عشية لقاء منتخبنا الأولمبي مع نظيره الإماراتي تفجّرت واحدة من المشاكل التي تثير البلبلة وسط بعثة المنتخب والتي حذّر من شاكلتها الإعلام الرياضي في أكثر من مناسبة إلا أن اتحاد كرة القدم الذي يدّعي رئيسه واعضاؤه أنهم قضوا أكثر من عشرين سنة يكتسبون الخبرات الإدارية في أروقة الاتحاد والممثليات والأندية إتضح أنهم لن ينالوا إلا قشورها ،وستبقى اللعبة تراوح مكانها مثلما يحلو لهم إنزال عقوباتهم وكأنهم معمّرون طول الدهر بتوالي إشراقة الشمس وحلول الظلام!
صدقاً، لن يتعلم اتحاد كرة القدم متى ما بقي مكبلاً بقيود عفا عنها الزمن، وها هو يكرر أخطاءه ،وكأنه يتمتع بها من دون أن يستدرك ما تخلفه من اضرار نفسية على لاعبي المنتخب. فبالأمس القريب عصفت أزمة علي صلاح وعلي رحيمة وياسر قاسم باستقرار البعثة في الدوحة وطهران وبانكوك على التوالي عندما اعلنوا عن عدم رغبتهم في التواصل مع المنتخب لأسباب شتى قدحت شرارات غضب مسؤولي المنتخب الوطني الذين أحرقوا الأرض تحت أقدام هؤلاء اللاعبين متناسين انهم يتحمّلون أعباء قيادتهم تربوياً وليس سلطوياً، وبالتالي يتوجب التعامل معهم بحكمة وانضباط عالٍ بعيداً عن لغة الوعيد والتهديد والاستفزاز طالما أن البعثة بحاجة الى تعاضد الجميع من أجل انجاح مهمة كرتنا.
اليوم اثبت الاتحاد أنه يرفض أن يتعلم ، وخرج رئيسه عبدالخالق مسعود منتفضاً لتصرّف اللاعب سيف سلمان وأنزل بحقه عقوبة الحرمان مدى الحياة لأن اللاعب لم يكمل مشواره مع الأولمبي لأسباب عائلية ، وسواء صَدَق سلمان بعذره أم لا ، فإنه لم يعد قادراً على الإندماج مع زملائه لتوتره وقلقه وهما عاملان يُشتتان ذهنية اللاعب ويضعفان امكانياته في التركيز على المباراة ولن يستفيد المنتخب من خدماته. فلمصلحة من تؤجّج المشكلة ويتسابق بعض الزملاء على تحقيق (سَبَقْ فيسبوكي) يتناول الحقيقة كما رأها وسمعها وإذا به يشغل الرأي العام ويثير الانقسام في وقت يكون المنتخب احوج الى تهيئة لاعبيه للمواجهة الاقصائية التي يتوقف عليها مصير المشاركة.
لن نتساهل مع أي لاعب متمرد ولن نبرر لأي فعل يضع المنتخب في وضع حرج ولن ندافع عن أي شخص يحبذ مصلحته الخاصة على حساب مهمة وطنية مشرّفة ، لكن لن نتفق مع أي قرار انفعالي يتعامل مع المشاكل الطارئة بأحكام الإعدام المسبقة، ولا يمكن هضم قول رئيس الاتحاد أن حرمان سيف سلمان مدى الحياة حظي بموافقة اعضاء الاتحاد المتواجدين في الدوحة وزملائهم في بغداد ما يعني أن الاتحاد يأخذ بقناعته فقط التي تتأثر بالشعور السلبي غالباً من دون الإستماع الى الطرف الآخر وهو ظلم كبير يجب إيقافه وإعادة النظر بإسلوب التعامل معه، فالاتحاد وجِدَ ليكون حاضناً للمنتخبات ولاعبيها ، تحكمه اللوائح الرياضية لتنظيم شؤونهم وليس لوائح المحاكم التي ترمي المجرمين في السجن مدى الحياة، فكيف يرتضي الاتحاد ان يحكم على لاعب دولي بالحرمان من تمثيل المنتخبات وهو يمتلك روح العطاء ونضج الخبرة لسنين أخرى؟
إن تراجعكم عن عقوبة صلاح ورحيمة وقاسم بعد إذعانكم لنداء وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان بطلب العفو عنهم يجعل قراراتكم الورقية مدعاة للتندّر في الوسط الكروي وغير قابلة للتصديق لأنكم تمارسون المسؤولية بدوافع عواطفكم التي ستبقي كرة القدم العراقية ترزح تحت نظام الهواية ولن ترى الإحترافَ.. مدى الحياة!
إعدام كروي !
[post-views]
نشر في: 23 يناير, 2016: 09:01 م