محمد سعيد الصكارmohammed_saggar@yahoo.frفي لقاء أجراه السيد عبد الجبار العتابي مع بطلة العراق السابقة في ألعاب الساحة والميدان، تحدّثت فيه الدكتورة إيمان صبيح المقيمة الآن في السويد، حديثاً مسهباً عن أوضاع الرياضة في العراق، وحاجة البلد إلى توفير المكان المناسب للتدريب وإلى شحّة المدربين، وعدم الاهتمام بهذين العنصرين اللذين يعطلان عملية النمو في المرافق الرياضية، وخصوصاً في مجال ألعاب الساحة والميدان.
وقد قدّم لها السيد العتابي تعريفاً هذا نصه:- ايمان صبيح.. واحدة من ابرز العداءات العراقيات اللواتي حققن انجازات للعبة الساحة والميدان، وتواصلت مع الرياضة بعد اعتزالها وحصلت على الدكتوراه، وخلال السنوات الطويلة كان لها حضور مميز في تطوير الأنشطة النسوية ومنها سباقات الركض، كما كانت ضمن المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية التي انتخبت عام 2004 ولكن لظروفها الخاصة سافرت منذ عام مع عائلتها، ولكنها عادت مؤخرا لتستنشق هواء بغداد وتحاول استعادة شيئا (شيء) من نشاطاتها لخدمة الحركة الرياضية.rnوفي المقال تشخيص لكثير من عوامل تأخر هذا الفرع من الرياضة، واقتراحات لصيغ التعامل لإنعاشها وتطويرها، وأهمية دور الأهل في تنمية الوعي الرياضي، ودور الأم خصوصاً في هذا المجال.rnنخلص من مجمل اللقاء إلى تخلف الوعي الرياضي في العائلة العراقية، وهو تخلف يمتد إلى المؤسسات التربوية التي لا تعي أهمية الرياضة.إذن، فالمسألة مسألة وعي بهذا النشاط الاجتماعي الذي ينهض بهذا النشاط ويطوره ليحتضن طاقات شبابنا، ويُسهم في نهضة المجتمع؛ فهو (وعي بالمحنة)، يقودنا إلى (محنة الوعي) في شؤوننا.rnتقول الدكتورة إيمان صبيح، في هذه المقابلة: (درس الرياضة أهم من دروس الفيزياء والكيمياء، فما فائدة ان يتخرج طبيب او مهندس وهو مريض، درس الرياضة هو صحة المجتمع، الأطباء والمهندسون مرضى وهم لا يعلمون ان لم يمارسوا الرياضة).rnوهذا درس في (محنة الوعي) الذي يقود إلى أن (درس الرياضة أهم من دروس الفيزياء والكيمياء).والواضح هنا أن الوعي في محنة يستعصي معها الوقوف على حقائق الحياة، إذ كيف يجوز لنا أن نزعم أن ( درس الرياضة أهم من دروس الفيزياء والكيمياء)، أين الوعي في هذه النقطة؟وأين هي حصيلة الجسم من حصيلة الفكر الذي يغيّر معالم الحياة، وينهض بالإنسان إلى مراقي ما يُنتجه الإنسان من إبداعات في مختلف وجوه المعرفة الهادفة إلى تطور البشرية.rnمحنة الوعي الرياضي التي تحدثت عنها الدكتورة إيمان صبيح، واقع لا شك فيه، ولكن أين (وعي) هذا الواقع في ما تقوله من كون درس الرياضة أهم من دروس الفيزياء والكيمياء.rnأبهذا المنطق سنبني قيم العقل والحقيقة، ونؤسس لرؤية عقلانية لما يحيط بنا من التباسات الوعي؟!rnوالدكتورة تعود بنا إلى تلك المقولة البائسة (العقل السليم في الجسم السليم)، حين تقول (فما فائدة ان يتخرج طبيب او مهندس وهو مريض، درس الرياضة هو صحة المجتمع، الأطباء والمهندسون مرضى وهم لا يعلمون ان لم يمارسوا الرياضة).rnوالواقع والتاريخ يعطينا نماذج حية على بؤس هذه المقولة من خلال ما يسعفنا به في واقع الحياة. فماذا نقول في المعرّي وعبد الجبار عبد الله والجواهري وفيصل السامر وجلال الحنفي وبدر شاكر السياب ومهدي عيسى الصقر ومحمود الحبوبي وصالح الجعفري وعلي الشرقي وعلي الشوك ورفعت الچادرچي، وكلهم من ذوي الأجسام الضامرة والعقول الباهرة التي تنسف مقولة (العقل السليم في الجسم السليم)، وتدعونا إلى وضعها موضع المراجعة، وعدم إشاعتها بين فتياننا وشبابنا.rnوهنا يحضرني، وأنا الجاهل بمستويات الرياضة، سؤال عن الوضع الأكاديمي الذي يمنح الدكتورة، وربما شباباً آخرين، هذه الدرجة الأكاديمية، وربما وضعها في مصاف العلم الأكاديمي الذي لا تعترف به؛ أهو في ركض مئة متر أو مئتين، أو أكثر، بحيث يحق لها إطلاق تصريحاتها الداعية إلى التقليل من شأن العلم، والتوكيد على (ما فائدة ان يتخرج طبيب او مهندس وهو مريض، درس الرياضة هو صحة المجتمع، الأطباء والمهندسون مرضى وهم لا يعلمون ان لم يمارسوا الرياضة).rnهذا الاستخفاف بقيمة العلم لا يوحي باحترام درجة (الدكتوراه الرياضية) التي حصلت عليها (الدكتورة!)، والتي لا نعلم على أي مستوىً حصلت عليها، وما هي المقاييس التي قامت عليها، وما الذي يجعلها تتحدث بتعال وأستاذية لا نعرف لها أية قيمة في مجموع المعارف الثقافية.rnالرياضة فنّ وأخلاق وقيم أدبية وتواضع يذكرنا بـ (الروح الرياضية) التي درجنا على تعلمها، ونحن ندري أن هذه الروح راحت منذ كوارث الملاعب والشغب الذي أدّى إلى حرمان بعضها من المباريات، وجاءتنا بالإعلام الرياضي الذي أنشأ لنفسه قاموساً لا شبيه له في العجرفة والمباهاة والشتائم والعدوان والاستعداء وتأجيج المشاعر الغاضبة، وبث الفرقة بين الفرق وجماهيرها، بل بين الشعوب وأبنائها، كما حصل بين مصر والجزائر ووصل إلى حد القتل في مباراة توغو.rnكان الأولى بـ (الدكتورة) إيمان صبيح، وهي في لبّ بلد الألعاب السويدية، أن تتحلّى بآداب هذه الدولة، وبما يحتاج إليه وطنها (العراق) من خبرتها الرياضية دون استخفاف بالكفاءات العلمية والفكرية التي نحتاج إليها كحاجتنا إلى جيل ذي صحة وكفاءة بدنية وفنية، وعقلية.
بطلتنا إيمان صبيح والوعي الرياضي
نشر في: 16 يناير, 2010: 06:34 م