ليست مهداة إلى عبد الأمير الحصيري
آنَ لي ..آنَ لي ..أن أخرجَ ...عارياًمن صحراءِ النصّ الأصفر ...بلا بردةٍ أسمي بها قصيدتي ،بلا جائزةٍ أشتري بها قصراً في السّواد ،بلا قينةٍ تغني لي ما تيسّر من شعر الظلّيل ،بلا مظهرٍ يحملني إلى الجنة ..بلا ألو
ليست مهداة إلى عبد الأمير الحصيري
آنَ لي ..
آنَ لي ..
أن أخرجَ ...
عارياً
من صحراءِ النصّ الأصفر ...
بلا بردةٍ أسمي بها قصيدتي ،
بلا جائزةٍ أشتري بها قصراً في السّواد ،
بلا قينةٍ تغني لي ما تيسّر من شعر الظلّيل ،
بلا مظهرٍ يحملني إلى الجنة ..
بلا ألوكةٍ ...
وبلا مرسوم ٍ جمهوري.
آنَ لي ..
أن أخرجَ مشوهاً ..
أن أحمل َ في وجهي أثر َ الحرب ِ
وأن أترك َ في الصّحراء زوجتي ،
فلا تجد ُ ماء ً...
وآن لي .. أن أكتب َهذه القصيدة َ
أن أركب َفي الممرِ الدوْلي
حصاني الذي يحمل ُ وجهي البريء،
فلا نسير ُ إلى الطعان ...
ويتناسى الرواة ُ قصيدتي ..
آنَ لي ..
أن أشربَ كأساً من النبيذ الرافداني
وأن أطوفَ عرياناً من مخاوفي
وأن أؤدي المناسكَ كما علمتني أمي،
وأن أقربَ القصيدة َ سكرانا.
آنَ لي ..
أن أتغزلَ بالحرائر والمجندات ،
وأن أبحثَ عن سيداتٍ يستمعن َ قراءتي ..
ويستمتعن َبمهارتي في فن الالقاء ...
وأن أقرأ لهن ّ ما طابَ لي من الخطاب ،
وأن أكونَ فاسق َ النظر ِ.
آن لي ..
أن أمزق ّ هذه الوثيقة َ،
وأن أدع ُ إلى قصيدةٍ جديدة
أؤمّن ُ بها على حيامني ...
فلا تسرقها شجيرات ُ المدينة،
ولا تصادرها مراكز ُالإطفاء،
وآن لي ..
أن أتزوج َ بها أجمل َ نائبةٍ في الصحراء،
فلا أكون َ أبا أحدٍ منكم ْ.
آن لي ..
آن لي ..
أن أرفع َ النياشين عن قبور الشّهداء
وأن أحظر َعليهم ...
مشاهدة الفضائيات ،
أو البث ّ المباشر للسّواد الجديد
وأن أرفض َعطاء َ الحكومة ..
أرفض َمكافأة الصحف
أرفض َسيرتي المدونة
وأن أملي هذه القصيدة.
آن لي ..
أن أترك َنصبي في الصحراء
دليلاً للسّياح والغزاة
وأن أغير َ لها أسماءها
فلا تثير ُاستياءَ أحدٍ ما.
آن لي ..
أن أعيد َتصميم َعرش َ قصيدتي ..
عرش ٌيتسّع ُ لي ،
ولأهل الذكر ِفي الكتاب ،
وأن أبحث َعن بحرٍ جديد ..
لا ينجو منه ُ الغاوون ،
وأن أختار ألوان َ كلماتي ،
ونشيدي المائي ..
ولا أبعث ُمِن القراء ؛
إلاّ مَن يعلمون تأويلها.
آن لي ..
أن أتعلق َ بأستار ِ أوروك ..
لستُ خائفاً من ميليشيا الحجاج
لستُ خائفاً من كواتم ِ الخليفة
لستُ خائفاً من تطبيق الحدود
لكنني أخافُ منكم.