تتخذ الحركة التشكيلية العراقية في المنافي كافة الإجراءات والسبل للحفاظ على هوية العراق الفنية والتشكيلية . ومن أجل ذلك ينتشر فنانو العراق في كل بقعة من بقاع الأرض ، حريصين على تفعيل مواهبهم وفنونهم ومجالات إبداعاتهم الحداثية الخلاقة . وتعد القاهرة إح

تتخذ الحركة التشكيلية العراقية في المنافي كافة الإجراءات والسبل للحفاظ على هوية العراق الفنية والتشكيلية . ومن أجل ذلك ينتشر فنانو العراق في كل بقعة من بقاع الأرض ، حريصين على تفعيل مواهبهم وفنونهم ومجالات إبداعاتهم الحداثية الخلاقة . وتعد القاهرة إحدى محطات الفن التشكيلي العراقي ؛ ففيها تنتشر الكثير من معارض الفن التشكيلي لمبدعي العراق وفنانيه ، بل لعل القاهرة بحراكها الثقافي الواسع يساعدهم أكثـر على التعبير عن آفاقهم التشكيلية الرحبة بعيداً عن أزمات الوطن الأم وما يشهده من قلاقل واضطرابات.

ومؤخراً لم يكتف رواد الحركة التشكيلية العراقية في القاهرة  بمجرد المعارض الفنية ، ولكن بعضهم استطاع أن يمتلك مقرات فنية ثابتة وورش عمل دائمة واحترافية  لممارسة الفنون بحرية  ومساعدة الآخرين على الممارسة أيضاً . ويأتي  " صانع السعادة " الفنان التشكيلي والنحات العراقي المقيم بالقاهرة " أنس الآلوسي " ضمن هؤلاء ؛ فهو يمتلك مسبكاً خاصاً لتشكيل البرونز وبقية الخامات التي يستخدمها في إنجاز منحوتاته وأعماله ، وقد شهدت قاعة الفنون بالزمالك مؤخراً أحد معارضه الحافلة ، والذي شهد تطوراً كبيراً في آلياته الفنية والإبداعية .. "المدى" التقت الفنان بالقاهرة وأجرت معه هذا الحوار:
* كيف كانت تداعيات معرضك الأخير "مجسمات الخيال" في القاهرة ؟
- الحمد لله ، كانت ردود أفعال جيدة جدا وبلغت حد الامتياز ،خاصة عند النحاتين ومن أهمهم الفنان آدم حنين الذي أثنى على المعرض كثيراً .
*  أنت حريص أكثر على تشكيل البرونز .. هل بالإمكان أن نشهد تحولاً مستقبلياً لتشكيل خامات أخرى ؟ وإلى أي الخامات تميل بخلاف البرونز ؟
- البرونز هي الخامة النبيلة وهي صديقتي منذ عام 1991 .. أعشق تكويناتها وتعجبني صعوبة تشكيلها ، ولكن إذا اقتضى العمل وفكرة التشكيل بخامات أخرى فلن أتردد باستعمال أية خامة تخدم العمل الفني.
* كيف جاءت فكرة إنشاء مسبك للبرونز بالقاهرة ؟ وما دور هذا المسبك في تنشيط الحركة التشكيلية العراقية هنا في مصر؟
- الفكرة جاءت كون مسبك البرونز هو رئة النحات ويجب أن يوجد حتى أستطيع التنفس ، والحمد لله فكرت أنا وأخي صهيب الآلوسي واجتهدنا وتعبنا كثيرا ليكون المسبك اليوم علامة تجارية مهمة للمنحوتات البرونزية ..نخدم بها النحت العراقي أو المصري أو أية جنسية كانت ؛ لأنه بالآخر يطور الحركة التشكيلية .
