اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هدية تليق بأردوغان

هدية تليق بأردوغان

نشر في: 19 يناير, 2016: 06:01 م

تلقّى الرئيس التركي طيب رجب أردوغان في الأيام القليلة الماضية هدية نفيسة من شخصية عالمية مرموقة .. هدية يستحقها بجدارة أردوغان الذي يحرص كل الحرص على أن يظهر في صورة  السلطان العثماني العائد إلى الحياة بعد تسعين سنة من موت السلطنة.
الهدية ليست معلّبة ولا مغلّفة، ولا هي مما يُحمل باليد أو على الأكتاف، ولا مما يوزن بميزان الذهب، كتلك التي حملها ذات يوم غير بعيد نقيب إحدى المنظمات في بلادنا إلى عاصمة واحدة من إمارات الخليج العربي فاحشة الثراء ليقدمها الى أميرها (نخلة مصنوعة من الذهب) باسم الشعب العراقي الذي يعيش 30 بالمئة منه تحت خط الفقر!
الهدية المرسلة إلى أردوغان هي من نوع آخر، بخفّة الهواء، لكنّ قوتها (المعنوية) بثقل جبل أرارات التركي، وهي مقدّمة من نعوم تشومسكي، المفكر والمؤرخ والناشط السياسي الأميركي الشهير: "أنت حثالة" .. هذا هو عنوان هدية تشومسكي المرسلة الى أردوغان في صيغة رسائل مفتوحة.
في رسالة إلكترونية نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية كتب تشومسكي: "تركيا تتهم تنظيم داعش الإرهابي بالتفجير الأخير الذي وقع في إسطنبول، وفي الوقت ذاته توفّر كل أشكال الدعم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي وعدة تنظيمات إرهابية أخرى، ثم يلقي أردوغان خطبةً عصماء ضد أولئك الذين يدينون جرائمه ضد الكرد، فهل هناك عمل أوقح من ذلك؟". ووصف تشومسكي أردوغان بانه "شخص ظلامي ذو عقلية استعمارية"، مشيراً الى إعطائه الإذن لقواته باستخدام السلاح ضد المدنيين الكرد.
وكان تشومسكي وأكثر من 1000 مثقف وأكاديمي تركي وأجنبي من نحو 90 جامعة حول العالم  قد وجّهوا الشهر الماضي رسالة مفتوحة إلى أردوغان بعنوان: “لن نكون جزءاً من هذه الجريمة”، تضمنت انتقادات قوية للعملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة ضد الكرد في جنوب شرقي تركيا ودعوة لوقف "المذبحة المتعمدة".
 واستغل أردوغان الهجوم الانتحاري الذي وقع في إسطنبول الأسبوع الماضي، ليحمل على تشومسكي وزملائه وينعتهم بأنهم " ثلة من الرعاع الذين يصفون أنفسهم بالأكاديميين والباحثين"!. ودعا أردوغان تشومسكي لزيارة تركيا ليطلع بنفسه على الأوضاع فيها.
كلام أردوغان أثار قسماً كبيراً من النخبة السياسية والثقافية في تركيا، وتساءل زعيم حزب “الشعوب الديمقراطي” الكردي، صلاح الدين دميرتاش، عما إذا كان الرئيس التركي قد تخرج من الجامعة أم لا.
بدوره ردّ تشومسكي في رسالته إلى الغارديان على أردوغان بالقول: "أنت لست بشخص نيّر الذهن، بل أنت الجهل والظلام بعينهما، أنت لا شيء، إنك مجرد حثالة، وليس لديك أي دراية بالأمور التي تحصل في الشرق والجنوب الشرقي لبلادك. نحن نعرف هذه الأماكن أكثر منك، مثلما نعرف عن وطننا"، وأضاف بخصوص دعوة أردوغان له لزيارة تركيا "في حال قررتُ الذهاب إلى تركيا، لن تكون زيارتي بناءً على دعوة منه، بل ستكون من بعض الشجعان، بمن فيهم الكرد الذين عانوا من قصف نظام أردوغان العنيف لسنواتٍ عدة".
إنها هدية تليق بأردوغان تماماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    هدا الرجل خطر كبير ويهدد المنطقه بحروب عنصريه و مدهبيه--لولا اوردوكان لما كانت فاجعة الشام تحدث-----هدا الرجل يريد تغيير نظام الحكم فى تركيا-انه يريد حكما رئائسبا وليس الحكم البرلمانى مثل ما صرح فى الاونه الاخيرة ومدح ادولف هتلر الدى كان حكمه رئاسيا----

  2. رمزي الحيدر

    مثل هذه الهدية الفخمة يستحقها أيضاً قيادي الاسلام السياسي العراقي.

  3. صلاح موفي

    نعيم تشوميسكي هو رسول المخابرات الامريكية الى الشرق الاوسط لإشاعة وتنفيذ المشروع الطائفي الامريكي في منطقة الشرق الاوسط

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram