"يا ما نصحتك يا قلب". قلت للمتظاهرين في التحرير ان ابتعدوا عن دعاة الثقافة الذين اصابهم وهم انهم هم وحدهم القادرون على إنجاح التظاهرات. "الكشّاخة" لا يصلحون لعمل مثل هذا. من يومها توسلتهم ان يقرأوا تجربة تونس الرائدة في الاحتجاج والتظاهر الفاعلين. بس قلتها واكررها "شيفهّم حجي احمد آغا؟".
لا اريد العودة لأيام البوعزيزي وهبّة الشعب التونسي من اجله، بل الى الذي يحدث في تونس اليوم. لا تنظروا الى جموع المحتجين واسلوبهم غير المداهن بل لحال الحكومة التي مسها الرعب وستركع مرغمة لمطالب المتظاهرين. ثورة جديدة أخرى لشعب يعرف فن التظاهر الجاد.
أتظنون ان التوانسة سيحرمون رئيس الحكومة من النوم لو انهم نصبوا منصة لإلقاء الشعر الشعبي مثلا؟ أم انهم سيرغمون البرلمان والحكومة وكل أجهزة الدولة على الانصات لهم لو انهم التهوا بالتقاط السيليفيات؟
التظاهرات ليست متعة او نزهة او موعد اسبوعي للتسلية. لا امتلك أرقاما محددة لكن لدي شعورا بأن عدد العاطلين عن العمل بالعراق يفوق تونس. أما الذي انا متأكد منه بالمطلق هو ان ما سرق من أموال العراقيين يعادل دخل تونس كلها آلاف المرات ولعشرات السنين.
التونسي لا يعود الى بيته حين يرى الفساد عمّ بلده. ولأنه يعرف معنى التظاهر والاحتجاج فانه يعبر خطوط منع التجوال غصبا عن حكومة قصّرت في خدمته. والأهم انه لا يخدع او يخاف من الأحزاب الإسلامية ومن قادة الميليشيات لو ساوموه على سرقة احتجاجه وتجييره باسمهم. القاعدة: ان صوت الشعب يجب ان يكون كصوت الإسعاف لو ارتفع فعلى الجميع ان "يطبك" على صفحة.
أربع ساعات بالأسبوع وفي كل جمعة فقط لا تخيف مفسدا ولا ترجع فلسا واحدا من السارقين. السياسي الذي أفسد عليك حياتك لا يهابك ان لم تقلب حياته جحيما عليه وعلى من اتى به. شلون؟
لتعرف الجواب ما عليك الا ان تتابع اخبار ثورة التوانسة الجديدة. اختر منها مقطعا. سجله وبثه لمتظاهرينا على شاشة كبيرة في ساحة التحرير، واكتب لهم فوقها:
من ذوله .. ادرس واتعلم.
مو كتلك نزيزه الكاع؟
[post-views]
نشر في: 22 يناير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
سامي الحاج
عزيزي الدكتور أظن أن المشكلة في العراق هو ان الشعب قد أصيب بمرض الطائفية والسبع هو من ينصر طائفته. فكيف للشعب أن يثور؟ انها الساعة الخامسة والعشرون. ألم تقل ذلك؟