عملاً بحق الرد ، ننشر رد رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر على التقرير الثقافي بخصوص مؤتمر الرواية الذي نشر في هذه الصفحة. تضمن الرد ان التقرير الذي نشرته المدى كتب بناءً على مزاج المحرر الثقافي.. ولا ندري لماذا يفترض السيد فاضل ثامر ان (مزاج) المحر
عملاً بحق الرد ، ننشر رد رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر على التقرير الثقافي بخصوص مؤتمر الرواية الذي نشر في هذه الصفحة.
تضمن الرد ان التقرير الذي نشرته المدى كتب بناءً على مزاج المحرر الثقافي.. ولا ندري لماذا يفترض السيد فاضل ثامر ان (مزاج) المحرر هو ضد الاتحاد، خاصة وانه ليس بالروائي الذي لم يدع الى المؤتمر مثلا!.. والسيد ثامر قبل غيره يعلم ان ثقافية "المدى" هي الأوسع تغطية لنشاطات الاتحاد واخباره... ولو كان مزاج المحرر بالضد من رئاسة الاتحاد لكنا تبنينا الكثير من الآراء التي ترد الى الصفحة بخصوص السلبيات في عمل الاتحاد، ومنها قضية السفرات والايفادات التي تحتكرها رئاسته على حساب الهيئة العامة.. ونحن ببساطة وجدنا في هذه السلبيات ما لا يمكن ان نتخطاها وهي عن مواقف عدد من الروائيين في عدم دعوتهم او اشراكهم بهذا الحدث.
ورد في الرد ان الآراء (وبعضها يحمل اعتراضات مقبولة).. و(ضعفاً في خبرة الزملاء في اللجنة التحضيرية به) وهكذا.. هو اعتراف واضح بأخطاء اللجنة المنظمة وهو ما يسوغ إبراز الآراء المقترحة حتى لو كانت من الفيسبوك!؟
ما ورد في التقرير ليس ضد الاتحاد او ضد المؤتمر بل ضد السلبيات التنظيمية، علما ان الدعوات ممكن معرفتها قبل انعقاد المؤتمر.. والأسماء المشاركة في التقرير هي من الأسماء الفاعلة والمهمة في المشهد الروائي العراقي والتي تغافلت (اللجنة) دعوتهم.
ونحن اذ ننشر الرد يحدونا الأمل في ان يتسع صدر رئاسة الاتحاد بقبول الرأي الآخر ومحاورته.
القسم الثقافي
فاضل ثامر
نشرت "المدى" الغراء في عددها الصادر يوم السبت ، السادس عشر من كانون الثاني 2016 ، تقريرا ثقافيا تحت عنوان "اختتام مؤتمر الرواية وسط اعتراضات كبار الروائيين العراقيين" تضمن بعض آراء زملائنا الروائيين حول تنظيم المؤتمر وادارته. ولسنا ضد إبداء أية وجهة نظر جادة وبناءة حول النشاط الثقافي الذي ينهض به اتحاد الادباء في العراق، ولكن ما يلفت نظرنا ان وجهات النظر هذه كتبت قبيل انعقاد المؤتمر، وبعضها يحمل اعتراضات مقبولة، واغلبها مقتبس من صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة (الفيسبوك)، فكيف يجوز الحكم على فعالية ثقافية لم تبدأ بعد .. وكما قلنا، الروائيون انفسهم لهم الحق فيما يقولون، لكن ما يحز في نفوسنا ان يعمد المحرر الثقافي للمدى – وللاسف – الى اختيار وجهات نظر سلبية ضد المؤتمر قبيل انعقاده، دون ان يحاول في نقل وجهة نظر ايجابية واحدة لتحقيق لون من التوازن في التقرير الصحفي، ما يدفع القارئ للاعتقاد بوجود موقف خاص من صحيفة "المدى" ذاتها تجاه هذه الفعالية، وتجاه نشاط اتحاد الادباء بشكل عام وهو امر لا يمكن تصديقه، نظرا لان "المدى" لا تمتلك مقدماً مثل هذا الموقف المنحاز مسبقا ضد اتحاد الادباء وانشطته، وربما كتب التقرير ارضاءً لمزاج المحرر الثقافي او احد المحررين والكتاب و"مرره" بهذه الطريقة غير الموضوعية.
ومن المفارقة ان صحيفة "المدى" كانت قد ارسلت مندوبها لمتابعة انشطة مؤتمر الرواية العراقية الاول "دورة غائب طعمة فرمان" في جلساته الاربع التي امتدت لمدة يومين وشهدت حضور عدد غير قليل من الروائيين والنقاد والادباء والمثقفين العراقيين.
وكما اشرنا ان بعض الزملاء من الروائيين عبروا عن استيائهم من آلية توجيه الدعوات وتأخرها. وأجزم هنا بأن جميع الزملاء قد وجهت لهم دعوات للمشاركة في اعمال المؤتمر، مع الاقرار بضعف آلية توجيه الدعوات وتأخر بعضها، ربما لضعف خبرة الزملاء في اللجنة التحضيرية وليس لمواقف مسبقة ضد اي من مبدعينا الذين نكن لهم الاحترام والتقدير بوصفهم رموزا ثقافية مهمة لا يمكن تجاهلها او اهمالها، ونقول ثانية ان من حق اي اديب ان يعبر عن استيائه من فعالية ثقافية محددة، لكن ذلك لا يبرر الانتقال الى نقد مجمل سياسة الاتحاد وشرعيته، او يبادر فجأة الى اشهار بطاقة الاستقالة من عضوية الاتحاد دونما مبرر واضح.
