الكاريكاتير المصري في أربعينيات القرن الماضي كان يظهر المسؤولين المتنفذين يرتدون الطرابيش بكروش كبيرة متدلية دلالة الصحة من أكل الفراخ والزغاليل طيور الحمام ، الباشوات وقتذاك جعلوا المصريين من افقر شعوب المنطقة العربية ، بسيطرة العسكر على السلطة ، مع انفتاح على المعسكر الاشتراكي ، لم يتغير الحال ، باستثناء ارتفاع الحماسة الثورية مع رفع شعار تحقيق الوحدة العربية الشاملة .
طبقا لتقارير البنك الدولي تعد مصر أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، تزيد نسبة الفقر عن خمسة وعشرين بالمئة، بل إن ثلثي السكان في صعيد مصر يعانون الفقر ، أما في العراق صاحب الثروات النفطية فارتفعت نسبة الفقر خلال السنوات الماضية الى 22 في المئة بحسب بيانات وزارة التخطيط ، تراجع مؤشر تحقيق التنمية الاقتصادية ، على الرغم من رفع العقوبات الاقتصادية على العراق بعد غزو الكويت.
في خطبة صلاة الجمعة الماضية بمحافظة كربلاء حمّل وكيل المرجعية الدينية في النجف السيد أحمد الصافي الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاطاحة بالنظام السابق مسؤولية إفقار العراقيين وقال إن "الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق ، أهدرت الاموال والموارد ، ولم تستثمرها في خدمة الشعب ، الوضع الاقتصادي يهدد حياة المواطنين لغياب الخطط الاقتصادية وعدم مكافحة الفساد " مشددا على ان الشعب :"يستحق من الذين يتصدون لإدارة البلد ان يسخروا كل امكاناتهم لبنائه" .
سماحة السيد الصافي، العراقيون يعرفون من تصدى لمسؤولية رئاسة الحكومات المتعاقبة الدستور منحهم صفة الكتلة الاكبر ، فطرحوا مرشحهم لشغل منصب رئيس مجلس الوزراء ، الائتلاف العراقي الموحد ثم التحالف الوطني العاجز حتى الآن عن انتخاب رئيسه ، يحمل الوزر الاكبر من المسؤولية ، ولاسيما انه استغل اسم المرجعية الدينية في النجف في تحقيق مكاسب انتخابية فأصبح الكتلة الاكبر في البرلمان ، ومازال محتفظا بهذا الامتياز ، المرجعية في النجف خلال السنوات الماضية رفضت استقبال السياسيين والمسؤولين ، لانها تعلم ايضا بان "التحالف الشيعي" جعل العراقيين يعبرون عن ندمهم في منح اصواتهم لقوائم انتخابية شكلت " كتلة الكروش الكبيرة " فاطلقوا شعار" باسم الدين باكونا الحرامية ".
العراقيون ياسماحة السيد الصافي فقدوا ثقتهم بحكومات ما بعد صدام ، لانها كما قلت "اهدرت الاموال والموارد ولم تستثمرها في خدمة الشعب" المتظاهرون نظموا حملة جمع مليون توقيع لمحاسبة المفسدين السابقين والحاليين ، المحتجون ينتظرون دعمكم ، فاجراءات الحكومة الاصلاحية تركت في النفوس الخيبة ، لم تنقذ العراق من تداعيات الازمة الاقتصادية ،كتلة الكروش الكبيرة ، احتفظت بلجانها الاقتصادية، نهبت اموال البلاد والعباد يا سماحة السيد ، بدأت تتطلع الى الاستحواذ على اموال الدول المانحة المخصصة لصندوق اعمار المدن العراقية المحررة من سيطرة تنظيم داعش .
على خلاف الكاريكاتير المصري ، باشوات العراق ، لايرتدون الطرابيش يحرصون على صبغ الشعر ، يقضون في الشهر الواحد اسبوعين في الخارج لازالة شحوم "كتلة الكروش الكبيرة "بلمسات ناعمة ، يا فقراء العراق إفرحوا ،وزارة التجارة تدرس اضافة العدس الى مفردات البطاقة التموينية، سلام مربع للكدعان .
كتلة "الكروش "الكبيرة
[post-views]
نشر في: 24 يناير, 2016: 09:01 م