TOP

جريدة المدى > عام > الشاعرالدانماركي"نيلس هاو"للمدى:الشعريستعيد اللغة المفقودة ويحول دون جنون العقل.. والشاعرالجيدساحر

الشاعرالدانماركي"نيلس هاو"للمدى:الشعريستعيد اللغة المفقودة ويحول دون جنون العقل.. والشاعرالجيدساحر

نشر في: 24 يناير, 2016: 06:01 م

الشاعر والقاص الدانماركي " نيلس هاو " أحد الأصوات الشعرية القادمة من أعماق الشمال المعاصر ، والتي فرضت نفسها على الساحة الشعرية العالمية وخاصة داخل العاصمة كوبنهاغن ، وهو الشاعر الذي تنطق قصائده بشعرية متدفقة وخيال رحب محلق في الآفاق ، كما تشي تجاربه

الشاعر والقاص الدانماركي " نيلس هاو " أحد الأصوات الشعرية القادمة من أعماق الشمال المعاصر ، والتي فرضت نفسها على الساحة الشعرية العالمية وخاصة داخل العاصمة كوبنهاغن ، وهو الشاعر الذي تنطق قصائده بشعرية متدفقة وخيال رحب محلق في الآفاق ، كما تشي تجاربه القصصية بقدرات حكي خاصة ؛ لذا فقد استطاع انتشال نفسه من مجاهل الدانمارك الأدبية والثقافية ـ والتي طالما شكا ويشكو منها ـ إلى آفاق الأدب العالمي ؛ حيث صدرت له حتى الآن خمسة دواوين شعرية وثلاث مجموعات قصصية.

وترجمت جميعها تقريباً إلى العديد من اللغات كالإنجليزية والعربية والإيطالية والإسبانية والصينية والتركية والهندية ، وهو معروف بقوة لدى الأوساط الثقافية الكندية والمغربية كذلك ، ولعل نشأته بالريف الدانماركي الحافل بالتنوع العرقي جعلته أكثر قرباً للتأثر بالعوامل الإنسانية المشتركة بين البشر أكثر من تأثره بالنزعة المنغلقة للثقافة الدانماركية تجاه الآخر .. نليز هاو الذي أصدر كتاباً عن الأدب والأدباء المهمين في الدانمارك تضمن أكثر من 100 شاعر، و 350 قصيدة عبر 800 سنة من تاريخ الأدب الدانماركي ، يعترف صراحة  بأن الحضارة الاسكندنافية القديمة التي ينتمي إليها ، ذات تاريخ قصير العمر بالمقارنة بالأدب العربي القديم ، لذا فهو يبدي سعادته الكبيرة بالاحتكاك بالأدب العربي سواء من خلال أدباء العراق المغتربين هناك أو من خلال سفراته إلى مصر وبعض الدول العربية الأخرى .. نلس هاو خص " المدى " بحوار حصري عبر خلاله عن كثير من رؤاه في قضايا الأدب والشعر والقصة في الدانمارك والعالم.
* بداية .. ما الجديد الذي تنشغل به الآن على مستوى الكتابة الشعرية والقصصية؟
- كتاباتي الشعرية والقصصية دوماً متواصلة ولا تنقطع طوال الوقت ، كما أنني أحرص على كتابة بعض المقالات الصحفية ، وحالياً أعكف على تجميع بعض قصائدي التي سوف تصدر في ديوان جديد خلال شباط القادم 2016 عن دار " إنديزي " للنشر والطباعة بالدانمارك .
* كيف ترى الدور الاجتماعي للشعر ؟
- للشعر مسؤولية اجتماعية ، وهو لا يتبرأ من هذه المسؤولية ؛ فهو الوسيلة المثلى لكسر العزلة والتواصل مع الآخرين ، وهو بالنسبة لي حديث حميم مع قارئ واحد عن درر الحياة ، ويبقى الفن والشعر عموماً على اهتمام كبير بمقاومة السخرة والاستغلال والعنف وتدمير الطبيعة والإضرار بكوكب الأرض وكل المساوئ السياسية ، ويعظم دور الشعر عندما تسيطر على مجتمع ما حالة عامة من الخلل العقلي والعته وفقدان الشعور بقضايا الإنسان المصيرية ، فبه يمكن استعادة اللغة المفقودة والحيلولة دون جنون العقل وتخليص الاخرين من المعاناة .
* أيهما كان أسبق إليك : الشعر أم القصة القصيرة ؟ ومتى تلجأ إليهما أو إلى أحدهما ؟
- لدي رصيد من القصص القصيرة ولكن منذ طفولتي وأنا أكتب الأشعار باستمرار، وقد نشرت أول أعمالي الشعرية مبكراً في الصحف والمجلات ، وللمجالين مكانتهما عندي وإن كان الشعر أكثر حميمية بالنسبة لي ، بينما كتابة القصة تحتاج لتوجه أكثر انفتاحا كما لو كنت تجلس في مجموعة وتحكي لهم شيئا . تخيل أنك تجلس في المطار وتأخرت رحلتك الجوية ستكون محاطا بغرباء في نفس موقفك وهنا من الممكن أن تبدأ قصة !!
* هل تؤمن بصراع الأجناس الأدبية ؟ وماذا عن الشعر والرواية في هذا الإطار ؟
- إن الاختلاف القاطع هو بين القراء وغير القراء . بين من يجد الحكمة والسعادة في القراءة ومن لا يجد. وفي الأدب يوجد اختلاف خطير بين التسلية والفن ؛ فكتّاب الرواية من أصحاب لقب الأكثر مبيعا  ، فقط يقدمون التسلية دون طموح أدبي . وربما يسعد الناشرون بالحصيلة المادية لمثل هذه الأعمال،  ولكن الكتابة الشيقة حقا تتمثل في أدب يصور وجودنا الإنساني ويكشف أسرار الحياة ، ووفق هذا المفهوم ، لايوجد صراع بين الشعر والرواية بل منافسة صحية .
* برأيك هل يوجد اختلاف ما بين صوتك الشعري وكتابتك الشعرية؟
- أنا غالبا أكتب بفصاحة وبلاغة – فالكتابة نوع مختلف من التعبيرعن الأفكار ، وأنا لا أريد إزعاج القراء بحالاتي المزاجية وانفعالاتي الخاصة . أعتقد أن الشعر ينبغي أن يكون منفتحا ورمزيا لتخلق مكانا في النص للقارئ الذي يمثل الشخصية الرئيسية في كل الكتابات . ولابد لبناء القصيدة أو القصة أن يتمكن هذا القارئ من التجول بعقله في جوانبها وأن يتعمق في النص وأن تصبح الكلمات  كلماته .
* هل توجد آلية ما لانتقاء موضوعاتك الشعرية وقصائدك؟
- قصائدي تبدو كما لو كانت تختار إطارها الخاص على النحو الذي تبدو عليه ؛ فالشعر أو القصيدة الجيدة هي هدية ، وعندما تنتهي ، يتملكك شعور من اكتشف أواستخرج منحوتة لفظية للوجود بشكل راق. وعندما يكون الإتقان في القصيدة  ، يكون للكلمات صدى عميق في العقل والروح . فالشاعر الجيد ساحر.
* ترى ما الأسطورة الدانماركية التي سيطرت برأيك على حياة الدانماركيين حتى الآن ؟
