TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مو كتلك نزيزه الكاع؟

مو كتلك نزيزه الكاع؟

نشر في: 22 يناير, 2016: 09:01 م

"يا ما نصحتك يا قلب". قلت للمتظاهرين في التحرير ان ابتعدوا عن دعاة الثقافة الذين اصابهم وهم انهم هم وحدهم القادرون على إنجاح التظاهرات. "الكشّاخة" لا يصلحون لعمل مثل هذا. من يومها توسلتهم ان يقرأوا تجربة تونس الرائدة في الاحتجاج والتظاهر الفاعلين. بس قلتها واكررها "شيفهّم حجي احمد آغا؟".
لا اريد العودة لأيام البوعزيزي وهبّة الشعب التونسي من اجله، بل الى الذي يحدث في تونس اليوم. لا تنظروا الى جموع المحتجين واسلوبهم غير المداهن بل لحال الحكومة التي مسها الرعب وستركع مرغمة لمطالب المتظاهرين. ثورة جديدة أخرى لشعب يعرف فن التظاهر الجاد.
أتظنون ان التوانسة سيحرمون رئيس الحكومة من النوم لو انهم نصبوا منصة لإلقاء الشعر الشعبي مثلا؟ أم انهم سيرغمون البرلمان والحكومة وكل أجهزة الدولة على الانصات لهم لو انهم التهوا بالتقاط السيليفيات؟
التظاهرات ليست متعة او نزهة او موعد اسبوعي للتسلية.  لا امتلك أرقاما محددة لكن لدي شعورا بأن عدد العاطلين عن العمل بالعراق يفوق تونس. أما الذي انا متأكد منه بالمطلق هو ان ما سرق من أموال العراقيين يعادل دخل تونس كلها آلاف المرات ولعشرات السنين.
التونسي لا يعود الى بيته حين يرى الفساد عمّ بلده. ولأنه يعرف معنى التظاهر والاحتجاج فانه يعبر خطوط منع التجوال غصبا عن حكومة قصّرت في خدمته. والأهم انه لا يخدع او يخاف من الأحزاب الإسلامية ومن قادة الميليشيات لو ساوموه على سرقة احتجاجه وتجييره باسمهم. القاعدة: ان صوت الشعب يجب ان يكون كصوت الإسعاف لو ارتفع فعلى الجميع ان "يطبك" على صفحة.
أربع ساعات بالأسبوع وفي كل جمعة فقط لا تخيف مفسدا ولا ترجع فلسا واحدا من السارقين. السياسي الذي أفسد عليك حياتك لا يهابك ان لم تقلب حياته جحيما عليه وعلى من اتى به. شلون؟
لتعرف الجواب ما عليك الا ان تتابع اخبار ثورة التوانسة الجديدة. اختر منها مقطعا. سجله وبثه لمتظاهرينا على شاشة كبيرة في ساحة التحرير، واكتب لهم فوقها:
من ذوله .. ادرس واتعلم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سامي الحاج

    عزيزي الدكتور أظن أن المشكلة في العراق هو ان الشعب قد أصيب بمرض الطائفية والسبع هو من ينصر طائفته. فكيف للشعب أن يثور؟ انها الساعة الخامسة والعشرون. ألم تقل ذلك؟

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram