TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الى رئيس الوزراء م/ نصيحة

الى رئيس الوزراء م/ نصيحة

نشر في: 24 يناير, 2016: 09:01 م

استأذنكم والزملاء في هذه الجريدة الموقرة ورئاسة تحريرها ان أتقدم كمواطن احتكم لعقلي الحر ولا يهمني غير مصلحة هذا الوطن والناس الذين فيه، بنصيحة مخلصة خالصة من كل مصلحة شخصية لجناب رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لعله يسمعها مني مشكورا. اما ان يأخذ بها او لا يأخذ فله الخيار مرفقا بالاحترام مهما كانت قراءته او استجابته لما سأنصحه به.
حضرة الرئيس: ليتك تجيبني أولا عن: ما هي الكتلة السياسية التي تسند ظهرك في برلمان قوامه الكتل والتكتلات والمحاصصات؟ هل انت من ائتلاف دولة القانون؟ لو كنت كذلك لما عارضوك فيه معارضة سلبية عمياء. يكفيني آخر تصريح صدر منهم البارحة يقول "القانون يتهم الحكومة بدعم البارزاني للانفصال ويصف صمتها بالاشتراك غير المعلن فيه". انه بهذا يعتبر نفسه خارج الحكومة ويتهمها بالتآمر. ثم اسأل: هل انت تمثل حزب الدعوة؟ لم اسمعك مرة تحدثت باسمه ولا أحد فيهم اعتبرك ممثله في الحكومة حد اللحظة؟
لأصارحك: كثيرون من أعضاء هذا الحزب ومن ذلك الائتلاف أكثروا من وصفك بالـ "انبطاحي" ووصفوا الذي ينهجون نهجك "انبطاحيين". الانبطاحي عندهم هو كل مسؤول شيعي لا يناصب السُنة والاكراد العداء. بتعبير آخر انه الشيعي المعتدل. والمعتدلون الشيعة ليسوا بقليلين لكنهم وللأسف من دون كيان برلماني يجمعهم وانت واحد منهم: لوحدك.
من هنا اسألك بجد: هل هناك جدوى من بقائك تحت مظلة دولة القانون او حزب الدعوة؟ لا اظن. وبرأيي ان هذا هو الذي يكتّفك سياسيا ويعرقل خطواتك نحو الإصلاح. وربما يكون هو السبب الرئيس في عدم انتقال العراق كله من حفرة الثماني سنوات السود التي اوقعه فيها سلفك.
ما الحل؟ ان تنسحب من دولة القانون أولا. ثم تغادر حزب الدعوة او تعلّق عضويتك فيه ما دمت رئيسا للوزراء. والبديل؟ ان تشكل ائتلافا برلمانيا شيعيا معتدلا كخطوة أولى للخلاص. والبداية؟ ان تنضّم الى كتلة الاحرار او تضمها اليك.
ليش؟ بدون مجاملة او مراعاة لمشاعر هذا او ذاك، لأن السيد مقتدى الصدر صار أيقونة للاعتدال الشيعي. علاقته طيبة مع السُنة وانه محطّ ثقة عند الاكراد ومقبول كشخصية وتوجه عند دول الجوار. اثبت انه ينصر اخاه لو كان مظلوما لكنه يقف بوجهه لو كان ظالما. ولك في موقفه بوجه المالكي يوم استبد وظلم خير دليل.
لو عدت الى صفحتك الخاصة على فيسبوك يا دكتور ستجد كثيرا من أبناء هذا الشعب نصحوك ببعض ما نصحتك به، فلماذا لم تستجب؟ هل تنقصك الشجاعة؟ اشهد انك لست كذلك ودليلي حضورك بطرك قميصك في ساحات المعارك الملتهبة وفي اشد حالات هيجانها.
اختم نصيحتي بأني لا مصلحة لي بما أتيتك به سوى انقاذ أبنائنا ممن ضحك عليهم ليقدمهم قرابين لنوازعه الطائفية الرعناء ليملأ الأرض بقبورهم وهو يتفرج على دموع الثكالى وآهات اليتامى والأرامل وحسرات الفقراء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. رمزي الحيدر

    أعتقد أنك نسيت شيئاً أخر تضيفه الى نصيحتك له وأن كان لا يستطيع محاربت المحاصصة الطائفية و حيتان الفساد ،أن يقدم إستقالته.!.

  2. ابو سجاد

    يااستاذ هاشم ان الرجل لم ياتي الى رئاسة الحكومة بعدد الاصوات التي حاز عليها بالانتخابات العراقية وانما جاء بالتسوية الطائفية ثانيا عليك ان توجه خطابك هذا او هذه النصيحة للذين نصبوه بارادتهم حتى يكون اداتا بايديهم ويحركوه كما يشاؤا وهي ايران واميركا ثا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: مثقفون مزيفون

العمودالثامن: ذهب نجلاء وملايين النواب

العمودالثامن: قاق .. قيق

ورشة للمرأة أم امرأة للورشة؟

العمودالثامن: ماذا يحدث؟

العمودالثامن: ماذا يحدث؟

 علي حسين ماذا حـدث؟ .. قالها صديق عاد إلى الوطن بعد غربة طويلة.. سألني: لماذا أصبحت الهوية الطائفية حاضرة بقوة هذه الأيام؟ هل لأنّ هناك خطراً على الشيعة، أم أن السـُّنة يتعرضون لحملة...
علي حسين

قناطر: العراق - الكويت.. كرة القدم تطيّب القلوب

طالب عبد العزيز في البدء، أنا غير معني بلعبة كرة القدم، ولا يعنيني من سيلعب، ومن سيفوز، في لعبة العراق مع الكويت، لكنني آمل أنْ تكون فعاليات مثل الرياضة وكرة القدم بالذات -لشعبيتها- فرصة...
طالب عبد العزيز

القنابل الغازية أداة قمع للاحتجاجات السلمية

د. كاظم المقدادي تُستخدم القنابل الغازية السامة والقاتلة المسماة "المسيلة للدموع" لتفريق التظاهرات والحشود والتجمعات الجماهيرية، المطالبة بحقوقها المشروعة. ويعرف ُ مستخدموها جيداً ما تسببه من أضرار لمستنشقي غازاتها أثناء إنفجارها، والتي تتراوح بين...
د. كاظم المقدادي

عن التوصيف الرسمي للوجود الأميركي في العراق

عبد الحليم الرهيمي خلافاً لما هو شائع ومتداول في بعض وسائل الاعلام ولدى شريحة من العراقيين، وخاصة المجموعات المسلحة، بأن الوجود الاميركي في العراق هو أحتلال، ويقوم بعض هذه المجموعات بمقاومة هذا الوجود بالسلاح.....
عبد الحليم الرهيمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram