هذا الكتاب تم طبعه بعد مقتل مؤلفه الإسكندراني في عام (2013). انها رواية تروي قصة كفاح لجعلها واحدة من الاعمال الموسيقية التي تقدم، في نيويورك، والتي تحتاج الى موسيقى كلاسيكية.علي الاسكندراني قدّم رواية جيدة مثالية لقراءتها في شهر كانون الثاني. وهي تر

هذا الكتاب تم طبعه بعد مقتل مؤلفه الإسكندراني في عام (2013). انها رواية تروي قصة كفاح لجعلها واحدة من الاعمال الموسيقية التي تقدم، في نيويورك، والتي تحتاج الى موسيقى كلاسيكية.
علي الاسكندراني قدّم رواية جيدة مثالية لقراءتها في شهر كانون الثاني. وهي تروي قصة شاب إيراني – امريكي، وهو موسيقي اراد ان يقدم عمله في "نيويورك" متواصلاً مع حلمه بالفن والموسيقى، العلاقات مع النساء والفقر.
وهذا الكتاب سيكون حاداً ومؤلماً ايضاً، في الظروف كافة ، وما يضاعف قوته للقارئ، معرفته بمصير الاسكندراني نفسه.
ففي كانون الاول من عام 2013، تم قتل الكاتب في شقته في بروكلين، مع عضوين من فرقة الكلاب الصفراء من قبل موسيقي صديق يكنُّ حقداً، ثم قتل نفسه، والرجال الاربعة كانوا قد أُبعدوا من إيران وفي الوقت الذي توفي فيها الاسكندراني كان في منتصف الثلاثينيات من عمره، وكان قد أمضى أعوامه الذهبية متعلقاً بالسلم الموسيقي الامريكي المنخفض لأكثر من عشرة اعوام.
إن (الأعوام العشرة) هي النص الذي كان عاكفاً على إنهائه في السنة الاخيرة من حياته، إنها رواية جيدة، يمكن مقارنتها برواية جاك كيرواك "في الطريق" او رواية هانتر تومبسون" خوف وكراهية في لاس فيغاس، ورواية جي ماكلنيرني "اضواء برّاقة، ومدينة كبيرة". وبما ان الكتاب طبع كونه رواية، فهي لا يمكن فصلها عن بطلها علي، الذي لا يمكن فصله عن الاسكندراني قط.
وتتحدث الرواية عن طفولة علي في إيران، وهجرته الى الولايات المتحدة الامريكية، ثم عمله فيها في مجال لا يمكن التصور في نجاحه او فشله وهو "الموسيقي" ولذلك نرى "بطلنا" يعمل في المطاعم، او تقديم الفطائر في المطاعم.
وفي خلال كفاحه ليصبح موسيقياً، يعيش علي في نيويورك، ويقدم الفطائر في مطاعم دالاس.
وفي المكان الغريب، يعيش حياة يوهيمية، يتناول الكوكايين، مليونيراً في مقطع وكسيراً فقيراً غير قادرٍ على توفير ما يعادل كسرة خبز.
وفي الرواية، يتعلق علي بإيمانه بالفن، وعندما يعمل عددا من الوكالات، من أجل دفع إيجار سكناه، يعجز في الحصول على مبلغ كافٍ. وقول علي انه قد "تخلى عن الكوكايين" لم يكن عن تصميمه، بل بسبب نوع الكوكايين ورداءته. ويقول ان الكوكايين هو مجرد صودا مشوية وبودرة اطفال. ولذلك يلتفت نحو "الماريغوانا" ويسرِّح شعره على ضوء شمعة.
وتتحول حياة، علي الى جنس ومخدرات. ومن المؤسف انه لا يكتب شيئاً عن الموسيقى، في حين ان اشرطة الفيديو تكشف عن رجل يتمتع بالجاذبية وموهوب بالتأكيد.
وهو بالتأكيد، انه في الوقت الذي بدأ فيه الكتابة، كان فيها غيرَ راغبٍ بالموسيقى او المجال فيها. وفي الكتاب نجد اهتمامه بالرواية، وندرك انه كان جذاباً بالنسبة للنساء ويحاول الاحتفاظ بكرامته في ما يخص المخدرات والنساء والجنس. وقصته تعيد الى الاذهان قصص وحياة موسيقيين لا يمتلكون مالاً.
ويحسُّ علي انه يبدو غريباً عن الاجواء التي يعيش فيها، وان الرمال تبتعد عن الساعة الرملية.
ويشعر ايضاً انه الرجل الأكبر سناً في ساحة الرقص. ويبدأ بالتفكير في نفسه: "كافة مشاكلي وجولاتي يمكن التغلب عليها فهي نتاج الادمان والمشاكل المالية".وهناك نوع من الرقة في ما يخص علاقته بالموسيقيين الايرانيين.
وينتهي الكتاب، وعليٌ يضاعف افعاله والحياة التي إختارها، ومشاكله المالية. ويجد امامه ضفدعة تستلقي على الارض: هناك طريقان احدهما يؤدي الى تلاشي الاحلام في عالم الفن ولم يحقق فيه شيئاً.. ويؤدي الثاني الى اتفاق ودِّي وتسوية ودِّية.
عن: الغارديان