TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراقي اليوم

العراقي اليوم

نشر في: 18 يناير, 2016: 09:01 م

يُكثر المصريون من سؤالهم، بعفوية وبراءة، حين يعرفون أنك عراقي: ازي العراق اليوم؟ وتحير يا ابنادم شتجاوب. آخر مرة أجبت بها السائل: والله مش عارف؟ ردّ علي: ازاي يعني مش عارف، هوّه انت مش عراقي؟  وهوه العراقي لازم يعرف كل حاجة؟ العفو يا سعادة الباشا ما كانش قصدي والله.
يسألونك عن العراق ولا أحد من سكان الأرض ولا الذين في السماء يسألك عن العراقي. ان كان هناك انسان منسي في هذه الدنيا فهو العراقي. لا ظهر له فيستند عليه ولا أظافر ليقاوم بها من ينهشه. اينما يُمم وجهه فهو مشروع للقتل. ان نام فلا لا يدري هل سيصبح عليه الصباح ام لا. وان خرج من بيته فلا يعرف ان كان سيعود او لا يعود الى الابد.
صيّره الظالمون غريبا. لا بل انه أغرب الغرباء في وطنه. هو اليوم كما تنبأ بحاله جدّه أبو حيان التوحيدي " كله حُرقـة، وبعضه فُرقة، وليله أسف، ونهاره لهف، وغداؤه حزن، وعشاؤه شجن، وآراؤه ظِنن، وجميعه فِتن، وسره علن، وخوفه وطن".
ما من إنسان شرب الخوف مثل العراقي. سلمّ "الغبي" ارضه للدواعش ليدفع حياة اولاده ثمنا للصفقة. صار لا يدري أي قدر ينتظر اطفاله ولا يعرف أي مصير يتربص نساءه. الشيعيات ثكالى والايزيديات سبايا والسنيات مهجرات في الصحارى. الفقر يطارده وزعاطيط المليشيات تلاحقه.
واعجبي له كيف يتنفس ويبتسم ويرد السلام على من يسلم عليه.
لو ثارت طلقة واحدة على غيره من عباد الله تجد الدنيا تنقلب. اما العراقي فلو احترقت الأرض تحته فلا جار يهب لنجدته ولا هيئة أمم تسمع صرخته. برلمانه أبكم وحاكمه أصم. يومه أتعس من امسه. وغده أخوف من يومه.
العراقيزن الذين يجب ان يكونوا هم الأغنى بين جيرانهم، صاروا الأفقر. البسطاء فيهم صدقوا اللعبة فسلموا أصواتهم للحرامية والمعتوهين وعديمي الضمائر. عندما صاح الواعون فيهم صيحة "باسم الدين باكونه الحرامية"، هجم عليهم اللصوص فخنقوها.   
ضاعت الصيحة وضاع معها العراق كما ضاع الخيط والعصفور.
      ينشدني البطران    كيفك شلونه؟
      الكاين الله اعليه    هم ينشدونه؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    يا شعب العراق------عهدى بيك باقى -متجوز من مطلبك لو دمك سواقى---عاش انصار السلام ------ماكو حرب يس وئام ---------مشروع الجمالى ---- ---------بالراديو حجالى -------ويريد يربطنا ابحلف ما الة تالى-------عاش انصار السلام----------ماكو حرب سنه شيعه-مكو حرب

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram