كان جورج جرداق علامة من علامات الزمن الماضي ، تعلّم القرآن وحفظه ، وتولع بنهج البلا غة فأصبح أحد شراحه ومفسريه ، يكتب في إحدى مقالاته في مجلة الصياد انه " في قريته الصغيرة كان المسيحيون قبل المسلمين يسحرهم حديثيّ عن الامام علي ، ويجدون في كلماته تعبيرا حقيقيا عن الآمهم " .ويضيف " بعد أن ضاقت بنا سُبل التقدم والرفاهية والاستقرار ، ويفتك بعضنا بالآخر، والناس أشبه بقطعان أغنام لهذا الحاكم أو ذاك، ارتأيت أن أكتب شيئاً عن ذلك وطبعاً كنت قد قرأت علياً عليه السلام وعشته وتأثرت به فوجدته صاحب ثورة إنسانية واجتماعية وفكرية وثقافية، فكان لزاماً عليّ أن أسلـِّط الضوء على هذا الفكر النقي الذي أنار لي الدرب والطريق.."
سبَق جورج جرداق إلى الانبهار بالإمام وسيرته المصريان الكبيران ، العقاد في كتابه الشهير " عبقرية الامام علي " وطه حسين في كتابه " علي وبنوه " وجاء بعدهما عبد الرحمن الشرقاوي ليضع " سيرة امام المتقين " فيما يكتب احمد عباس صالح ملحمة يسار الامام علي مع يمين تجار مكة .
تذكرت هذه الكتب وغيرها عشرات عن المواقف العظيمة لامام المتقين وانا اقرأ على صفحات الفيسبوك خبرا يقول أصحابه ان البنك المركزي تبرع بمئة كيلو غرام من الذهب لتذهيب قبة الامام علي ، وهو الخبر الذي اصدرت العتنبة العلوية تكذيبا له على لسان احد اعضائها ، الذي أكد أن المائة كغم ذهب اشتريت من البنك المركزي لتذهيب قبة مرقد الإمام علي (ع)، موضحا أنها لم تكن منحة"
وانا اقرأ ما نشر حول هذا الخبر وردود بعض الجهات الرسمية تمنيت للجميع ، لو أنهم وقفوا وقفة حقيقية أمام سيرة الامام علي " ع" وتعلموا منها، لكن للأسف فقد ابتلينا بمسؤولين ، يصدعون رؤوسنا ليل نهار بخطب عن الحق والعدالة والمظلومية في عبارات فقدت معناها من سوء استخدامها، من منكم لم يشاهد صورا لمسؤولين كبار يقيمون مواكب العزاء ويؤدون فرائض صلاة الجماعة في بيوت وقصور وضعوا ايديهم عليها بقوة المنصب والسلاح؟.
يقول الامام علي " ع" لابن عباس: "هذه النعل أحب إلي من إمارتكم هذه، إلا أن أقيم حقا أو ادفع باطلا"، ربما يقول البعض ياعزيزي مالك وهذا الموضوع ، والاموال لم تؤخذ من خزانة الدولة ، سأقول نعم ، والامام علي يستحق اكثر منها ، لكننا ياسادة أزاء شخصية ضربت المثل للناس بزهدها وعدلها .. في كتابة اليمين واليسار في الاسلام يكتب احمد عباس صالح " ان الامام علي لعب دوره الجليل باعظم ما يلعب الانسان دوره في التاريخ ، فقد امن ان لامكان لأطايب الحياه وجاره يسكن العراء ، ولا مكان للرفاهية والناس أسرى احتياجاتهم ، لقد آمن بان الاسلام جاء ليحقق العدل الاجتماعي وينصف الفقراء والمعدمين "
درس الامام علي " ع"
[post-views]
نشر في: 16 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
السكوت على جرائم هؤلاء اللصوص بحجة القباب الذهبية للأمام علي عليه السلام مرة وللأمام الحسين عليه السلام وبدعة خمس السادة التي ما انزل الله بها من سلطان ولا عمل بها لا الامام علي ولا اولاده من بعده بل بالعكس كان هناك فقط بيت مال المسلمين الذي كان على عهد ر