كان نيتي في بدء صباح اليوم ان أحوّل عمودي هذا الى نداء توسل بالحكومة العراقية لتعلن استقالتها. لكن كل الموانع وقفت بوجهي من قول شاعرنا "يا طابخ الفاس ترجه من الحديدة مرك" الى قول حكمائنا "ترجه من بارح مطر" وصولا الى "الما يسوكه مرضعه".
فكرة النداء هي اول ما قفز بذهني وانا أرى ابتسامة وزير خارجية إيران تملأ عرض الشاشة بخلاص بلاده من الحصار. سوده بحظنه اذن. ظريف والله ظريف. هكذا غنيت له. وهكذا يجب ان يكون وزير الخارجية، او كل وزير، والا فلا لا.
كادت إيران ان تصبح حالها أتعس من حالنا في أيام "هيجان" محمود احمدي نجاد بقمصلته "الثورية". لكن، وكما قلتها مرة، ان الإيرانيين يعرفون كيف ينتخبون. لا لحسابات مذهبية او عنترية بل بحسابات المصلحة وليس الكلاوات التي تلبست بعضنا حتى تصور انه الحسين ومن يعترض على عنجهياته يزيد.
محللون محترفون عزوا نجاح إيران بالخلاص من الحصار المدمر الى قدرة الرئيس روحاني وبمساعدة وزير الخارجية وفريقه من رجال الدبلوماسية. هؤلاء المحللون اكتشفوا بان إيران الجديدة تعاملت مع أبنائها بالخارج على انهم ثروة وطنية لا يجوز التفريط بها. استقطبت ذوي الطاقات والمثقفين الإيرانيين في الخارج وحسبت حسابهم عند تعيين أي وزير او حاكم. ومن هنا اعتمدت عليهم في ترميم علاقتها مع أميركا والغرب. كيف تريدني ان احترمك وأسعى ليل نهار لخدمتك وانت تأتيني "بفيرتجي" كان يغشني حين كان يصلّح سيارتي بلندن وتضعه عليّ مسؤولا؟ هذا ليس انتقاصا من "الفيترجية" فهم طبقة عاملة نافعة تستحق الاحترام. لكن ان تضعه رئيس تحرير لجريدة او مديرا لفضائية او تعيّنه دبلوماسيا فتلك إهانة مزدوجة له ولنا. طيب افتح له معرض بيع سيارات من الفلوس اللي كرفتهن ومشيها.
ظريف الإيراني الذي لم تخطئ امه حين أسمته كذلك يرغمك بظهوره على الابتسامة. هذا الـ "بيبي فيس" كما يقولون، لوحده مكسب لإيران. وشتان شتان بينه وبين من كأنه "برز الثعلب يوما".
يا عمّنا حيدر العبادي الله يخليك شوف النه وجوه فلحة تطرد الشر. تره والله انمردنه. سأكتفي بالإشارة ولا أُكثر من التلميح لعلمي أنك حر.
إيران الجديدة
[post-views]
نشر في: 17 يناير, 2016: 09:01 م