في ايلول ،التاسع عشر منه في عام 1985، اي قبل ثلاثين عاما توفي ايتالو كالفينو في منزله بتوسكاني. واحس الكثير من الايطاليين انهم قد فقدوا صديقا كاتبا، وارسل الفاتيكان رسالة عزاء وكذلك رئيس الجمهورية الايطالية في حين ان امبرتو ايكو، نشر عزاءه في صحيفة د
في ايلول ،التاسع عشر منه في عام 1985، اي قبل ثلاثين عاما توفي ايتالو كالفينو في منزله بتوسكاني. واحس الكثير من الايطاليين انهم قد فقدوا صديقا كاتبا، وارسل الفاتيكان رسالة عزاء وكذلك رئيس الجمهورية الايطالية في حين ان امبرتو ايكو، نشر عزاءه في صحيفة ديللا سيرا، في مساحة كبيرة من الصفحة، بحيث انه حجب ما نشر عن زلزال المكسيك. وفي الصحيفة نفسها اعلن جون ابدايك حزنه قائلا: ان العالم الادبي قد فقد افضل صوت متحضر. وكان كالفينو قد خطط لكتابة 14 رواية اخرى، وكان في الثانية والستين من عمره، آنذاك.
ثلاثة عقود مضت والكاتب الايطالي ما يزال محط الاعجاب وكتبه تباع . وافضل اعمال كالفينو هي "اجدانا" في سلسلة عن فارس خيالي وبارون في الاشجار . وفي ايطاليا يعتبرون هذه السلسلة مناسبة للاطفال لانها في نظرهم ليست من نوع الادب الجاد.
كان كالفينو متوجسا من المثقفين الاوروبيين لرفضه ان يكون كئيبا في كتاباته. ومن اعماله على سبيل المثال مجموعة حكايات عن اصل الارض تروى من قبل خلية واحدة تدعى "كفويفك" والذي يعيش في اول بروتوزون وفي كافة الاشكال والى تطوره من خلية الى رجل . وقد اقتبس كالفينو من مصادر ادبية شتى ومنها: لورنس ستيروم وتريستان شاندي على الاخص لأنه كان قريبا الى قلبه.
وفي احد اعماله، ديك وثور يرويان القصص وفي احد كتبه بعنوان "مسافر في ليلة شتاء" في عام 1979 نجد انها تتضمن اقتباسات من انصاف عشر روايات.
كان كالفينو كاتبا قديما، واعماله الروائية من الطراز القديم. ورواياته اشبه بمقالات او قصص قصيرة، تتحدث عن عصر النهضة الايطالية.
في الاعوام الـ15 التي امضاها في باريس في عام 1979 التقى كالفينو بالكاتب الين روب غري، ومايكل بوتور، كلود سيمون واخرين من طليعة الكتاب الفرنسيين، ممن كان لهم تأثير على القراء.
وفيما بعد، ظل كالفينو يؤكد اهمية الرواية وتأثيرها وخاصة التعليمية، ومن آرائه ان تأثيرها لا بد ان يكون مباشرا واداة تعليمية وكان ذلك في العام الذي نشر فيه كالفينو، ما يسمى اليوم حكايات شعبية، والتي تفيد اداة للتعليم.
ولا يعني هذا انجراف كالفينو الى الحكايات الشعبية. وقد نشر اعماله الكلاسيكية او الفولكور الايطالي، وهي بمثابة جواب ايطاليا للاخوة غريم . ومن الكتاب البريطانيين المعاصرين والمتأثرين بكاليفينو ديفيد ميتشل، توم مكارثي والن شمث. ويعزو سلمان رشدي الى كالفينو دينا مهما، في روايته الجديدة وعنوانها (عامان، ثمانية اشهر وثماني وعشرون ليلة).
وعلى اي حال فان كالفينو لم يكن الطليعي الذي تأثر بتجربته او فيلسوفا على اي حال.
كانت رواية كالفينو الاولى "الطريق الى عش العنكبوت" (1947) وكان في الـ24 من عمره وضد الفاشية ومتأثرا بهمنغواي . وعلى اي حال طبع روايته الثانية وهي (الفيكونت ذو الشق) 1952.
كان كالفينو راوي قصص ومنها "البارون على الشجرة" عام 1957 وهي عن طفل ارستقراطي يهرب من والديه الى اعالي الاشجار احتجاجا نحوهما . كان كالفينو يهتم بالقصص القصيرة آنذاك.
وفي عام (1963) كانت هناك مجموعة قصص له، وقد عكست مدى حكاياته التي تهتم بعمق ما هو مألوف في الحياة.
يقول كاتب المقالة ان موت كالفينو قد اثر عليه ، و"في عام 1983 ،اي قبل عامين، ذهبت الى كالفينو راجيا منه اجراء مقابلة معه في روما، وقد استجاب لذلك في منزله بالقرب من البانثنيون، تصفح الاسئلة، التي اعددتها له وقال انها كثيرة ، وبعد ثلاث ساعات اشارت زوجته "استر" الى النوافذ وهي تقول:انظر ،مشيرة الى ازهار الحديقة."
وبعد عشرة اعوام اتصلت بـإستر وقالت لي آنذلك انها كانت تعني ان المقابلة انتهت.
كان كالفينو نفسه غريبا، يأمل شيئا في عالم الكتب.
عن: الغارديان