ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي احتفى ملتقى الاذاعة والتلفزيون في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بملحن الاطفال نجم القيسي بمشاركة عدد من شعراء الاغنية والموسيقيين والنقاد والمطربين للحديث عن مسيرته الفنية الطويلة ومنجزه الثقافي والموسيقي. وبيّن مقدم الج
ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي احتفى ملتقى الاذاعة والتلفزيون في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بملحن الاطفال نجم القيسي بمشاركة عدد من شعراء الاغنية والموسيقيين والنقاد والمطربين للحديث عن مسيرته الفنية الطويلة ومنجزه الثقافي والموسيقي. وبيّن مقدم الجلسة الفنان والإعلامي علاء محسن ان للمحتفى به مسيرة طويلة بدأت منذ عام 1960 وثّق خلالها لإذاعة وتلفزيون بغداد أكثر من ثمانمئة انشودة للاطفال وبعضها للكبار. شكلت الطفولة هاجساً منحه كل اهتمامه وتجربته الموسيقية، ولم يكن ملحناً حسب وانما كتب الكثير من الاغنيات والتمثيليات وتعاطف مع الاطفال الى ابعد الحدود فكان بالنسبة لهم الأب والمعلم الراعي والمهذب. ومن منجزه اضافة لألحانه وتأليفه الموسيقي مجموعة من التمثيليات للاطفال بينها: الخراف لا تعرف الثلج ـ السندريلا ـ طبق حمص طبق زبيب ـ الطير والاشجار ـ الطير والفلاح ـ التنين والأسئلة الثلاثة. ومن مجموعاته الشعرية: صدق الوفاء ـ اطفال تشدو للأمل.
في حديثه ، كشف القيسي ان مجال الاطفال صعب وسهل في وقت واحد، اذا ما استوعب الملحن امكانية الطفل في الأداء، ومنها يمكننا الحصول على أغنية جيدة. مبيناً انه كان يضع للاغنية ثلاثة ألحان يسمعها جميعها للطفل، ويترك له حرية اختيار اللحن الذي أعجبه وأحبه. وقال: بعد ان رأيت أكثر الاناشيد والاغنيات العربية المقدمة للطفل تتناول الحيوانات، فقلت ماذا عن الانهار والنخيل والفلاح والمدرسة والمعلم وشرطي المرور وغير ذلك الكثير مما تدعونا الضرورة الى تناوله، فبدأت بكتابة بعض الاغنيات ووضعت لها الحاناً. مشيراً الى انه في ذلك الوقت لم يكن هناك اطفال يؤدون هذه الاغنيات فأخذ على عاتقه البحث عن المواهب وتشجيعها، كما ان برنامج عالم الاطفال اخذ يدعو الذين لهم استعداد وحب للغناء والانشاد للمجيء الى مبنى الاذاعة، فكان يستقبلهم بنفسه ويتولى تدريبهم، حتى برز وتألق العديد منهم.
في مداخلته ، بيّن كاتب الاطفال جاسم محمد صالح ان القيسي يعد قامة ثقافية وفنية مهمة رعت مواهب الاطفال في وقت لم يكن هناك من يفهم عالم الطفولة . وقال: عرفت القيسي منذ السبيعنات، وقد رافقته في اعمال عديدة فوجدته بحق الانسان الذي نبحث عنه، لما يتمتع به من خلق وثقافة ادبية وفنية واجتماعية.
فيما اشارت الدكتورة ذكرى العبادي الى ان الفنان القيسي يعد اساساً في بناء جيل فني وثقافي يتمتع بوطنية عالية ما اهلهم لرفد الساحة الثقافية العراقية بابداعات تعد جزءا من تراث حضاري للبلد. لافتة الى ان طفولة اليوم تفتقد الى الشعور الوطني بسبب ما اعترى البلاد من نعرات طائفية، وتولي المسؤوليات من اناس بعيدين عن الكفاءة والاختصاص، فاصبحت الطفولة اليوم بأمس الحاجة لمن ينتشلها مما تعانيه من اضرار ثقافية وبيئية واجتماعية. وقالت: يعد القيسي بحق طاقة تربية وثقافية ووطنية نفتقد اليوم الى امثالها.