TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: النظرة إلى الإعلام

كردستانيات: النظرة إلى الإعلام

نشر في: 16 يناير, 2010: 05:57 م

وديع غزوانتعد حرية الإعلام وتنوعه أحد أبرز ملامح النهج الديمقراطي لهذا النظام او ذاك،مع ملاحظة عدم تورع بعضها باستغلال هذا المؤشر لتغطية أفعالها .. وبشكل عام فالديمقراطية ليست شعاراً بقدر كونها سلوكاً يترجم بممارسات وأعمال في ارض الواقع يتحسسها ويشعر بها المواطن الذي يفترض ان الديمقراطية وفرت له اعز ما يملك وهي إنسانيته .
 وإيماناً بهذه المنطلقات فقد شهد إقليم كردستان توجهاً جديداً لم يقتصر على زيادة وتوسيع عدد وسائل الإعلام حتى تجاوزت المرئية والمسموعة والمقروءة الألف منها 200 صحيفة و468مجلة و80 قناة إذاعية وتلفزيونية اغلبها ليست حزبية، بل تعداه ليشمل التأكيد ومن أعلى المستويات في الرئاسة والبرلمان والحكومة على ضرورة التعاون مع الأجهزة الإعلامية وفتح منافذ المعلومات أمامها لتمارس رسالتها بحرية وأمان، غير ان ما يؤسف له إصرار البعض على التعامل مع منتسبي الإعلام على وفق نظرة استعلائية وكأنهم موظفون من الدرجة العاشرة لديهم فتراهم تارة يطلبون إرسال الأسئلة مكتوبة ليجيب عليها وقت فراغه وأخرى التسويف في المواعيد دون ان يكلف نفسه عناء الاعتذار ويترك أمر ذلك للسكرتارية التي بدورها تحيلها الى مكتب الإعلام بل وصل الأمر بأحد النواب في برلمان إقليم كردستان ان يغلق هاتفه . ولا ندري كيف يمكن لمسؤول في البرلمان أو غيره ان يترجم توجهات القيادة الكردستانية بترسيخ قيم الديمقراطية في المجتمع والتواصل مع المواطنين اذا كان تعامله بهذه الطريقة الفظة مع الإعلام؟! إن طلب المسؤول من المراسل الإعلامي إرسال الأسئلة ليجيب عنها بطريقة (المراسلة) بحد ذاته أسلوب مرفوض فكيف بمن يتعامل بازدراء وعدم احترام كما فعل النائب مع تقديرنا ، عندما قدّم اعتذاره لمراسلتنا الذي جاء متأخراً لكنه ينم عن خلق نأمل ان يترسخ عند كل مسؤول وعن فهم لمعنى المسؤولية وأمانتها و وعي بدور الإعلام ورسالته. ومن باب الأمانة والموضوعية فإن تجربتنا البسيطة والمتواضعة مع عدد من مسؤولي الإقليم رغم عدم معرفتنا المباشرة بهم وعدم سنوح فرصة التواصل اليومي معهم، رسخت لدينا قناعة كبيرة بحرص القيادة في الإقليم على بناء نموذج ديمقراطي يحتذى به، لذا فإن آمالنا كبيرة بان تعالج مثل هذه الحالات من قبل المسؤول مباشرة كما فعل النائب الفاضل وليس عن طريق مكاتب الإعلام. وتجارب التاريخ علمتنا ان اشد الناس بأساً وقوة أكثرهم تواضعاً وتقديراً للآخرين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram