الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 17
الرئيسية > أعمدة واراء > العراقي اليوم

العراقي اليوم

نشر في: 18 يناير, 2016: 09:01 م

يُكثر المصريون من سؤالهم، بعفوية وبراءة، حين يعرفون أنك عراقي: ازي العراق اليوم؟ وتحير يا ابنادم شتجاوب. آخر مرة أجبت بها السائل: والله مش عارف؟ ردّ علي: ازاي يعني مش عارف، هوّه انت مش عراقي؟  وهوه العراقي لازم يعرف كل حاجة؟ العفو يا سعادة الباشا ما كانش قصدي والله.
يسألونك عن العراق ولا أحد من سكان الأرض ولا الذين في السماء يسألك عن العراقي. ان كان هناك انسان منسي في هذه الدنيا فهو العراقي. لا ظهر له فيستند عليه ولا أظافر ليقاوم بها من ينهشه. اينما يُمم وجهه فهو مشروع للقتل. ان نام فلا لا يدري هل سيصبح عليه الصباح ام لا. وان خرج من بيته فلا يعرف ان كان سيعود او لا يعود الى الابد.
صيّره الظالمون غريبا. لا بل انه أغرب الغرباء في وطنه. هو اليوم كما تنبأ بحاله جدّه أبو حيان التوحيدي " كله حُرقـة، وبعضه فُرقة، وليله أسف، ونهاره لهف، وغداؤه حزن، وعشاؤه شجن، وآراؤه ظِنن، وجميعه فِتن، وسره علن، وخوفه وطن".
ما من إنسان شرب الخوف مثل العراقي. سلمّ "الغبي" ارضه للدواعش ليدفع حياة اولاده ثمنا للصفقة. صار لا يدري أي قدر ينتظر اطفاله ولا يعرف أي مصير يتربص نساءه. الشيعيات ثكالى والايزيديات سبايا والسنيات مهجرات في الصحارى. الفقر يطارده وزعاطيط المليشيات تلاحقه.
واعجبي له كيف يتنفس ويبتسم ويرد السلام على من يسلم عليه.
لو ثارت طلقة واحدة على غيره من عباد الله تجد الدنيا تنقلب. اما العراقي فلو احترقت الأرض تحته فلا جار يهب لنجدته ولا هيئة أمم تسمع صرخته. برلمانه أبكم وحاكمه أصم. يومه أتعس من امسه. وغده أخوف من يومه.
العراقيزن الذين يجب ان يكونوا هم الأغنى بين جيرانهم، صاروا الأفقر. البسطاء فيهم صدقوا اللعبة فسلموا أصواتهم للحرامية والمعتوهين وعديمي الضمائر. عندما صاح الواعون فيهم صيحة "باسم الدين باكونه الحرامية"، هجم عليهم اللصوص فخنقوها.   
ضاعت الصيحة وضاع معها العراق كما ضاع الخيط والعصفور.
      ينشدني البطران    كيفك شلونه؟
      الكاين الله اعليه    هم ينشدونه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    يا شعب العراق------عهدى بيك باقى -متجوز من مطلبك لو دمك سواقى---عاش انصار السلام ------ماكو حرب يس وئام ---------مشروع الجمالى ---- ---------بالراديو حجالى -------ويريد يربطنا ابحلف ما الة تالى-------عاش انصار السلام----------ماكو حرب سنه شيعه-مكو حرب

يحدث الآن

التربية تصدر إعلاناً بشأن دوام غداً الأحد

ما سبب تغاضي "إدارة الدولة" عن تعديل قانون الانتخابات؟

الكشف عن نسب إنجاز مشاريع ميناء الفاو

وزير الصناعة: منافسة المنتج المحلي للبضائع المستوردة صعبة

انتهاء المفاوضات بين إيران وامريكا

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

العمود الثامن: اربيل تقرأ

 علي حسين صبيحة كل يوم يجد المواطن العراقي المسكين نفسه محاصرا بأخبار الصراع على السلطة، بين الذين يجلسون على كراسي السلطة.. حالة غريبة وعجيبة. هذا المواطن بعد تجربة مريرة لن يصدق أكذوبة أن...
علي حسين

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

 علاء المفرجي الانتاج السينمائي الموجه للجماهير العريضة بهدف جني الارباح من شباك التذاكر، هو الظاهرة التي لازمت الانتاج السينمائي في كل مكان، وربما كانت السبب الأساس في تراكم خبرة السينمات التي أزدهرت فيما...
علاء المفرجي

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

بلقيس شرارة منذ خمسة اعوام فارق رفعة الحياة، وترك فراغاً كبيراً في حياتي. فقد كان رفيق فكر منذ ان تعّرفتُ عليه، وارتبطت حياتنا بذلك التقارب الفكري الذي ثبّت الأسس التي بنيت عليها تلك الرفقة...
بلقيس شرارة

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

د. قاسم حسين صالح يعدّ الأمام علي اول خليفة وأول رجل دين في الأسلام ينتبه وينّبه الى صفة غاية في الأهمية يشترط توافرها في الحاكم هي ان يكون متمتعا ( بصحة نفسية وعقلية!).. وتعني...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram