اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > كيف نوقف الزحف المليوني على المستشفيات الحكومية ؟..أمراض وهمية تهدر الأدوية

كيف نوقف الزحف المليوني على المستشفيات الحكومية ؟..أمراض وهمية تهدر الأدوية

نشر في: 30 يناير, 2016: 12:01 ص

الكثير منا راجع المستشفيات الحكومية وخرج ممتعضا من الحالة المأساوية التي تعيشها معظم تلك المستشفيات من نقص الكادر الطبي المتخصص أو الزحام الحاصل على الاطباء خصوصاً في العيادة الاستشارية او من حالة الفوضي العارمة في الممرات وحتى اجراء الفحوصات الخاصة

الكثير منا راجع المستشفيات الحكومية وخرج ممتعضا من الحالة المأساوية التي تعيشها معظم تلك المستشفيات من نقص الكادر الطبي المتخصص أو الزحام الحاصل على الاطباء خصوصاً في العيادة الاستشارية او من حالة الفوضي العارمة في الممرات وحتى اجراء الفحوصات الخاصة بالاشعة او المفراس . وربما تكمن المشكلة الاكبر في كثرة النفايات المتكدسة وبعض الحمامات الخاصة بالمراجعين والتى تنبعث منها الروائح الكريهة. البعض منا (يشتم) ويلعن منتسبي  وزارة الصحة والاخر يتهم الادارات بالسرقة، بينما تكون آراء المحايدين مختلفة فيما يعزو المعنيون السبب الى استقبال الالوف من المراجعين يومياً . لهذه الاسباب نرى عدم رضا الجميع ، فمن غير المعقول ان يستوعب أي مستشفى مراجعة المئات من الموطنين ان لم نقل الآلاف.

نقص في المراكز الصحية
معاون مدير عام الشؤون الفنية في دائرة صحة بغداد الرصافة الدكتور عبد الغني سعدون بين لـ(المدى) "أن مشكلة تدفق المراجعين وبأعداد كبيرة على المستشفيات الحكومية  والتي تصل احياناً الى أكثر  من ثلاثة الاف مراجع للمستشفى الواحد يومياً." معللا ذلك بسبب النقص الحاصل في اعداد المراكز الصحية والمستوصفات.
سعدون اوضح : "أن دائرة صحة بغداد الرصافة وضمن الرقعة الجغرافية المحددة لها والنسبة السكانية المسجلة  ضمن الاحصاءات الرسمية بحاجة الى (100) مركز صحي  اخر وعشرة مستشفيات كبيرة." مضيفا: "ان الكثير من المراجعين لا ضرورة لمراجعتهم المستشفيات اذ تتوفر في المراكز الصحية التي تشكو من غياب الاطباء الاختصاص الادوية الكافية." مشيراً الى أن نسبة (20) مراجعا  من اصل (100) يحتاجون فعلا الى الخدمات الصحية في المستشفيات اما الباقي فيمكن ان تتم المعالجة في المراكز الصحية.

ادعاء المرض
واضاف معاون مدير عام الشؤون الفنية : هناك مستشفيات تقع ضمن الدائرة تستقبل يومياً اعدادا كبيرة وهذا طبعا لايعطي انطباعاً جيداً لدى المريض حول الخدمات المقدمة. منوها الى ان الطبيب الاستشاري او الاطباء المقيمين في صالات الطوارئ يعانون من مراجعة الاعداد الكبيرة للمرضى يوميا. لافتا الى وجود اعداد كبيرة ممن يدّعون المرض.
 السعدون ختم حديثة ان (48) طبيباً من اختصاص ومقيمين تركوا المهنة في الشهر الماضي لاسباب تتعلق بالتهديد او من ظاهرة الاعداد الكبيرة للمراجعين والمشاكل التي تحدث جراء ذلك.

إجازات الموظفين المرضيّة
الدكتور الاستشاري ظافر سلمان هاشم يقول لـ(المدى) أن المشكلة التي تواجهها الوزارة وجميع مؤسساتها الصحية تتمثل في الاعداد الغفيرة من المراجعين يومياً. مبينا: ان احد اسباب ذلك يعود الى عدم وجود ثقافة صحية او طبية في كيفية التعامل مع المؤسسات الصحية الحكومية. موضحا: لهذا نرى ونشاهد ونسمع بشكل مباشر حالة التذمر الذي يطلقها المواطنون على المستشفيات الحكومية.
يسترسل هاشم : جراء ذلك نرى العديد من المراجعين يحاولون الانتقام او التخريب او الاعتداء على الاجهزة والكوادر العاملة في المؤسسات الصحية. داعيا الى بلورة افكار جدية  لتخفيف الزخم الحاصل على المستشفيات بغية ممارسة نشاطها ودورها الحقيقي وذلك من خلال تحديد مراكز تخصص للموظفين. مبينا: ان الاغلب منهم يدعي المرض والغاية الحصول على اجازة مرضية.

