كنت قد وعدتكم ان أتوقف عن الاستشهاد بالكتاب " الكفرة " ، وأعمل جاهدا للحديث عن أصحاب " التقوى " ، وها أنا لا احافظ على الوعد ولا التزم بالعهد ، لكن ماذا أفعل ياسادة وصحف العالم ومحطاته الفضائية لا شاغل لها هذه الايام سوى الخطاب الذي وجهه رئيس وزراء بريطانيا " الشاب " دايفيد كاميرون الى الشعب البريطاني يدعوهم للاحتفال بمرور 400 عام على رحيل كاتبهم المفضل الذي استطاع حسب مقال رئيس الوزراء ان يحسن مَلَكَة القراءة والكتابة، ويعزز الثقة بالنفس والتحصيل العلمي .
سيعتب قارئ كريم: ويقول يارجل لماذا لاتكتب عن ما جرى في المقدادية وتترك كاميرون وصاحبه شكسبير ، أين كنت عندما إحترقت منازل الناس البسطاء ؟ لم أكن بعيدا ياعزيزي عما يجري وسبق ان كتبت في هذه الزاوية ، وفي مقال ايضا عن صاحبنا شكسبير ، من أن ما يجري منذ سنوات في هذه البلاد هو محاولات سياسية لجعل المواطن يعيش في أغلال الخوف.. يريدون مواطنا خائفا بإمتياز لا يسأل عن سراق ثرواته ، ولا عن الخراب الذي يحاصره من كل مكان ، ألم يقل شكسبير في ريتشارد الثالث: " احذر ان تمد يديك لغريب لئلا تتلوث، لذلك عليك أن تتخندق في مواجهة الجميع، عليك أن تخاف من العلماني والشيوعي لأنه كافر، ومن الشيعي لأنه ميليشيا، ومن السُني لأنه قاعدة .
قبل اكثر من خمسة عقود كتبت اول وزيرة عربية الراحلة نزيهة الدليمي :
"العمل السياسي يتطلب من صاحبه ان يملك عقل فاعل ، وضمير يقظ
كانت هذه الجملة هي موجز لمنهجها الوطني ، هل يمكن أن نجد مثل هذا السياسي الآن ؟ ربما تضحك من المقارنة ، وربما لا تصدق أن مثل هؤلاء السياسيين كانوا موجودين فى العراق ، أو تسخر من سذاجتي وانا انقل مقولات واحاديث مضى عليها عقود طويلة، لكن ياسادة كنت اتمنى ان اسال ماذا لو عاشت نزيهة الدليمي الى هذا اليوم لترى وتسمع نائبة من دولة القانون اسمها هدى سجاد ، تقول انها حصلت على مقعدها في البرلمان بتفويض آلهي .
نحن هنا لم نزل نحاول أن نعترف ان الجواهري يستحق ، ان نسمي شارعا باسمه في مدينته النجف أو ان توافق لجنة الثقافة في البرلمان على اعتماد أشعاره نشيدا وطنيا ، من منكم سمع يوما مسؤولاً إستذكر علي الوردي او ترحّم على غائب طعمة فرمان ، معظم ساسيينا يحتقرون الفكر والادب ، فهم يعتقدون ان الحياة توقفت عند يوم السقيفة ، وما لم تحل هذه الازمة لايمكن لهذه البلاد ان تحظى بالاستقرار والتنمية وتفتح ابواباً للمستقبل .
بلاد " نزيهة الدليمي " وبلاد " هدى سجاد
[post-views]
نشر في: 15 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
ولك عيني علي حسين لا تزعل مني وانا أخاطبك بلهجتي البغداية اذا ناديتك ولك عيني شلون كلام في مقالك اليوم على جرح القلب ... فعلاً كارثة هاي الممسوخة هدى سجاد كأنها كلوننك ( استنساخ) من حنونة القاتلة العضلات والنمونة الميشومة عالية بنت نصيف ؟!! شايفين ثائرين