TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: مناورات حماس المكشوفة

خارج الحدود: مناورات حماس المكشوفة

نشر في: 16 يناير, 2010: 06:28 م

حازم مبيضينتعلن حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي تمسكها بالمصالحة الفلسطينية، وتحفظاتها على الورقة المصرية في آن معاً، وأنها وصلت إلى المراحل النهائية لانجاز جهود المصالحة مع غريمتها حركة فتح، التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي الوقت نفسه يجدد مشعل انتقاد بناء مصر الجدار الفولاذي على حدودها مع القطاع ،
 لكنه لم ينكر مقتل جندي مصري على تلك الحدود، والواضح هنا أن التحفظ على الورقة المصرية يعني عدم إنجاز المصالحة، كما أن الواضح أن ذلك لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، بقدر ما هو خضوع لقوى إقليمية، وخدمة لأجندات غير فلسطينية، ورغم ذلك فان مشعل يعلن عن الأمل في أن تلعب السعودية إلى جانب مصر والدول العربية الأخرى دوراً مميزاً في رعاية جهود المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني. حين قبلت حركة حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية، كانت تدرك أن ذلك يعني نسفاً لكل ما ترفعه من شعارات، وأن هذه المشاركة أضفت مشروعية كاملة على عملية البحث عن حل سياسي، وكان البعض من قادة هذه الحركة يبررون المشاركة بأنها تستهدف إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، للتعامل بشكل مختلف مع التوجه الدولي المنحاز لإسرائيل، لكن هؤلاء القادة تجاهلوا أن المجتمع الدولي يرفض التعامل معهم ما داموا يرفضون شروط الرباعية الدولية والاعتراف بالدولة العبرية والتعامل معها، وكان أن فازت حماس مستفيدة من أخطاء فتح، لكنها فتحت على شعبها أبواب جحيم، تمثل في فرض أنواع من الحصار على الذين منحوها ثقتهم لأسباب عقائدية، أو عاقبوا فتح بانتخابها وهم يعرفون أنها نقيض لتلك الحركة. لعبت حماس لعبة الموافقة على وثيقة الأسرى، في محاولة لإيهام العالم بأنها قد لينت موقفها، لكن معرفة هذه الأساليب والمناورات أحبطت هذه اللعبة، ورغم أن حماس اعتمدت موقفاً سياسياً فحواه القبول بدولة فلسطينية على حدود 1967 ، وجرى تأكيد ذلك في الاتفاق مع فتح في مكة المكرمة، ما أسفر عن تشكيل ما سمي وقتها حكومة وحدة وطنية، مع منح محمود عباس السلطة للتفاوض لتحقيق دولة فلسطينية تقبل بها حماس كأمر واقع فحواه الحقيقي هو حل الدولتين، لكن شهوة السلطة دفعت أصحاب الرؤوس الحامية مؤيدين بالمرتبطين بأجندات إقليمية إلى الانقلاب على الشرعية، والاستئثار بحكم الغزيين تحت رايات الجوع، والقمع واستمرار الحصار. تعاني حماس تخبطاً في الموقف تجاه المصالحة، وتضاربًا في تصريحات قادتها والناطقين الكثر باسمها. وباتت المصالحة عند بعض أفرادها حبل النجاة، في حين يرى قادة ورموز أنها لا تزيد عن خدعة، ويدرك هؤلاء أن أخطر ما في موضوع المصالحة هو الانتخابات لأن نتيجتها المحتمة ستكون خسارة مطلقة، وحماس لذلك تلجأ للتراجع دونما سبب وجيه، فالخلاف في حقيقته أخطر من ما هو معلن وهو يتعلق بتصور طبيعة الحل مع الإسرائيليين، وهنا فان المطلوب والمحتم أن تنتقل فئة إلى موقع الأخرى فتقف معها على نفس الأرضية، وهناك فهمان مختلفان، أولهما الاعتراف بأن الفلسطينيين لن يتمكنوا يوماً من استرجاع حقوقهم كاملة، وأن عليهم الحصول على ما هو متاح، وهذا هو موقف فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وهناك في المقابل موقف الإصرار على أن الكيان الصهيوني غير شرعي، وأنه لابد زائل مهما طال الزمن، وأن فلسطين كلها هي حق لشعبها، وهذا هو موقف حماس التي يجب أن تتخلى عن مناوراتها اللفظية تجاه المصالحة الوطنية المطلوبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram