شعرت مها الموظفة في احدى الشركات طوال يوم كامل بالإهانة والقهر بسبب موقف تعرضت له من سائق أجرة نعتها بأقذر الألفاظ والمسبات ” وفق قولها.توقفت مها ثوانيَ معدودةً وهي تتأهب لقطع الطريق، حتى تفسح المجال لمرور إحدى السيارات، لكن وقوفها هذا ما
شعرت مها الموظفة في احدى الشركات طوال يوم كامل بالإهانة والقهر بسبب موقف تعرضت له من سائق أجرة نعتها بأقذر الألفاظ والمسبات ” وفق قولها.
توقفت مها ثوانيَ معدودةً وهي تتأهب لقطع الطريق، حتى تفسح المجال لمرور إحدى السيارات، لكن وقوفها هذا ما لبث أن أزعج سائق سيارة أجرة خلفها الذي لم يقدّر وقوفها الاضطراري فثارت ثائرته وسخط، وبدأ يصرخ ويزمجر، ثم أطلَ برأسه من نافذة السيارة وأخذ ينعتها بألفاظ نابية وهو يشير بحركات “مخلة”.
تقول مها “ أصابني الذهول، وشعرت بالإهانة بسبب ما سمعته من وابل الألفاظ النابية التي لم اسمعها من قبل والتي انهالت عليّ، من دون سبب ”.
وتضيف “أزعجني كثيرا أن يأتي شخص من الشارع ويتلفظ بهذه الألفاظ المشينة، وبقيتُ طوال اليوم معكرة المزاج، ولم أستطع العودة إلى طبيعتي”، منوِّهة إلى ما رأته من هذا السائق أثر عليها طوال اليوم ، وشعرت بندم لأنها لم تشتكِ عليه، غير أن المفاجأة والصدمة لم تمكناها من أخذ رقم السيارة !
• فتيات في ذروة الزحام
هند الطالبة في احدى الكليات الطبية تعرضت هي الأخرى لأزمة مرورية خانقة بسبب السيطرات في أحد الأيام على أحد الشوارع ، حيث اضطرت لتجاوز إحدى السيارات من دون أن تعطي اشارة فوقع ما لم يُحمد عقباه.
تقول هند “ لم أكد أتجاوزه خطأ حتى أقبل عليَّ وكأنه كان ينتظر أن يأتي شخص ليتشاجر معه، إذ انهال عليَّ بالمسبات والألفاظ النابية ونعتني بأسوأ الألفاظ ، وأنهى كلامه بالبصق علي”. وتضيف أنها كادت تنفجر بكاءً في منتصف الشارع بسبب ما تعرضت له من إهانة كبيرة على مسمع ومرأى الجميع، إلا أنها استجمعت قواها وأخذت رقم سيارته - وتوجهت إلى سيارة شرطة النجدة واخبرتهم بذلك الاعتداء ولكنهم لم يهتموا بالأمر وقالوا لها ( اذهبي للمركز وسجلي شكوى هنالك ) ولكن هل تستطيع هند لوحدها ان تذهب الى مركز الشرطة؟ هذا هو السؤال الذي يتردد في الذاكرة في مثل هذه المواقف والسلوك المنحرف .
• التنشئة الاجتماعية والتربية الخاطئة
هذا السلوك يكشف عن عدم التزام اغلب السواق بالقيم المجتمعية الأصيلة وفق ما يقوله الدكتور كريم حمزة المتخصص في علم الاجتماع يقول: لقد اختفت المقولة التي ترفع من قبل اجهزة المرور والتي تبين أن القيادة “فن وذوق وأخلاق، فإذا غاب جزء من هذه المقومات انعكس غيابه على بقية المقومات”.
ويشير إلى أن المهم هو أن ينتبه السائقون إلى سلوكياتهم، خصوصاً وأن معظم شوارع العاصمة تعاني من أزمة مرور خانقة بسبب السيطرات والارتال وكثرة السيارات ، فالمطلوب أن يتم التعاون ما بين السائقين وان يتسلحوا بالصبر والإيثار والاحترام المتبادل.
ويضيف حمزة أن هذه السلوكيات السلبية تأتي من باب حب الاستعراض، وأحياناً قد يستقوي الشخص عندما يرى أن السائق فتاة، ظناً منه أن الفتاة “لا تملك” القدرات الكافية في فن السياقة.
ويعتبر أن التنشئة الاجتماعية والتربية الخاطئة، والتقليد الأعمى لسلوك متكرر في المجتمع هي السبب وراء تفشي هذه الظاهرة.
ويعتبر حمزة أن ذلك سيؤثر سلباً على المجتمع، لأنه سلوك قد يتحول إلى “قدوة سلبية” تنتشر في المجتمع، وهو ما سيخلق العديد من المشكلات الاجتماعية. علما بأن ردة فعل الطرف الآخر لن تكون في كل مرة مسالمة.
• شيوعة السلوك السلبي قي الشارع
استاذة علم النفس التربوي ابتسام السعدون تعتبر أن هذا السلوك السلبي بات “ شائعا ” في الشوارع، وخصوصاً مع الفتيات اللواتي يجب أن يعاملن باحترام خاص.
وتشير إلى أن هذا السلوك “ينم عن هبوط أخلاقي”، وأن الذين ينتهجون هذا السلوك “الهابط” هم أشخاص لا يملكون الحس الاجتماعي والأخلاقي والحضاري. أشخاص عاشوا في بيئة تفتقد إلى القيم والأخلاق، ولذلك فهم يشعرون بالدونية ويسقطون دونيتهم هذه على الآخرين. فالشخص الخلوق، هو الملتزم بقيمه العائلية والمجتمعية.
أحد ضباط العلاقات العامة في مرور بغداد يرى أن الشتائم من السلوكيات الخاطئة التي تصدر عن بعض السائقين، بسبب حالة نفسية معينة يكون هذا السائق قد تعرض لها في حياته، لكن هذه الحالة لا تبرر مثل هذه السلوكيات الخاطئة.
لذلك على الشخص الذي يتعرض لمثل هذه المواقف أن يخبر احدى دوريات المرور المنتشرة في الساحات العامة ويعطي رقم السيارة الى ضابط الدورية , وإذا لم يستطع الشخص التبليغ مباشرة يمكن أن يحضر إلى مركز الشرطة المختص بالمنطقة ويقدم شكوى خطية في حق السائق.