ونود هنا ان نشير الى الصعوبات التي يوجهها اتحاد الادباء في ضمان إدامة الانشطة والمهرجانات والندوات الثقافية للتأكيد على الدور الفاعل الذي يتعين على الثقافة العراقية ان تلعبه في المرحلة الراهنة لمواجهة العنف والتطرف وضيق الأفق والفساد والبيروقراطية وكل المؤامرات والانشطة الارهابية والتكفيرية التي تحاك ضد وطننا ووحدة شعبنا.
اتحاد الادباء ،كما هو معروف، منظمة ثقافية عريقة تأسست قبل سبعة وخمسين عاما، وتحديدا بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، ومر بمراحل تأسيسية مختلفة منها اعادة تأسيسه بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003، وللاسف لم نجد طوال الفترة السابقة اية جدية من الحكومات الاتحادية المتعاقبة للتعامل الايجابي مع الملف الثقافي ومنه اخراج وزارة الثقافة من آلية المحاصصة الطائفية، وطرح ستراتيجية ثقافية واضحة من قبل سلطات الدولة ورئاساتها الثلاث ولذلك ظل النشاط الثقافي مهمشا – ومنه نشاط اتحادنا – فضلا عن صعود اتجاهات فكرية وسياسية معادية في الجوهر للفعل الثقافي والفني، وتدعو الى تكفيره وتأثيمه انطلاقا من مواقف ايديولوجية متخلفة وضيقة الافق تنم عن الجهل والتخلف والعداء لكل ما هو تنويري وثقافي، وعلى الرغم من كل هذه الظروف الصعبة والتحديات التي واجهتها الحياة الثقافية في العراق ومنها نشاطات اتحاد الادباء، فان الادباء والفنانين والمثقفين العراقيين لم يتخلوا عن نشاطهم وابداعهم واكدوا حضوره وتفوقهم في الكثير من المسابقات الادبية والفنية عربيا وعالميا.
ومن المؤسف ان تأتي الازمة المالية الاخيرة لتزيد الطين بلة بسبب هذا التقشف، مثلا اصرت وزارة الثقافة على ان لا يزيد عدد المشاركين في مهرجان المربد عن تسعين مشاركا فقط بضمنهم الضيوف العرب والادباء العراقيين الذين حضروا المؤتمر فضلا عن عدد من ادباء كردستان وكانت حصة ادباء بغداد – حسب قرار الوزارة – خمسة وعشرين مدعوا فقط ونحن ندرك طبعا صعوبة التوفيق بين رغبة الوزارة ورغبة الادباء المشروعة في مثل هذه الفعالية التي لها رمزيتها الكبيرة، ولذا عملنا – على تجاوز – هذه الخطوط الحمراء في حدود امكاناتنا واستفدنا من دعم مجلس محافظة البصرة لزيادة العدد بالحدود الممكنة وهذا الامر انطبق بدرجة اكبر على عقد مؤتمر الرواية العراقية الاول، حيث اعتذرت وزارة الثقافة عن تقديم دعم ملموس للمهرجان، وابدت استعدادها بالاقتصار فقط على دفع نفقات ضيافة الضيوف العرب في الفندق فقط، وبما ان عدد المدعوين من الخارج هم اثنان فقط، لذا ارتأينا ان يتحمل اتحاد الادباء نفقات المؤتمر كاملةً، وهي بالتأكيد مرهقة لميزانية محدودة وذاتية تفتقد الى اي تمويل حكومي او غير حكومي، وهكذ فقد نظم المؤتمر على هيئة حلقة دراسية نوعية متخصصة عن الرواية العراقية شارك فيها عدد من الروائيين والنقاد عبر محاور اربعة، ولم يتمكن بسبب هذا الظرف اشراك جميع المعنيين بالامر، لاننا نعتقد بأن عقد مؤتمر ثقافي ما افضل من عدم عقده، في مثل هذه الظروف المعقدة، ولذا فقد اعتذرت شخصيا بوصفي رئيسا لاتحاد الادباء – في كلمة الافتتاح عن كل جوانب التقصير متطلعين الى تفاعل اكبر مع مبدعينا.
لن اقول اكثر مما قاله المشاركون في المؤتمر وكل المتابعين الجادين لوقائعه، إن المؤتمر على الرغم مما قيل وقد يقال عن برنامجه او آلية التحضير له، هو مؤتمر ناجح ويمتلك الكثير من التنظيم والجدية وانه نجح في ان يلمس الكثير من الاشكاليات الثقافية والفكرية والسردية والمعرفية التي تتعلق بالواقع الراهن لمسيرة الرواية العراقية وقدرتها على ان تتخطى حواجز اللامبالاة والاهمال والعقوق وتقف في خط الابداع الادبي والثقافي الاول في العراق وفي العالم العربي، مؤكدة انها تحمل وعدا بفجر جديد للرواية العراقية.
واخيرا فقد كنا نأمل من "المدى" العزيزة علينا، ومن باب الموضوعية والانصاف، وقد فتحت صفحاتها للحديث عن المؤتمر ان توازن بين مختلف وجهات النظر السلبية والايجابية معا، وان تقول عن مؤتمر الرواية العراقية ماله، وما عليه، وان لا تكتفي بالنظر الى النصف الفارغ من الزجاجة.