الرئيسية > أعمدة واراء > نحب لو ما نحب

نحب لو ما نحب

نشر في: 19 يناير, 2016: 09:01 م

ولو أنها أغنية وغزلية أيضا، لكني أجد فيها إشارة لحل ما نحن فيه من بلوى. من يريد العراق ان يبقى وطنا فهي: وطن لو مو وطن. وشعب لا يحب بعضه يكذب على ربّه، وليس على نفسه فقط، لو ادعى بأنه يريد عراقاً موحداً. على كل سنّي وشيعي ان يقف أمام المرآة ويسأل نفسه: نحب لو ما نحب؟ وقبل أن يضع الله بين عينيه ليجيب بصدق، عليه ان يضع ما يحدث في المقدادية بينهما.
دولة القانون، الذي سواها ،واستوت خلال هيمنته لثماني سنوات مظلمة، يستنكر على القوى السُنية ان تلوذ بالتدخل الدولي لوقف المصيبة الكبرى. طيب، ألم يستنجدوا بالدول الخارجية لتخليصهم من صدام؟ ثم ماذا كان ينتظر رئيسهم "القانوني" يوم أشعل الشر الطائفي مستنيرا بهدي “أمّه" الروحية صاحبة نظرية 7 شيعة في 7 سنّة؟ ويوم صاح "انتهوا او تنهوا" ثم زاد النار بنزينا حين نادى "المعركة لا زالت مستمرة بين أنصار الحسين وأنصار يزيد"؟!
ما كان الامر يحتاج الى مستشار او روحة للقاضي لمعرفة النتائج الكشرة بل لأبي الفتح السبتي:
من يزرع الشر يحصد في عواقبه        ندامة ولحصد الزرع إِبَّـانُ
نعم لا يسعد الغيور ان يرى اخاه يلوذ بالأجنبي ليحميه. لكن الروح عزيزة. والوِلية مرة. من انت حتى تريد ان ترمي الآخر في البحر وتهدده ان لا يبتل بالماء؟
وعلى منوال "نحب لو ما نحب" اما أن تسلح الناس كلهم او تنزع السلاح منهم جميعا "يا بو قلب الرحب". لو سلحتهم كلهم فقد قام الداس يا عباس وستأكل حنطة الشيعة شعير السُنة. لا مناص غير ان تجعل الناس تمشي بطرك القمصان والدشاديش. انعل أبو السلاح لا بو الخلّفه امام الحفاظ على حياة الناس التي هي في المحصلة حياة وطن. لا حل وسط. ورفض الحل الوسط يحتاج شجاعة. والشجاعة ان لا تجامل هذا او ذاك او ان تخاف من زيد وتداري عبيد.
انه يوم "اليد الحديدية" فاضرب قبل ان تأتي اللحظة التي يتحول بها الحديد الى "جينكو" وعندها لا ينفع مال ولا بنون. ويعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. محمد سعيد

    يبدو ان الجماعه الحاكمه في هذه الجغرافيه البائسه ومن كافه اصنافها قد اوصلت البلد الي طريق مسدود ونفق مظلم . فالدعوه قد تتجاوزر مساله التدخل العسكري لحسم النزاع الطائفي الاخير الحاصل في المقداديه وبقاع اخري من هذا الوطن الضائع , بل يتطلب وهو الاه

  2. رمزي الحيدر

    البگَة لا تلعب شناو.

  3. محمد فريد

    تحياتي للأخ العقابي... نعم أستاذ فاقد الشيئ لايعطيه العبادي الذي أوهن الشعب العراقي وأستهان به وخادع المرجعية وهو جزء من المليشات بلا شك صدقني وستثبت الأيام يا رجل لقد وصل الى بعقوبة عاصمة ديالى ومنع من الوصول الى المقدادية .. فكيف تريد من الشعب الأع

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

قناطر: أغنيةُ أبي

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

العمود الثامن: قائمة المنتفعين

العمود الثامن: المتشائل

العمود الثامن: جماعة الفشل

 علي حسين ثمة متعة خاصة في قراءة كتب المفكر الفرنسي جاك أتالي، وخصوصاً كتابه عن كارل ماركس والذي أكد فيه على مقولة ماركس الشهيرة "ظلّت الفلسفة تفسّر العالم بطرق مختلفة. ولكن المهم تغييره"....
علي حسين

قناطر: المُوحِشُ المُسْتفرَد بين السعفِ والقبّرات

طالب عبد العزيز من السعف الذي لم تأته الريح من الشمال، ومن الجذوع، أنبأتها الشمسُ بموعد النهار، ومن القصب، لم تثقّبهُ نداءاتُ الراحلين، فظلَّ قصباً الى الحين والابد، أنشأتُ كوخاً، آوي اليه أحياناً، أسجِّي...
طالب عبد العزيز

( 50 ) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري   ( 3) من نافذة الصف تمتد أمامي نازلة بساتين الحمضيات. أحاول أن أهدئ نفسي بخضرتها المتعافية و بزرقة البحر الممتد إلى اللانهاية. أسمع جرس الاستراحة وأقول لنفسي: مستحيل! لا البحر ولا...
زهير الجزائري

في خط الشروع للمشروع الوطني التنموي

ثامر الهيمص لكي تنهض اي امة او شعب، لابد ان يكون لديهما مشروع سياسي واقتصادي واضح المعالم ، لذا ينبغي تجديد كتابة الماضي وفق مسلتزمات الواقع المتجدد ، بما يؤهل المشروع للمقبولية الاجتماعية والتاريخية...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram