TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المقدسات الاصطناعية

المقدسات الاصطناعية

نشر في: 25 يناير, 2016: 09:01 م

زرع المقدسات في الأرض أو إنزالها من السماء ومنحها لشعيطة ومعيطة هو الغيث الذي يسبق سقوط زوابع الفاشية والشمولية والإرهاب بكل انواعه. الأحزاب الشمولية وفي طليعتها الإسلاموية وميليشياتها هي اول من يبتلي الناس بمسميات مقدسة ما انزل الله بها من سلطان. يحرّمون عليك لفظ اسم ما أتوا به من مقدسات اصطناعية او كتابته دون شروط صارمة: شحدّه الذي كان يمر على اسم الرّيس دون ان يقول "حفظه الله"؟ وعبيد الجهل وفارغي العقول من أكثر المخلوقات ابتكاراً للمقدسات الاصطناعية وحرصا على طشها في طريق الناس لتكون ألغاما عشوائية تنفجر بوجه كل ذي رأي حر او صريح.
لست بصدد الدفاع عن إياد علاوي لأني غير معني بمن لا يفكر بالدفاع عني كمواطن على الأقل، لكن الرجل لم يقل كفرا حتى يهاجم من ذوي "المقدسات" لأنه قال لجريدة "الشرق الأوسط" يوم أمس ان "الناس عندما يتعرضون لمشكلة يلجأون الى مليشيات لحلها بطريقتها ولا يلجأون الى السلطات الحكومية". اسألكم يا عراقيين هل كذب علاوينا؟
قبله انتقد مسعود البارزاني معاهدة "سايكس بيكو" التي حتى الذي اقرها يعترف بجورها وقلة انسانيتها. ولأن الانتقاد صدر عن شخصية لا يحبها كاظم الصيادي وتكرهها حنان الفتلاوي صارت المعاهدة مقدسة هي الأخرى. الأول اتهم العبادي بانه لا يعرف ما يدور خارج الخضراء لأنه لم يرد على من هاجمها، والثانية حذرت ساسة العراق من "وضع النعامة"، الذي يبدو انه تطور نوعي لــ "وضع الانبطاح" السابق، وذلك احتجاجا منها على صمتهم حيال من دنّس قدسية المعاهدة.
أقول لهما، بإخلاص: يا صاحبيّ أما حسبتما ان بالعراق عقولا لا تعتمدكما أبا وأما روحيين مثل "مختاركما"؟ بل تستنير بأصحاب الفكر الحر مثل الفرنسي بيير جان لويزا الذي وصف حال الشيعة والاكراد في ظل دولة العراق التي أنشئت وفق تلك المعاهدة بقوله " اما قادة الشيعة الذين حملوا السلاح وتصدوا للانتداب الانجليزي بالقوة فانهم حرموا من السلطة وهمشوا وقمعوا .. وأما الأكراد فكان من سوء حظهم ان البترول اكتشف في منطقة كركوك في تلك الفترة. وهذا ما دفع الانجليز الى الاهتمام بمناطقهم وضمها بالقوة الى الدولة العراقية الوليدة. وهكذا تشكلت الحدود الاصطناعية للعراق وتشكلت دولة ضد رغبة ثلاثة ارباع سكانه على الأقل".
ابقوا يا ارباب "المقدسات" المصطنعة كما الدجاجة التي تبحث وترمي التراب على رأسها، كما كانت تقول امي رحمها الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    معاهدة سايكس بيكو جاء ت بعد معاهدة سيفر التى اعطت للكورد دولتهم-----لمادا غير الفرنسيون والبريطانيون رايهم فهدا غير معلوم-الكورد حملوا السلاح وقاوموا الاحتلال البريطانى مثل ما فعل شيعة العراق-مقاومة الشيخ محمود الحفيد كانت تؤلم الجيش البريطانى بشدة ولهدا

  2. مدحي مندلاوي

    نعم الله عليك يا هاشم العقابي ، نعرف انها لو خليت قلبت ، وان الحقيقة في هذا الزمان ( بڤه‌ !! ) ، ونحن نقول هذه الكلمة لاطفالنا لاخافتهم من النار . الا انك نطقت بها بكل رهاوه وملئ العين .. بوركتم يا اخي !

  3. صاحب عبدالله

    المقدسات الاصطناعيه تعبير جريء وحلو استاذ هاشم العقابي ترى متى يحين غلق هذا المصنع ..تحياتي .

يحدث الآن

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

الأزمة المالية في كردستان تؤدي إلى تراجع النشاطات الثقافية والفنية

شركات نفط تباشر بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير حقل غرب القرنة

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram