عن الإعلامي مقدم البرامج في فضائية الحرة عماد جاسم عن طبيب في مستشفى الرشاد للامراض النفسية الواقع في منطقة الشماعية بأطراف الرصافة من العاصمة بغداد قال: ان بعض الراقدين اتفقوا على تقديم عرض مسرحي في غضون الايام القليلة المقبلة يتناول الاوضاع السياسية في العراق ، شخصيات المسرحية ستحمل اسماء قادة احزاب وقوى وتيارات ، ورؤساء كتل نيابية ، فضلا عن مسؤولين سابقين وحاليين .
مستشفى الرشاد لم يتخلص بعد من لعنة اصطلاح الشماعية بوصفه يحمل دلالة واضحة تشير الى الاصابة بأمراض عقلية ، مفردة الشماعية وحدها تعني الجنون بنظر الكثير من البغداديين ، حاولت ادارة المستشفى منذ سنوات الغاء هذا الانطباع ، فتبنت برامج تأهيلية مهنية وثقافية وفنية ، من اجل رفع الحيف عن الراقدين فبعضهم مصاب بامراض نفسية ، حين يخضع الى برنامج تأهيلي سيساعده على الاندماج بالمجتمع ، في هذا الاطار قرر فريق العمل المسرحي تقديم العرض المرتقب.
الكاتب الراحل خضير ميري كانت له تجربة في المستشفى بالتعاون مع الطبيب باسم بطرس فقدما في أواسط عقد التسعينيات فعاليات فنية تضمنت معارض تشيكلية وعروضاً مسرحية ، ونماذج ادبية كتبها الراقدون ، الفعاليات استمرت اسبوعا كاملا ، الصحف المحلية وقتذاك تجاهلت النشاط فيما تناولته صحف عربية باهتمام كبير ، إثر ذلك انتقلت التجربة الى دول عربية اخرى ، التجربة انطلقت من العراق ، وأخذت مدياتها في المنطقة لتاكيد حقيقة ان الراقدين في مستشفيات معالجة الامراض النفسية لا يختلفون عن غيرهم في التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم والنظرة الى العالم عبر تجسيدها بلوحات ومنحوتات وقصص قصيرة وخواطر .
تقديم عمل مسرحي بمضامين سياسية في مستشفى الرشاد مغامرة تجسد رغبة الراقدين في طرح قلقهم من تراجع الاوضاع السياسية والامنية في العراق نتيجة اتساع الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة ، وانشغالها في تحقيق مكاسبها على حساب مصالح الشعب العراقي ، وتطلعاته نحو مستقبل افضل ، الإعلام المحلي ربما سيتجاهل تغطية العرض ولاسيما ان النص وعلى حد قول الاعلامي عماد جاسم تناول الزعماء السياسيين البارزين والمسؤولين السابقين والحاليين باسمائهم الحقيقية في مشاهد كوميدية ساخرة .
السخرية من المسؤولين والسياسيين تناولتها برامج فضائيات عربية واجنبية ، جعلت الجمهور يحرص على متابعتها ، فاستطاعت تغيير توجهات الناخبين ، زعزعت ثقة القواعد الشعبية برموز تزعم انها تمتلك رصيدا جماهيريا واسعا قادرا على حجب اشعة الشمس حين تخرج في تظاهرات تجديد عهد الولاء والبيعة المطلقة ! برامج من هذا النوع ربما تندرج ضمن الحملات الدعائية الانتخابية في دول خارجية ، لكن مسرحية الراقدين في مستشفى الرشاد في حال عرضها ستسخر ممن شارك في خراب العراق فجعل شعبه اسير مصير مجهول ، الاعلام المحلي امامه فرصة لإثبات استقلاليته بتغطية حدث عرض المسرحية ، وبيش ابلشت يابو بشت!
سياسيونَ في "الشمّاعية"
[post-views]
نشر في: 23 يناير, 2016: 09:01 م