في زيارته الى منطقة بغداد الجديدة صباح الثلاثاء الماضي ، بعث رئيس مجلس الوزراء برسالة الى منفذي الهجمات الارهابية تفيد بأن الحكومة قادرة على ملاحقة الخلايا النائمة ، والقضاء على تنظيم داعش بتحرير جميع المدن الخاضعة لسيطرته . رسالة العبادي الثانية كانت في عقد اجتماع لمجلس الوزراء في محافظة البصرة ، فيما تشهد مناطقها الشمالية اندلاع مواجهات مسلحة بين العشائر . الحرب هناك شدت اوزارها ، ولاأمل يلوح في الافق لاعلان وقف اطلاق النار لتفادي سقوط المزيد من الضحايا . عقد جلسة الكابينة الوزارية بكامل اعضائها في المحافظة المنكوبة بسوء الادارة ، لم تنقذ اهالي الحيانية والخمسة ميل والكزيزة والجمهورية من معاناة مريرة جراء انعدام الخدمات الاساسية فضلا عن انتشار البطالة ، في عاصمة العراق الاقتصادية .
كان البصريون ينتظرون من العبادي ووزراء حكومته القيام بجولة استطلاع في احياء البصرة ليتعرفوا على حجم خراب كبير لم يرد على مقياس ريختر ، الحكومات المحلية المتعاقبة باحزابها الدينية في البصرة ، اثبتت بشكل لا يقبل الشك، انها جردت ثغر العراق الباسم من صفات المدنية والانفتاح والتعايش السلمي. لم تترك رسالة العبادي الثانية تأثيرا في نفوس البصريين تجعلهم يعلقون تمنياتهم في الحصول على الماء الصالح للشرب على الحكومة الاتحادية لعلها بصلاحياتها تستطيع الضغط على المسؤولين المحليين لتحسين ادائهم للحصول في اقل تقدير على احترام اهالي البصرة .
جلسة مجلس الوزراء في البصرة ربما فسرها ابناء المدينة، بانها محاولة لاثبات حضور الدولة في مناطق تخضع لهيمنة جماعات مسلحة متورطة بتهريب المخدرات من ايران عن طريق الاراضي العراقية الى دول خارجية ، كارثة بمثل هذا الحجم بما تحمل من مخاطر هل يستطيع اجتماع لمجلس الوزراء معالجتها خلال جلسة لا تستغرق اكثر من ساعتين ثم العودة الى العاصمة ؟
ربما يعتقد بعض المسؤولين بأن عقد الاجتماعات في المناطق المتوترة هو السبيل لتجاوز الأزمات في ضوء هذه الفرضية ، اجتماع واحد في حي المعالف بأطراف الكرخ سيحل مشكلة سكان العشوائيات ، واجتماع آخر في هبهب سيجعل العراق يتخلى عن استيراد المشروبات الكحولية والروحية من تركيا ، اجتماع ثالث في الشوملي سيسهم في مضاعفة الانتاج الزراعي ، فتتخلص وزارة التجارة من اشكالية توفير مفردات البطاقة التموينية . نظرية عقد الاجتماعات الحكومية في مناطق الأزمات ابتكار جديد جاء في اطار البحث عن مصادر تمويل لموازنة الدولة ، لكي تتمكن الحكومة من صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين لتفادي انداع ثورة الجياع على حد قول رئيس مجلس النواب الاسبق محمود المشهداني .
قبل ان يغسل العراقيون ايديهم بسبعة شطوط للتعبير عن الإحباط وحالة اليأس من اداء الحكومات المحلية والاتحادية في ظل الازمة المالية فإن بالإمكان طرح المحافظات للايجار تتولى اعمارها الدول الصديقة والشقيقة مقابل الحصول على حصة من انتاج ثرواتها الطبيعية. باختصار وطن للإيجار ، يتمتع بنظام ديمقرا طيــــــط .
وطن للايجار
[post-views]
نشر في: 15 يناير, 2016: 09:01 م