محمود شبيب في الاسبوع الاول من نيسان عام 1941 ، استطاع الجيش العراقي بقيادة العقداء الاربعة الاستيلاء على السلطة، ما اضطر الوصي "عبد الاله" الى مغادرة بغداد الى "الحبانية" ومنها الى "البصرة" ثم العراق كله ثم بادر "رشيد عالي الكيلاني" الى تأليف حكومة "الدفاع الوطني" التي اتهمت في الحال بانها موالية للالمان
وان كان الامر خلافا لذلك فقد كان السبب في الانتفاضة هذه يعود الى عدم صدور وعد صريح من الانكليز بضمان الاستقلال التام للعراق واعتراف بحق كل من "فلسطين، وسوريا ولبنان" في تقرير المصير. ومن الطبيعي ان هذه العملية لم تكن سهلة بالنسبة الى "بريطانيا" خاصة وانها لم تعد تكتفي بالمطالبة بما ورد في معاهدة عام 1930 بين العراق وبريطانيا بل اصرت على ان تتحول بلادنا الى قاعدة للمجهود الحربي دون قيد او شرط اذ انها كانت تأمل وهذا ما وقع بالفعل انفجار الحرب بين المانيا والاتحاد السوفيتي واقامة حلف مع الاخير فيصبح من الضروري جدا تزويد موسكو" بما تحتاجه من الاسلحة والعتاد عن طريق "العراق وايران" اضافة الى هدف بريطانيا" غير المعلن باحتلال ايران ذاتها في حالة نشوب الحرب المذكورة على اساس انه كانت لحكامها ميول للالمان. قاعدتانوسرعان ما تبين انه برغم التطمينات الصادرة من السفير البريطاني الجديد "كنهان كورنواليس" الذي رفض تقديم اوراق اعتماده، لرئيس الوزراء "الكيلاني" وادعائه بأن القوات البريطانية تريد المرور فقط عبر الاراضي العراقية وليست لديها نية الاقامة الدائمة فيها الا ان ما حدث في "البصرة" يومي 5 و6 نيسان كان خلاف ذلك اذ هوجمت المدينة من الجو والنهر والبر وتم احتلالها. وعلى اية حال فان الهدف النهائي للنشاط الحربي البريطاني كان الزحف على بغداد واسقاط حكومة "الكيلاني" وكانت هناك قاعدتان حربيتان لبريطانيا في العراق هما "الشعيبة" قرب "البصرة" و"الحبانية" غربي الفرات وعلى مقربة من مدينة الرمادي لما كانت الاخيرة قريبة جداً من العاصمة بحيث يمكن مهاجمتها جوا دون العناء اضافة الى ان طبيعة الارض بينها وبين بغداد اسهل بالقياس لتلك الممتدة بين البصرة وبغداد مع عدم ضمان ولاء القبائل لبريطانيا، فقد تقرر الزحف على الاخيرة من الحبانية. ذريعة ومع انه لم تكن لدى الانكليز الحاجة الى ذريعة للزحف، الا ان الظروف ساعدتهم، ففي اواخر نيسان عام 1941 قررت وزارة الدفاع السيطرة على الهضبة المطلة على القاعدة ومنع اية طائرة بريطانية من مغادرتها وكذلك الحيلولة دون محاولة الطائرات البريطانية بالمناورات خشية قيامها بغارات على بغداد ومع ان الانكليز يقولون في معظم مصادرهم، ان لم يكن جميعها ، ان القاعدة قد "طوقت" تماما الا ان المصادر العراقية اكتفت بايراد الرواية الاولى. ومع ان القوات البريطانية الموجودة في الحبانية ، كانت تعرف ان النجدات آتية اليها، الا ان امر الحامية قرر القيام بمحاولة مهما كانت النتائج ففي فجر الخامس من مايس انطلقت الطائرات البريطانية نحو الهضبة وامطرتها بقنابلها واوقعت بها الخسائر، بفعل عامل المباغتة فاضطرت القوات العراقية الى التراجع الى منطقة تقع بين الحبانية والفرات بعد ان اصيبت بخسائر جسيمة. rnتحول في الموقف وما هي الا ايام قليلة، حتى وصلت طلائع "رتل الحبانية" الى الرطبة كما اطلق عليه انذاك قادما من الغرب ، وكان بصحبة هذا الرتل كل من "عبد الاله" و"نوري السعيد" و"علي جودت" و"جميل المدفعي" وداود الحيدري" و"صباح السعيد" وبعد مناوشة عنيفة بين طليعة الرتل وحامية الاخيرة سقطت الاخيرة بايدي القوات الزاحفة وبذلك اصبح الطريق ممهدا نحو "الحبانية" التي لايفصلها عنها لا حاجز طبيعي ولا قوات عراقية. كان الدكتور "غروبا" وزير المانيا المفوض في بغداد سابقا والذي عاد الى بلاده بعد قطع العراق العلاقات مع المانيا، قد تلقى التعليمات من وزارة الخارجية بان يعود ادراجه الى بغداد لمعرفة طبيعة الوضع ولتقدير ما تستطيع ان تقدمه المانيا من المساعدة للعراق، وكان اول ما طلبه "غروبا" ارسال سرب من الطائرات وبالرغم من ان امر السرب "فون بلومبرغ" قد اسقطت طائرته فوق مطار "المثنى" الحالي يوم 12 مايس، من جانب مصدر مجهول حتى الان، الا ان ذلك لم يحل دون قيام قسم من هذه الطائرات بمهاجمة الحبانية والحاق اضرار طفيفة بها، ومن الواضح ان هذا التحول في الموقف قد اطار صواب الانكليز ودفعهم الى الاسراع في حسم الموقف. rnحرب عصاباتوبعد تدارس الموقف من جميع جوانبه قرر الجنرال "مارك كلارك" قائد الحملة ان يتم الهجوم على بغداد من محورين الاول يهدف الى اختراق الجسر الحديد المقام على الفرات، واحتلال الفلوجة والزحف من الاخيرة الى بغداد والثاني ان يجتاز النهر بواسطة جسر عائم جرى نصبه الى الشمال من البلدة على مقربة من الرمادي للقيام بقت
اسرار عراقية..هكذا سقطت بغداد تحت الاحتلال البريطاني ثانية
نشر في: 17 يناير, 2010: 05:23 م