاستاذ اللعيبي الى وزير النفط بعنوان تطوير حقل بن عمر في 292009 يقول فيه: يعتبر حقل نهر بن عمر من الحقول العملاقة في الجنوب، وقد أدرج تطويره ضمن خطط الوزارة السنوية منذ عقد السبعينات والتي لم تفلح بسبب الظروف التي مرت بها البلاد ويتميز الحقل في :
-عدد المكامن المكتشفة 5 زبير،يمامة، مشرف، هارثة، أحمدي
-استنتاجات الدراسة المكمنية الاخيرة تشير الى المعطيات التالية:
1- الطاقة الانتاجية المتاحة من المكامن بالاحتياطيات المثبتة هي:
-مكمن الزبير 180 ألف بي
-مكمن اليمامة450 ألف بي
-مكمن مشرف 100 ألف بي
الاجمالي يساوي 730 ألف برميل اليوم
ديمومة الطاقة اعلاه لفترة ثمانية أعوام بعدها يبدا النزول بمعدل 50 ألف برميل عام  ويستقر بمعدل 500 ألف بي لفترة عشرين سنة
2- الطاقة الانتاجية من مكامن الهارثة والاحمدي لا زالت قيد الدراسة وتشير الاوليات الى وجود احتياطي عالي نسبيا في مكمن الهارثة ويمكن الحصول على معدل يفوق الـ 100 ألف برميل يوم من المكمنين اعلاه.
3- إن النفوط المنتجة من مكامن الحقل ذات مواصفات جيدة ومن الصنف الخفيف وتمتاز بنسبة عالية من الغاز.
ويختتم المدير العام الاسبق لشركة نفط الجنوب الاستاذ جبار اللعيبي الكتاب: بضوء ما جاء في اعلاه نرى ضرورة الاخذ بعين الاعتبار تطوير الحقل من خلال أحدى دورات التراخيص لأهميته من جوانب عديدة ولا نتفق مع مبدأ وفلسفة تطوير الحقل بأسلوب EPC لعدم امكانية الوصول للأهداف المخططة بالأسلوب الاخير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram