TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أولمبي للتاريخ.. لا للفرجة

أولمبي للتاريخ.. لا للفرجة

نشر في: 25 يناير, 2016: 09:01 م

يعتقد أغلبُ المُهتمين بمباراة اليوم أنّ الحسمَ مرهونٌ بسرعة أبناء الساموراي مثلما عرفناهم وخضنا معهم تجاربَ عدّة لم يكونوا بغير الصورة التي رسمتها لهم الكرة الآسيوية باعتبار أن الكرة الحديثة تحتاج الى السرعة في اتخاذ القرار من انصاف الفرص، لكن تبقى للخبرة دورها في هكذا منافسات ومن الإجحاف ان يُظلم منتخبنا في هذا الجانب لأنه يُرجّح كفته في الحسم أيضاً.
ما قدّمه منتخبنا الأولمبي في بطولة كأس آسيا الجارية حالياً يؤكد أنه يستحق التمثيل المشرّف لآسيا في أولمبياد ريو المقبل بحكم أفضلية التشكيل والخبرة التي يتمتع بها أكثرُ عناصرِ الفريق تمرّساً في المنتخبات ودوري الكرة وهي مسؤولية الكابتن عبدالغني شهد في كيفية استثمار الدور نصف النهائي لتكملة المهمة الناجحة له نحو العبور الى البرازيل إذا ما عَرفَ الاستقرار على نوعية اللاعبين ممن يحققون له المُهمة وفق تقييمه لما قدمه سلفاً.
وليس بالجهد البدني والفطنة في اتخاذ الأسلوب المناسب تُكسب موقعة لخويا، بل بالتحضير النفسي أيضاً مثلما أعلن مدرب اليابان تيغور اموري الذي طالب تلامذته برد الاعتبار لبلدهم امام ليوث العراق، حيث سبق أن خسروا مرتين (0-1) و(1-3) عامي 2013 و2014 على التوالي وما شكّلته الخسارتان من صدمةٍ كبيرةٍ للأمة اليابانية، فصار الثأر لها مطلباً شعبياً اليوم ونحتاج الى مواجهته بحكمة لمضاعفة الصَدمة لديهم من خلال مباغتتهم بهدف مبكّر مع المحافظة على تماسك خط الدفاع وتنفيذ واجبات دقيقة تحدُّ من تهوّر مشاركة الظهيرين للأمام من دون مساندة مثلما شاهدنا في حالة اندفاع حمزة عدنان بحماسة ولم يحترس من الفراغ الذي تركه فجاء منه هدف الإمارات الوحيد، فضلاً عن لعب الكرات الطويلة بعشوائية يُضيّع علينا فرصاً هجومية لا تعوّض نحن بأحوج اليها لتهدئة النفوس واللعب بلا توتر.
يجب أن يكون تقسيم الوقت من أهم الدروس التي يعيها لاعبو الأولمبي، وهي ثقافة تُكرّس منذ الصغر أن وقت المباراة المفترض هو 20 دقيقة وليس 90 لكي يحسم اللاعب أمره ويرتاح بدلاً من الإرهاق في الجري وراء الكرة ربما حتى الدقيقة 120 من دون نتيجة، لذلك لابد أن ننمّي الشعور بأن انجازك المهمة في الدقائق العشرين الأولى يحقق لك الاطمئنان الذهني للتفكير بتروٍ في الحلول الممكنة للمحافظة على النتيجة وتعزيزها بهدف أو أهداف أخرى ، شريطة أن تحترمَ الوقتَ ليحترمكَ وإلا يقتُلكَ بهدف لم تتحسب له!
صراحة إن نشاط مهند عبدالرحيم وأمجد وليد وبشار رسن قُربَ مرمى المنافسين يشعرنا أن الماكنة الهجومية غير معطلة بعدما أسفرت تحركاتهم الذكية ورغبتهم في دكّ المرمى من أوضاع صعبة، وعليه فإن تصريح شهد بإحداث تغيير جذري على تشكيل المنتخب لا نريده تصريحاً ضبابياً لتعتيم الرؤية الفنية على غريمه اموري وإرباك حساباته فقط، بل أن يعمل على إعادة سيناريو الهجوم بأدوات منتجة بالفعل لا تستعرض المهارة من أجل الفُرجة ولا تستسلم للأنانية التي بدّدت على الأولمبي محاولات خطرة لزيادة رصيدنا من الأهداف.
لا تفوتنا الإشارة الى التعامل الإنساني قبل الرياضي الذي بدر من رئيس اللجنة الفنية لاتحاد الكرة الياباني         ماساهيرو شيمودا تجاه المهاجم تاكومي مينامينو المحترف في النمسا حيث سافر الرئيس الى الدوحة وإلتقى به في جلسة خاصة من أجل معالجة الاحباط الذي يمرُ به جرّاء عقمه التهديفي! نظرت الى صورة شيمودا ومينامينو وتذكرت نفور رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود والمدرب عبدالغني شهد ومساعده حيدر نجم من طلب اللاعب سيف سلمان مغادرة المنتخب من دون أن يبادروا لثنيه عن قراره لاسيما أنه يمر بظرف عائلي قاهر، ففوجىء بتخلي الجميع عنه، بل ومطالبتهم له بارجاع مكافآت الفوز والمخصصات والتجهيزات الرياضية عند بوابة الفندق في تصرّف مخجل لن يسامح تاريخ كرتنا من تسبّب في خدش كرامة أحد لاعبيها ،وهنا نستغرب صمت اللجنة الأولمبية الراعية الرسمية للاولمبي وعدم إبداء موقف أزاء ذلك ونطالب التحقيق فيه بعد عودة البعثة الى بغداد لكشف ملابساته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram