فريق تلفزيوني لفضائية عربية ، حاول الوصول الى قضاء الفلوجة قبل سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرمادي، لاعداد تقرير عن اوضاعها الامنية والانسانية ، فشل في تحقيق مهمته على الرغم من حصوله على موافقات من جهات رسمية ، على ان يتحمل الفريق مسؤولية الحماية من دون الاستعانة بالاجهزة الامنية . في آخر سيطرة بمنطقة ابو غريب ، توصل الفريق الى قناعة بأن الدخول الى الفلوجة مغامرة وخيمة العواقب فعاد الى العاصمة سالما غانما ، فاضطر الى اجراء تغيير تكتيكي لاعداد التقرير .
زيارة كراج علاوي الحلة بجانب الكرخ يمكن ان يوفر معلومات للفريق التلفزيوني عن الاوضاع في الفلوجة باجراء لقاءات مع سائقي السيارات العاملة على الخط ، المصور سمع احد السواق ينادي "نفر واحد فلوجة" اقترب منه ، طرح عليه سيلا من الاسئلة ، قبل التصوير سمع المصور صوتا ينطلق من داخل كابينة " اخي ممنوع التصوير" اذعن فريق العمل للاوامر لانه لم يحصل على موافقة وزارة النقل.
في صحيفة "طريق الشعب" نشر الكاتب والاعلامي قيس قاسم العجرش الاثنين الماضي عمودا تناول فيه رفض المسؤولين منح الاعلاميين تراخيص الدخول مؤسسات رسمية ، العجرش في عموده قال انه حصل على موافقة الوزير لكن المسؤولة المباشرة عن احدى الدوائر رفضت ادخال الكاميرات ، معظم المسؤولين في الدوائر الرسمية لديهم حساسية من الاعلام ، اعتادوا منح مكافآت مالية لاغراض الدعاية والترويج ، لكنهم يرفضون تسهيل عمل فريق اعلامي يبحث عن قضايا اخرى لم تخطر في بال المسؤول.
في جميع المؤسسات الرسمية مكاتب اعلامية اختصت باشعال البخور لتبديد الروائح الكريهة ومنح الدروع والمكافآت لمن يشارك في تلميع صورة المسؤول ، لينافس الراحل العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ، المسؤول في وزارة النقل منع التصوير في كراج علاوي الحلة منذ سنوات ، استمر الحظر حتى الوقت الحاضر والفلوجة سيطر عليها تنظيم داعش قبل احتلاله الرمادي .
يتذكر عاملون في صحيفة محلية ان مراسلهم في محافظة جنوبية كان يبعث برسالته اليومية عبر الاتصال بالهاتف الارضي ، جميع اخباره كانت تغطي نشاط المسؤول الحزبي في المحافظة ، حضور تجمع عشائري ، عقد اجتماع مع البقالين لحثهم على الالتزام بالتسعيرة الرسمية في بيع البصل والطماطة كسرا للحصار الجائر ، مسؤول الصفحة قدم الخبر الى مدير التحرير فرفض الاخير نشر الخبر ، فيما كرر المراسل اتصاله الهاتفي للتاكد من نشر خبره ، وقال بالحرف الواحد ان المسؤول الحزبي سيبدي انزعاجه من تجاهل تسليط الضوء على نشاطاته ، مدير التحرير تناول سماعة الهاتف وطلب من المراسل الحضور الى الجريدة في اليوم التالي .
قررت ادارة الجريدة توجيه عقوبة التوبيخ للمراسل اثناء الاستفسار عن الاسباب ، اخبره مدير التحرير ان المسؤول الحزبي ، صدر قرار باستدعائه الى بغداد ، ولم يعرف مصيره بعد ، قصة المراسل تصلح منهجا لمن تخصص بالدعاية والترويج لمعالي العندليب الاسمر الوزير المخضرم صاحب الابتسامة العريضة على شاشات الفضائيات المحلية .
معالي العندليب الأسمر
[post-views]
نشر في: 26 يناير, 2016: 09:01 م