أخيراً قرر ساستنا تغيير بثّهم الفضائي باتجاه البرلمان الاسلامي ، ، بعد أن اكتشفوا تشويشاً على المصالحة الوطنية . هذا ما بدأ ينصحنا به البعض من الذين يعتقدون أن مجرد هبوط طائرات أعضاء البرلمان الاسلامي على مدرجات مطار بغداد سينهي كل مشاكل العراقيين، ويعيشون أزهى عصور الاستقرار والتنمية والرخاء.
بالأمس وأنا أبحث عن آخر أخبار البلاد والعباد لفت نظري هذه البشرى التي زفها الينا النائب رزاق الحيدري :" ان مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية سيكون اول مؤتمر واسع يستضيفه العراق بعد تعرض البلاد لهجوم داعش ولم ينس السيد النائب بأن يخبرنا ان جهودا عظيمة بذلت لكي يقام هذا المؤتمر في بغداد .
اذن سيتأجل الاجتماع الوطني إلى إشعار آخر ، فالأمر برمته لا يستحق كل هذا العناء والمطالبات بضرورة عقد الاجتماع بين الفرقاء، فلا يهم أن يتأخر بثّ حلقات الدراما السياسية المثيرة التي يمثلها ويشرف على إنتاجها ساسة همّهم الوحيد البقاء لأطول فترة ممكنة على كراسي السلطة والحصول على حصة أكبر من المنافع والغنائم والأمتيازات.
للأسف، فأن الخبر الذي إنفرد به النائب الحيدري يثبت بالدليل القاطع أن التشويش الحقيقي هو في عقول ساستنا الذين يريدون أن يوهموا الناس أن مصير العراق ومستقبله وأمنه واستقراره معلق على ما سوف يسفر عنه مؤتمر البرلمان الاسلامي ،
سادتنا الأشاوس.. أن تصوّروا لنا انعقاد مؤتمر البرلمان الاسلامي وصرف المليارات من اجله في دولة " مفلسة " تستجدي البنوك الدولية ، بأنه انجاز كبير أهم من حل مشاكل البلاد، فهذا وحده جريمة بحق العراقيين، وان يتصور البعض منكم مجيء البرلمانيين الاسلاميين على أنه إضافة وانتصار لبغداد وكأنه سينقلها من العواصم الصغيرة إلى قائمة الكبار فهذه جريمة أشد وأقسى، وان تظلوا مصرين على الرقص على إيقاعات الزيارة المنتظرة للبرلمان الاسلامي مرددين على نحو مضحك " إن المؤتمر رد على داعش " فهذا منتهى العبث.
تفقد السياسة معناها باعتبارها تمثيلًا واعيًا عن مصالح الناس وهمومهم بفقدان البرنامج السياسى قيمته واعتباره مجرد خطب وشعارات من عينة " " السيادة وأخواتها".. والله العظيم يا جماعة هذه ليست كوميديا انها " مسخرة "
ينعقد مؤتمر البرلمانات الاسلامية في دولة لا تزال تتحدث بالطائفية والعشائرية ، مؤتمرات لمن وعلى من وداعش تستولي على ربع الاراضي العراقية ؟ دولة تتحدث في السيادة ، فيما ساستها يبعونها بـ" المفرد " صباح كل يوم الى دول الجوار ، وعلى طول الطريق نسينا الموصل وتجاهلنا الناس المحاصرة بالخوف والبرد في مخيمات اللاجئين ، والجدال القائم بين اتحاد القوى والتحالف الوطني أعلى من السور الذي بنته المانيا الغربية بينها وبين جارتها الشرقية .. المهم ان يخطب الجعفري في قمة البرلمان الاسلامي عن " النظرية الحديثة " في مكافحة العبث .
قمم لا يريدها العراقيون !!
[post-views]
نشر في: 17 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
الحل لا ياتى من الخارج بل تقريبا فقط من الداخل العراقى قبل كل شىء غرب العراق يحتاج لعلاج الفتنه الطائفيه حلا سلميا واخويا---ادا القلوب والعقول السنيه كسبت فهدا 80% من الحل-----------بعد هدا يجب الغاء الميليشيات الحاملة للسلاح فى كل مكان وفى كل العراق مطال
محمد سعيد
لقد جربت البلدان العربيه والاسلاميه عقد الموتمرات والاجتماعات واسست منظمات عديده بدأ من الجامعه العربيه العتيده ومنظمه الموتمر الاسلامي وغيرها من تفرعات لكيانات اقتصاديه واجتماعيه وتربويه وفي مجالات عديده كلفت الشعوب المنكوبه ملايين بل مل