* برأيك إلى أى حد تتجسد صعوبة التشكيل النحتي قياساً بغيره من أجناس التشكيل الأخرى ؟
- النحت يعتبر الأصعب والأجمل قياسا بباقي الفنون التشكيلية ؛ فهو يحتاج إلى نفس طويل وذهن متقد لأن مراحله طويلة ومعقدة وتحتاج لجهد استثنائي .
* ما المكونات النحتية التي كانت أكثر تحدياً بالنسبة لك والتي تعتبرها نقلة نوعية في منجزك الفني؟
- أي عمل جديد تكمن جماليته في أنه تحد جديد دائما ولا يمكن التفرقة بين منحوتاتي ؛ فكلهم أبنائي
* بين التجريدي والكلاسيكي .. أين يقف أنس الآلوسي المغترب إنسانياً وفنياً؟
- يقف أنس الآلوسي مع كل الأساليب في بحثه عن السعادة بالعمل ؛ فأنا أكره أن أوضع في حلقة ضيقة يطلق عليها "مدرسة" سواء أكانت هذه المدرسة كلاسيكية أو تجريدية أو تعبيرية ، وإجمالاً فجميع اتجاهات النحت هي خياراتي ؛ لأني أبحث عن السعادة والسعادة وحدها خياري.
* ما المعايير التي تحرص عليها كي تجد أعمالك التعبير عن نفسها بكل لغات العالم ؟
- الصدق والحب للعمل الفني والجودة في تقنية التنفيذ هي المعايير التي أعتمد عليها للوصول بالمنجز الفني إلى المتلقي .
* إلى أى حد أنت راض عن تلقي المصريين لأعمالك الفنية ؟ وكيف هي علاقتك بالنحاتين المصريين؟
- بعد عشر سنوات من وجودي في مصر أشعر أني جزء من هذا المجتمع .. بحمد الله النحاتون في مصر يشعرونني دائما بأني جزء أصيل من المنجز النحتي المصري ، إضافة لعلاقة الصداقة والأخوة التي تربطني بأغلبهم .
* ما الذي ولّدته المقارنة لديك بين مقومات وتوجهات النحاتين المصريين وغيرهم من نحاتي العراق وأنت منهم؟
- أكيد هناك اختلاف في الخلفية الحضارية بين النحات المصري والنحات العراقي ، إضافة لاختلاف البيئة ، وبالتالي هناك تأثيرات مختلفة تماما تظهر في العمل النحتي ، والحمد لله في معرضي الأخير " مجسمات خيال " بدا واضحا أني ابن الحضارة العراقية وأعيش في الحضارة المصرية .
* ما الذي يمكن أن نلمسه من تأثير لقريتك " آلوس" على مخيلتك الفنية والوجدانية ؟
- آلوس اسم قريتي الحبيبة وآلوس اسم ابني الأوسط وآلوس أتنفس من خلالها كل أنفاسي حتى وأنا في أقصى بقاع الأرض.
* ما تقييمك للحركة التشكيلية العراقية داخل وخارج العراق حالياً ؟
- الحركة التشكيلية داخل العراق تضم مبدعين كثر لكن تنقصهم الأدوات مع الأسف ..أما في خارج العراق فغالبية مبدعي الداخل ممن حكمت عليهم الظروف أن يطلق عليهم مبدعو الخارج فنا أراهم يجتهدون ليكونوا سفراء للعراق لتشريفه ورفع اسم بلدي الرائع المحفور في قلبي وقلوبهم عاليا ونتمنى من الله التوفيق .
* في الختام ، ما بين معرضك الأقدم في قاعة الدروبي ببغداد ، ومعرضك الأحدث بقاعة الزمالك للفنون بالقاهرة ، ما الذي طرأ على تقنيات الفن وأدواته لديك ؟
- بالتأكيد كل فنان ينضج وتتعدد أدواته وسيطرته على الخامات التي يعمل بها وكل هذا يلاحظ من ردود أفعال وتعليقات زائري المعرض والتحدي الجديد والذي يقلقني كثيرا هو معرضي القادم ان شاء الله.