- الدانمارك أمة صغيرة محاطة بالماء وكان السكان الأصليون  يعملون بالملاحة والزراعة .والأدب القديم مرتبط بالكنيسة والاستخدام الديني . ويستلهم الدانماركيون أسطورتهم من الكتاب المقدس في العهد القديم والقصص المسيحية .  وقد تسببت المدنية في العصور الحديثة في اضطراب هذا الهارموني والاتساق . وهنا كأي مكان على الكرة الأرضية أصبحنا فرادى في بحث كل منا عن أسطورته الخاصة ، بحثا عن جدالات ونقاشات جديدة.إنه موقف منتقد ومطعون فيه وبعض الناس تحاول استعادة الأساطير القديمة في البحث عن موطئ قدم ثابت .ولكننا الآن وكل جوانب الأرض ننتمي لحضارة واحدة , أننا نعيش على نفس الكوكب.
* كيف تقيّم تأثير الأدب العربي والمثقفين العرب في الدانمارك حالياً ؟
- ما ترجم من الآداب العربية في الدانمارك محدود جدا ، والكتاب العرب الجيدون بمن فيهم من يعيشون في أوروبا ربما تترجم أعمالهم للإنجليزية والألمانية والفرنسية ، هذا إذا كانوا محظوظين ، بينما القليل منهم تترجم أعمالهم للدانماركية ، ربما لأن اللغة الدانماركية ليس لها باع تجاري وهو أمر محبط بالتأكيد للكتاب العرب في الدانمارك ، فهم مواطنون دانماركيون وأبناؤهم دانماركيون ، ولكن أدبهم غير معروف بين القراء الدانماركيين . ولكن هذا يعني أن ظاهرة " الأدب الدانماركي " تتضمن كتابات أدبية  بلغات أخرى لذلك ينبغي  تنقيح التصنيفات .
* وماذا عن تأثير المثقفين والأدباء العراقيين المغتربين بالدانمارك؟ ومتى يكون تأثيرهم كاملاً في الدانماركيين أدباً وثقافة؟
- في الدانمارك هناك كتّاب عراقيون عظام وهم دانماركيون الآن ولكن كثيرين منهم يكتبون بالعربية وكتاباتهم الروائية والقصصية والشعرية لها مكانة كبيرة بين القراء العرب ، وهم يترجمون إلى الإنجليزية ولغات أخرى وهم يعيشون هنا ، وحتى لو لم يكونوا يترجمون أعمالهم كثيراً للدانماركية ، فهم يؤثرون من خلال تواجدهم . فالشخصيات القوية والكتاب الكبار هم من يؤثرون بإثراء الحياة الأدبية والثقافية في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن ، أيضا هناك شعراء ولدوا بالعراق ويكتبون الآن  بالدانماركية  مثل " سليم عبدلي " وهو الذي ترجم " أدونيس " إلى الدانماركية ، ولكن لاشك أنه إذا غير المهاجرون اللغة وكتبوا بالدانماركية ليؤثروا بالأدب الدانماركي بشكل كامل ، فسوف يفقدون التأثير في الأدب العربي .لذلك فالمسألة معقدة بالنسبة لكل مهاجر وعليه أن يحلها بنفسه .
* بم تفسر الصدام المتكرر بين رسامي الكاريكاتير في الدانمارك وفي غيرها ، وبعض المقدسات الدينية مسيحية أو إسلامية ؟
- بعض الرسامين يستخدمون الإثارة فقط كأداتهم الوحيدة لمجرد إغاظة الآخرين وإثارة غضبهم ، وأنا أرى أن هذا الأسلوب غير شيق ؛ فالدين أمر خاص بين الإنسان وربه ، والرسومات المسيئة للرسول محمد كانت بهدف إيذاء وإيلام مشاعر الآخرين ، ومثل هذا النوع من الوقاحات ينبغي تجاهله والمشكلة الحقيقية الآن أن الدولة الإسلامية " داعش" قد سرقت "الإسلام" من المسلمين ، وباسم الإسلام  تمارس كافة أنواع الجرائم الإرهابية في المناطق التي يحكمونها !. فهم يطلقون على أنفسهم " المسلمين " ويحاولون تدميرالدين بالهجوم على الآخرين وهم يتخذون "الإسلام" كرهينة لديهم ، إنها إهانة فظة للمسلمين المخلصين ويجب أن تتوقف .أتمنى أن يتوحد كل المسلمين ويكون الإسلام الواضح كدين للسلام كما هو في حقيقة الأمر .
* ماذا عن احتكاكك المباشر بالأدب العربي وبالكتاب العراقيين في الدانمارك ؟
- لأسباب لغوية فإن معرفتي عن الأدب العربي المعاصر محدودة ، وأنا أعتمد على الترجمة بشكل كامل ، والكثير من الكتاب العراقيين اليوم منتشرون حول العالم مثل فاضل العزاوي أحد كتاب العراق الكبار ويعيش الآن في برلين ، وقد كتب مقدمة لأول كتاب صادر لي باللغة العربية . ومن بين الشعراء العرب أقدر أيضا " أدونيس " من سوريا وقد زارنا في كوبنهاجن وأعتقد أنه عاجلا أم آجلا سيفوز بجائزة نوبل . ومؤخراً أصبحت أهتم بالأدب الكلاسيكي للشاعر والفيلسوف " أبو العلاء المعري " فبعد ألف سنة تقريبا من موته  لازال يلهب المشاعر القوية . لقد دمر المتطرفون في سوريا تمثاله ولكن أشعار أبي العلاء المعري تبقى حية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة
عام

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة

حاوره/ القسم الثقافيولد المترجم عباس المفرجي بمنطقة العباسية في كرادة مريم في بغداد، والتي اكمل فيها دراسته الأولية فيها، ثم درس الاقتصاد في جامعة الموصل، نشر مقالاته في جرية الجمهورية، ومجلة الف باء، قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram