TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا خبر

لا خبر

نشر في: 23 يناير, 2016: 09:01 م

اسمحوا لي ان أعود بكم الى تخيّل عدد المحللين السياسيين الذين يتناوشون حال العراق والعراقيين. كبير جدا، أليس كذلك؟ نسأل: ما هو شغل المحلل السياسي؟ هل غير تحليل الأخبار السياسية؟ زين، هيّه وينها الاخبار السياسية أصلا؟  اين هو الفعل السياسي بالعراق؟ إن لم يكن هناك فعل سياسي فهل سيكون لدينا خبر سياسي؟ اذكركم بإسكافي "عفج" الذي قيّم لأنه انتهى الى مدينة لا أحد يلبس فيها حذاء ليرقعه. في الاخبار السياسية أرى العراق مثل "عفج" بالضبط وحال محللينا كما هي حال "اسكافيها".
أغلب اخبارنا، ان لم تكن كلها، ميدانية. أخبار الحرب مع داعش. سافر فلان وصرح علاّن. واشتكت فلانه وهجمت فلتانه. آخر حدث سياسي مر علينا كان سقوط ابو "ما ننطيها" ومجيء حيدر العبادي. كنا نأمل من القادم الجديد أفعالا سياسية تنقذ البلد من مستنقع الفساد. لم نستعجله لأننا ندرك بانه ورث جبالا من الكوارث صبّها الذي قبله على رأس العراق والعراقيين: دولة منهوبة خزائنها ومحتلة أرضها بعد أن عمها الغباء وتحكم برقاب أهلها الجهلاء.
للأمانة حقق العبادي منجزات عسكرية مهمة من خلال موقعه كقائد عسكري عام. لكنه يقول، ونحن نقول والواقع يقول أيضا، ان المنجزات العسكرية بالعراق مهما كبرت ستفقد قيمتها ما لم يرافقها فعل سياسي يكنس مخلفات ثماني سنوات من الغباء.
رغم علمنا بأن ما من دولة على الكرة الأرضية حالها أسوأ من حال العراق، إلا ان هناك تقاربا بيننا وبين حال لبنان. عندهم وعندنا الطائفية حرقت وتحرق كل أخضر ويابس. ولديهم ولدينا من الأحزاب الطائفية لو انزلته على جبل لصار ساقية من رمل. لكن الفعل السياسي هناك لم يغب. لماذا؟ لأن العقل في لبنان لم يتعطل عن العمل تماما كما هو عندنا. قولوا شلون؟
ان ما أقدم عليه سمير جعجع بتنازله لخصمه العتيق ميشال عون، هو عين العقل. وهذا هو الفعل السياسي الذي فاجأ العالم وصار خبرا سياسيا من الطراز الاول. ولمثل هذا الخبر فليحلل المحللون.
آن الأوان ان يتحرك العبادي سياسيا لينقذ العراق من رتابة الأخبار الميدانية. لقد مللناها حتى وصل غبار الملل لكتاباتنا. سأدله على فعلة سياسية اعتقد انه لو فعلها ستحرك مياهنا التي أسِنت من الركود. متى؟ غدا ان شاء الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كاظم مصطفى

    يمعود ليش باجر مو طلعت روحنه من باجر باجر

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram