TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بلاد " نزيهة الدليمي " وبلاد " هدى سجاد

بلاد " نزيهة الدليمي " وبلاد " هدى سجاد

نشر في: 15 يناير, 2016: 09:01 م

كنت قد وعدتكم ان أتوقف عن الاستشهاد بالكتاب "  الكفرة "  ، وأعمل جاهدا للحديث عن أصحاب " التقوى " ، وها أنا لا احافظ على الوعد ولا التزم بالعهد ، لكن  ماذا أفعل ياسادة  وصحف العالم  ومحطاته الفضائية لا شاغل لها هذه الايام سوى الخطاب الذي وجهه رئيس وزراء بريطانيا " الشاب " دايفيد كاميرون  الى الشعب البريطاني يدعوهم للاحتفال بمرور 400 عام على رحيل كاتبهم المفضل الذي استطاع حسب مقال رئيس الوزراء ان يحسن مَلَكَة القراءة والكتابة، ويعزز الثقة بالنفس والتحصيل العلمي .
سيعتب قارئ كريم: ويقول يارجل لماذا لاتكتب عن ما جرى في المقدادية وتترك كاميرون وصاحبه شكسبير  ، أين كنت عندما إحترقت منازل الناس البسطاء ؟ لم أكن بعيدا ياعزيزي عما يجري وسبق ان كتبت في هذه الزاوية  ، وفي مقال ايضا عن  صاحبنا شكسبير ، من أن ما يجري منذ سنوات  في هذه البلاد هو محاولات سياسية لجعل المواطن يعيش في أغلال الخوف.. يريدون مواطنا خائفا بإمتياز لا يسأل عن سراق ثرواته ،  ولا عن  الخراب الذي يحاصره من كل مكان  ، ألم يقل شكسبير في ريتشارد الثالث: " احذر ان تمد يديك لغريب لئلا تتلوث، لذلك عليك أن تتخندق في مواجهة الجميع، عليك أن تخاف من العلماني والشيوعي لأنه كافر، ومن الشيعي لأنه ميليشيا، ومن السُني لأنه قاعدة .  
قبل اكثر من خمسة عقود كتبت اول وزيرة عربية الراحلة نزيهة الدليمي :
"العمل السياسي يتطلب من صاحبه ان يملك عقل فاعل ، وضمير يقظ
كانت هذه الجملة هي موجز لمنهجها الوطني ، هل يمكن أن نجد مثل هذا السياسي الآن ؟  ربما تضحك من المقارنة ،  وربما  لا تصدق أن مثل هؤلاء السياسيين  كانوا موجودين فى العراق ، أو تسخر من سذاجتي  وانا انقل مقولات واحاديث مضى عليها عقود طويلة، لكن ياسادة كنت اتمنى ان اسال ماذا لو عاشت نزيهة الدليمي الى هذا اليوم لترى وتسمع نائبة من دولة القانون اسمها هدى سجاد ،  تقول انها حصلت على مقعدها في البرلمان بتفويض آلهي .
نحن هنا لم نزل نحاول أن نعترف ان الجواهري يستحق ، ان نسمي شارعا باسمه في مدينته النجف أو ان  توافق  لجنة الثقافة في البرلمان على اعتماد أشعاره نشيدا وطنيا ، من منكم سمع يوما مسؤولاً إستذكر علي الوردي او ترحّم على غائب طعمة فرمان  ، معظم ساسيينا يحتقرون الفكر والادب ، فهم يعتقدون ان الحياة توقفت عند يوم السقيفة ، وما لم تحل هذه الازمة لايمكن لهذه البلاد ان تحظى بالاستقرار والتنمية وتفتح ابواباً للمستقبل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    ولك عيني علي حسين لا تزعل مني وانا أخاطبك بلهجتي البغداية اذا ناديتك ولك عيني شلون كلام في مقالك اليوم على جرح القلب ... فعلاً كارثة هاي الممسوخة هدى سجاد كأنها كلوننك ( استنساخ) من حنونة القاتلة العضلات والنمونة الميشومة عالية بنت نصيف ؟!! شايفين ثائرين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram