الثلاثاء، 21 يناير 2025

℃ 6
الرئيسية > أعمدة واراء > العراقي اليوم

العراقي اليوم

نشر في: 18 يناير, 2016: 09:01 م

يُكثر المصريون من سؤالهم، بعفوية وبراءة، حين يعرفون أنك عراقي: ازي العراق اليوم؟ وتحير يا ابنادم شتجاوب. آخر مرة أجبت بها السائل: والله مش عارف؟ ردّ علي: ازاي يعني مش عارف، هوّه انت مش عراقي؟  وهوه العراقي لازم يعرف كل حاجة؟ العفو يا سعادة الباشا ما كانش قصدي والله.
يسألونك عن العراق ولا أحد من سكان الأرض ولا الذين في السماء يسألك عن العراقي. ان كان هناك انسان منسي في هذه الدنيا فهو العراقي. لا ظهر له فيستند عليه ولا أظافر ليقاوم بها من ينهشه. اينما يُمم وجهه فهو مشروع للقتل. ان نام فلا لا يدري هل سيصبح عليه الصباح ام لا. وان خرج من بيته فلا يعرف ان كان سيعود او لا يعود الى الابد.
صيّره الظالمون غريبا. لا بل انه أغرب الغرباء في وطنه. هو اليوم كما تنبأ بحاله جدّه أبو حيان التوحيدي " كله حُرقـة، وبعضه فُرقة، وليله أسف، ونهاره لهف، وغداؤه حزن، وعشاؤه شجن، وآراؤه ظِنن، وجميعه فِتن، وسره علن، وخوفه وطن".
ما من إنسان شرب الخوف مثل العراقي. سلمّ "الغبي" ارضه للدواعش ليدفع حياة اولاده ثمنا للصفقة. صار لا يدري أي قدر ينتظر اطفاله ولا يعرف أي مصير يتربص نساءه. الشيعيات ثكالى والايزيديات سبايا والسنيات مهجرات في الصحارى. الفقر يطارده وزعاطيط المليشيات تلاحقه.
واعجبي له كيف يتنفس ويبتسم ويرد السلام على من يسلم عليه.
لو ثارت طلقة واحدة على غيره من عباد الله تجد الدنيا تنقلب. اما العراقي فلو احترقت الأرض تحته فلا جار يهب لنجدته ولا هيئة أمم تسمع صرخته. برلمانه أبكم وحاكمه أصم. يومه أتعس من امسه. وغده أخوف من يومه.
العراقيزن الذين يجب ان يكونوا هم الأغنى بين جيرانهم، صاروا الأفقر. البسطاء فيهم صدقوا اللعبة فسلموا أصواتهم للحرامية والمعتوهين وعديمي الضمائر. عندما صاح الواعون فيهم صيحة "باسم الدين باكونه الحرامية"، هجم عليهم اللصوص فخنقوها.   
ضاعت الصيحة وضاع معها العراق كما ضاع الخيط والعصفور.
      ينشدني البطران    كيفك شلونه؟
      الكاين الله اعليه    هم ينشدونه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    يا شعب العراق------عهدى بيك باقى -متجوز من مطلبك لو دمك سواقى---عاش انصار السلام ------ماكو حرب يس وئام ---------مشروع الجمالى ---- ---------بالراديو حجالى -------ويريد يربطنا ابحلف ما الة تالى-------عاش انصار السلام----------ماكو حرب سنه شيعه-مكو حرب

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

العمود الثامن: خواطر من بلاد العمل

بين المتطلبات الأكاديمية والتحديات المهنية تعقيدات تطبيق تعليمات الترقيات العلمية

العمود الثامن: ليلة نوبلية في دبي

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

 علي حسين قبل خمسين عاما بالتمام والكمال رحلت عن عالمنا سيدة اسمها صبيحة الشيخ داود ، كانت اول امرأة تدخل كلية الحقوق ، رغم مطالبات المجتمع آنذاك ان تجلس في البيت فهي ابنة...
علي حسين

باليت المدى: تماثيل القرية النائمة

 ستار كاووش هل تخيلتَ أن تعيش بعض الوقت بين مجموعة من التماثيل؟ تتجول بينها وتتحاور معها بإنتظار إجاباتها حول أسئلتكَ وإشارات يديك! وفوق هذا تستجيب لحركتها وكأنك بين أصدقائك ومعارفك. يالها من أمنية...
ستار كاووش

أسباب تخلف العالم العربي في العلوم والتكنولوجيا

محمد الربيعي* في زمن تتسارع فيه الابتكارات العلمية والتكنولوجية بشكل غير مسبوق، نجد ان الدول العربية لا تزال تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، مما يؤثر سلبا على واقعها ومستقبلها. فالدول العربية ليس لها...
د. محمد الربيعي

المعاهدة الروسية – الإيرانية: تؤسس لنقلة نوعية في علاقات البلدين

د. فالح الحمـراني وقع الرئيسان فلاديمير بوتين ومسعود بيزشكيان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران في 17 كانون الثاني في الكرملين. وجاء توقيع الاتفاقية نتيجة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الإيراني إلى...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram