TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قمم لا يريدها العراقيون !!

قمم لا يريدها العراقيون !!

نشر في: 17 يناير, 2016: 09:01 م

أخيراً قرر ساستنا تغيير بثّهم الفضائي باتجاه البرلمان الاسلامي ، ، بعد أن اكتشفوا تشويشاً على المصالحة الوطنية . هذا ما بدأ ينصحنا به البعض من الذين يعتقدون أن مجرد هبوط طائرات أعضاء البرلمان الاسلامي  على مدرجات مطار بغداد سينهي كل مشاكل العراقيين، ويعيشون أزهى عصور الاستقرار والتنمية والرخاء.
بالأمس وأنا أبحث عن آخر أخبار البلاد والعباد  لفت نظري هذه  البشرى التي زفها  الينا النائب رزاق الحيدري  :"  ان مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية سيكون اول مؤتمر واسع يستضيفه العراق بعد تعرض البلاد لهجوم داعش ولم ينس السيد النائب بأن يخبرنا ان جهودا عظيمة بذلت لكي يقام هذا المؤتمر في بغداد .
اذن سيتأجل الاجتماع الوطني إلى إشعار آخر ، فالأمر برمته لا يستحق كل هذا العناء والمطالبات بضرورة عقد الاجتماع بين الفرقاء، فلا يهم أن يتأخر بثّ حلقات الدراما السياسية المثيرة التي يمثلها ويشرف على إنتاجها ساسة همّهم الوحيد البقاء لأطول فترة ممكنة على كراسي السلطة والحصول على حصة أكبر من المنافع والغنائم والأمتيازات.
للأسف، فأن الخبر الذي إنفرد به النائب الحيدري  يثبت بالدليل القاطع أن التشويش الحقيقي هو في عقول ساستنا الذين يريدون أن يوهموا الناس أن مصير العراق ومستقبله وأمنه واستقراره معلق على ما سوف يسفر عنه مؤتمر البرلمان الاسلامي ،
سادتنا الأشاوس.. أن تصوّروا لنا انعقاد مؤتمر البرلمان الاسلامي وصرف المليارات من اجله في دولة " مفلسة " تستجدي البنوك الدولية ،  بأنه انجاز كبير أهم من حل مشاكل البلاد، فهذا وحده جريمة بحق العراقيين، وان يتصور البعض منكم مجيء البرلمانيين الاسلاميين  على أنه إضافة وانتصار لبغداد وكأنه سينقلها من العواصم الصغيرة إلى قائمة الكبار فهذه جريمة أشد وأقسى، وان تظلوا مصرين على الرقص على إيقاعات الزيارة المنتظرة للبرلمان الاسلامي   مرددين على نحو مضحك " إن المؤتمر رد على داعش " فهذا منتهى العبث.
تفقد السياسة معناها باعتبارها تمثيلًا واعيًا عن مصالح الناس وهمومهم  بفقدان البرنامج السياسى قيمته واعتباره مجرد خطب وشعارات من عينة " " السيادة وأخواتها".. والله العظيم يا جماعة هذه ليست كوميديا انها " مسخرة "
ينعقد مؤتمر البرلمانات الاسلامية  في دولة لا تزال تتحدث بالطائفية والعشائرية  ،  مؤتمرات لمن وعلى من وداعش تستولي على ربع الاراضي العراقية  ؟  دولة تتحدث في السيادة ، فيما ساستها يبعونها بـ" المفرد " صباح كل يوم الى دول الجوار  ،  وعلى طول الطريق نسينا الموصل وتجاهلنا الناس المحاصرة  بالخوف والبرد في مخيمات اللاجئين ، والجدال القائم بين اتحاد القوى  والتحالف الوطني  أعلى من السور الذي بنته المانيا الغربية بينها وبين جارتها الشرقية  .. المهم ان يخطب الجعفري في قمة  البرلمان الاسلامي عن " النظرية الحديثة " في مكافحة العبث  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    الحل لا ياتى من الخارج بل تقريبا فقط من الداخل العراقى قبل كل شىء غرب العراق يحتاج لعلاج الفتنه الطائفيه حلا سلميا واخويا---ادا القلوب والعقول السنيه كسبت فهدا 80% من الحل-----------بعد هدا يجب الغاء الميليشيات الحاملة للسلاح فى كل مكان وفى كل العراق مطال

  2. محمد سعيد

    لقد جربت البلدان العربيه والاسلاميه عقد الموتمرات والاجتماعات واسست منظمات عديده بدأ من الجامعه العربيه العتيده ومنظمه الموتمر الاسلامي وغيرها من تفرعات لكيانات اقتصاديه واجتماعيه وتربويه وفي مجالات عديده كلفت الشعوب المنكوبه ملايين بل مل

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram