بعد مسيرةٍ دامت أكثر من ستين عاماً قدم فيها ما يُقارب المائة عمل بين أُغنية ولحن وكلمة ، يرحل كريم كابان عن محبيه تاركاً خلفهُ ذكراه وتاريخه الذي يحاول جميع من أحبه أن يُحييه . وفي محاولةٍ لردّ الجميل أقامت دار الثقافة الكردية التابعة لوزارة الثقافة
بعد مسيرةٍ دامت أكثر من ستين عاماً قدم فيها ما يُقارب المائة عمل بين أُغنية ولحن وكلمة ، يرحل كريم كابان عن محبيه تاركاً خلفهُ ذكراه وتاريخه الذي يحاول جميع من أحبه أن يُحييه . وفي محاولةٍ لردّ الجميل أقامت دار الثقافة الكردية التابعة لوزارة الثقافة حفلا تأبينيا تخليداً لأعمال الراحل وتمجيداً له وذلك صباح يوم الأحد الفائت ، حيث شهد الحفل حضور عدد كبير من مُحبي كابان إضافة إلى حضور عدد من المُثقفين والسياسيين العراقيين عرباً وأكراداً .
ويبدو ان الحاضرين كانوا يأملون لو انهم احتفوا بكابان في حياته كما قال وكيل وزير الثقافة فوزي الأتروشي مُتأسفاً .
وقال الأتروشي " تمنيت لو احتفلنا بالراحل في حياته ذلك لأن لكابان الفضل الكبير بنقل التراث والثقافة الكردية لجميع من حفظ أغانيه واستمتع بها حتى من لم يكن يفهم لغة كابان إلا انهم كانوا يشعرون بفنه ."
وأضاف الأتروشي " كان كابان مُناضلاً بحق ، حيث انه ربط مصيره بشعبه وانتمى إلى الثورة الكردية منذ عام 1974 ، ولم يكُن نضالهُ ثورياً فقط بل كان فنياً أيضاً فهو من مؤسسي "فرقة موسيقى السليمانية " التي انضم لها العديد من الأكراد بمختلف فئاتهم . "
وفي كلمةٍ أرسلها نجل الراحل شوان كريم كابان وقرأتها على مسامع الحضور مديرة علاقات دار الثقافة الكردية جيان عقراوي قال فيها " تشكر عائلة الراحل كل الحضور وكل من أحب فن كابان واستذكره . "
وأضاف شوان "ان والدهُ لم يتعامل بشخصيتين ، فكريم كابان الإنسان والفنان هو وجهُ واحد لهذا الجسد ، وأن الكثير من مُحبي كابان تمسكوا وتعلقوا بإنسانية الفنان وليس بفن كابان وحده . "
بدوره ، قال النائب في البرلمان العراقي جوزيف صليوة مُتحدثاً عن الراحل " كُنت أتمنى حضور إحدى حفلات الراحل ولكن لم يُحالفني الحظ بذلك ، فلم يكُن كابان كردياً أو عراقياً فقط بل كان فناناً عالمياً . "
وفي استذكارٍ لصليوة عن المرة الأولى التي تعرف بها إلى كابان قال " لقد كُنت صغيراً وتعرفت عليه من خلال والدي . وحين كُنت أستمع اليه أيقنت ان الموسيقى هي لُغة العالم ذلك لأن الكثير ممن لم يفهموا لغة كابان إلا أنهم عشقوا فنه وعرفوه من خلال فنه وكانوا يستمعون ويستمتعون بما يُقدمه . "
وأكد صليوة مُتأسفاً " ان الأمم تُعرف بفنها ، إلا أننا في العراق نتناسى الفنان العراقي حتى وفاته ، وجانب الاهتمام بالفن العراقي والفنان العراقي غائب " . وختم صليوة كلمته قائلاً " إن كابان حاضر روحاً وغائب جسداً ويجب أن يُسمى بالفنان العالمي لأن صوته يعجز عنه الوصف . "
لم تخلُ الجلسة من استذكار ماضي كريم كابان وأعماله وتأريخه حيث قال الكاتب والصحفي سالم إسماعيل " كابان من مواليد 1927 وحين رحل عنا كان عمره 89 عاماً ، لا يُمكن القول أن تجربة كابان الفنية انحسرت على الستين عاما لأنه بدأ الغناء في إذاعة بغداد بعمر الثامنة عشرة بذلك فإن تجربته تجاوزت السبعين عاما . "
وفي حديثٍ عن تاريخ كابان السياسي قال سالم إسماعيل " تعرض كابان للنفي عام 1963 وحتى عام 1969 إلى وسط وجنوب العراق وبعد عام 1974 شارك في الثورة الكردية فكان بذلك مُناضلاً ثورياً . "
وأشار سالم إسماعيل " حين كُنت أستمع لصوت كابان وموسيقاه كأنني أستمع لسمفونية من وحي الطبيعة والجمال ، ولا أسمح لشخص بمُقاطعتي أبداً . " وأكد سالم إسماعيل نقلاً عن كابان " انه لم يكُن يجيد عزف الآلات الموسيقية كما أنه لم يُجد تنظيم الشعر . "
وامتازت جلسة تأبين الراحل كريم كابان بمزيجٍ من الحزن على رحيل فنان كبير مثل كابان و فرح وحب بأنهم تجمعوا مُحتفلين بذكراه ، ولم تخلُ الجلسة من استذكار أهم ما غناه كابان ، حيث قدم المطرب أحمد الكردي عدداً من أغانيه مع فرقته الموسيقية.