التمارض وصرف الدواء
 واشار الدكتور الاستشاري الى ظاهرة تمارض البعض من المراجعين خصوصاً من العاملين في مؤسسات الدولة ممن يرغبون بالحصول على اجازة مرضية لأطول فترة ممكن. مردفا: ان البعض يتظاهر بالمرض هروباً من مشكلة أو قضية خاصة خصوصاً النساء. مطالبا بعدم وصف وصرف اي علاج لأي متمارض تحت اي ظرف. وتابع هاشم: لهذا علينا ان نفكر بجدية كيف نقلل ضغط المراجعين على المستشفيات والمراكز الصحية. مشددا: ان هذا يتم من خلال  توعية الناس وتثقيفهم وتعريفهم بدور المراكز الصحية باضافة مادة تدريسية باسم الصحة العامة تدرس في مراحل الدراسة كافة وتكون مدمجة مع حصة العلوم او الاحياء يتعلم من خلالها الطالب دور المركز الصحي ومتى يجب عليه الذهاب اليه وكيف يتصرف ومتى يذهب الى المستشفى.

معايشة الطلبة ميدانياُ
في حين تقول الدكتورة علياء فاخر إن ترسيخ ثقافة اي مجتمع يتطلب منها العديد من الخطوات الهامة ولهذا أرى من الضروري أن يتم تنظيم رحلات ميدانية للطلبة الصغار الى المراكز الصحية او المستشفيات للتعرف على طريقة العمل وعلى السلوكيات الصحيحة. مؤكدة على التوعية من خلال البرامج الاذاعية و المرئية وتخصيص برنامج شهري او اسبوعي للصحة العامة على كل قناة فضائية واذاعة. داعية رجال الدين ومن خلال منابر المساجد التاكيد على أهمية احترام المؤسسات الصحية واكوادر العاملة فيها.   

  ( 11460 ) مراجعاً
عيادة استشارية لكبار السن في مستشفى بغداد التعليمي اعلنت عن  استقبالها لـ ( 11460) مراجعا من كبار السن العام الماضي 2015 مقدمة لهم خدمات الرعاية الطبية والصحية . الدكتورة ايمان جاسم العكام اختصاص باطنية قلبية اوضحت لـ(المدى) ان العيادة توفر الخدمات الطبية والعلاجية لكبار السن وبشكل دائم ومستمر اذ وصل عدد المسجلين فيها (10106) مرضى من كبار السن بعمر (60) عاما فما فوق. موضحة: انهم يتلقون الخدمات الصحية بشكل دوري ومستمر وفقا لاضبارة خاصة بكل مريض.
وتطرقت العكام : ان شريحة كبار السن تستحق منا كل التقدير والاحترام لما قدمته لنا وللمجتمع من التضحيات وخلاصة سني عمرهم لذلك وجب التعاضد معهم بكل ما اوتينا من قدرة وجهود. مبينة: ان التعليمات والارشادات بخصوصهم نصت على توجيه موظف التذاكر بتوجيه المراجع من هذ الشريحة بتوجيهم الى العيادة الاستشارية الخاصة بكبار السن لتوفير الجهد والوقت لهم وتناول الخدمات الصحية والعلاج بيسر .

9 ملايين مراجع
مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة الدكتور احسان جعفر احمد اعلن عن انجاز متميز للمستشفيات والمؤسسات الصحية التابعة للدائرة خلال العام المنصرم 2015 وذلك بقيام المستشفيات والمؤسسات الصحية في جانب الرصافة باستقبال وعلاج اكثر من (9) ملايين مراجع .واوضح احمد ان المستشفيات التابعة للدائرة استقبلت خلال العام المذكور(176,138 ,4) مراجعا ، واستقبلت العيادات الاستشارية (907,534, 2) مراجعا ، فيما وصل عدد المراجعين لشعب الطوارئ الى (583, 1,166) مراجعا ، وبلغ عدد المراجعين الى العيادات الخافرة (686 ,436) مراجعا .مشيرا: في مجمل احصائية الانجازات ذاتها الى استقبال مراكز الرعاية الصحية الاولية التابعة للدائرة لـ (375 ,678 ,4) مراجعا، واستقبال المراكز التخصصية لـ (719 ,587)مراجعا .واضاف مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة ان عدد الفحوصات الشعاعية التي اجريت للفترة ذاتها بلغ (633,545) فحصا، والفحوصات المختبرية (587 ,044 ,6) فحصا، ووصل عدد الراقدين في المستشفيات الى (031 ,238) مريضا .علما ان دائرة صحة بغداد الرصافة تقدم خدماتها لاكثر من (5,4) مليون مواطن.

الواسطي يستقبل (79139) مراجعاً
مدير مستشفى الواسطي الدكتور نصير عيسى السوداني اشار في حديثه لـ(المدى) ان المستشفى استقبل قرابة (79139) مراجعا خلال عام 2015 . فيما بلغ عدد الراقدين في ردهات المستشفى (6837) مريضا. مضيفا:  ان عدد العمليات الجراحية بلغ (12687) عملية جراحية في مختلف الاختصاصات الطبية منها (3020) عملية في جراحة العظام والكسور و (9125) عملية في الجراحة التجميلية مع عمليات الليزر و (542) عملية في جراحة الوجه والفكين لعام 2015، مبينا: ان الاقسام الطبية الاخرى عملت بشكل مستمر في تقديم افضل الخدمات الطبية للمراجعين حيث استقبلت وحدة الاشعة (27599) مراجعا اما وحدة المفراس الحلزوني فقد استقبلت (2591) مراجعا وفي نفس السياق استقبلت وحدة العلاج الطبيعي (19125) مراجعا فيما استقبلت وحدة تخطيط العصب (5417) مراجعا ,بالإضافة الى وحدة تخطيط القلب التي استقبلت (1443)مراجعاً ووحدة المختبر التي استقبلت (106836) مراجعاً ووحدة السونار استقبلت (1804) مراجعين ووحدة المساند الطبية (3384) مراجعا واستقبلت وحدة الرقوق الشعاعية (31975) مراجعا.

العقم وفحص الدم
احصائية مستشفى كمال السامرائي تشير الى ستقبال (185818) مراجعا خلال عام 2015 مع اجراء (96719) فحصا مختبريا تضمنت كافة الفحوصات المختبرية من فحص الوراثة والمناعة والفايروسات والهرمونات وفحص الدم .
الدكتورة بشرى جواد الموسوي مديرة المستشفى قالت ان هذه النسبة تنوعت بين 2412 عملية منها (2165) عملية نسائية كبرى وفوق الكبرى ووسطى و(247) عملية للرجال بأخذ عينة من الخصية ودوالي الخصية و1330 عملية للتلقيح الصناعي مضيفة ان عدد مراجعي العيادة الاستشارية كان (19540) رجلا و(51706) نساء في حين بلغ عدد مراجعي السونار (11345) مريضة و(2758) اجراء اشعة ملونة للرحم وملحقاته .

100 تحليل مختبري يومياً
منى عبد الغفار ، مساعدة مختبر في مستشفي بغداد توضح لـ(المدى) أن العديد من المرضي المراجعين بحاجة الى التحاليل المختبرية الدقيقية وهذا بطلب من الطبيب المختص، كما نحتاج الى فحص دقيق بغية التعرف على الحالة. مستدركة: لكن الذي يحصل هو غير ذلك تماما. عازية السبب الى الاعداد الكبيرة من المراجعين. وتؤكد مساعدة المختبر: في بعض الايام تتجاوز التحاليل الف تحليل مبدية استغرابها من طلب المريض النتيجة بعد لحظات. موضحة: بسبب ذلك نكون في قفص الاتهام بالتقصير.
 الحلول والاستثناءات
الدكتور الاختصاص  حيدر نجم اوضح لـ( المدى ) أن قضية تنظيم مراجعة المرضى للمستشفيات الحكومية يمكن ان تحل من خلال فرض رسوم على جميع الحالات منها التذكرة واجور التحاليل والادوية لغرض المحافظة على نوعية المراجعين والانتهاء من حالة المتمارضين او من الراغبين في زيارة المستشفي يومياً. مردفا: اما اذ بقي الامر على ما هو عليه الان فقد يؤدي الى غضب علينا تحمله ومواجهته من خلال نوعية الخدمات المقدمة للمراجعين والتي يفترض ان يعاد النظر بها.  
رأي اخر يوضح أن يكون الفحص المجاني على شريحة محددة من المواطنين ممن لا يمتلكون القدرة على دفع هذه الاجور. المواطن محسن التميمي يقول: ان  هذا الاجراء يمكن ان يتم من خلال دراسة مشتركة بين وزارة الصحة والبيئة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية بغية تزويد هذه الشريحة بكارت مراجعة. مستطردا: وان تقدم لهم الخدمة المميزة ايضاَ مع اهمية وجود توصيات الى جميع الكوادر الطبية العاملة على حسن المعاملة مع هذه الشريحة. مشددا على تقديم المستلزمات الطبية اذ كانوا بحاجة لها بل تقديم جميع الخدمات الصحية الاخرى وهذا النظام يمكن ان يبقى في العيادات الطبية الشعبية .
الثقافة الدوائية والصحية
الدكتور مهدي المختار يوضح أن تأمين الدواء لملايين المواطنين وبشكل مجاني يعد من المشكلات التى تواجة قطاع الصحة عندنا لاسيما ان الدواء يصرف مجانا للعموم وهذا خطأ كبير حتى في شريط (الباراستول). مشيرا الى ان التثقيف الدوائي يعد  من القضايا الهامة في مجتمعنا والذي يرفع من المستوى الـصحي للمستهلك. متابعا: في الآونة الأخيرة حدثت فوضى عارمة في تسويق وبيع الأدوية اذ اشتركت أكثـر مـن جهة في تلك المشكلة وكان المواطن جزءا منها، الأمر الذي أوجب رفع ثقافة المـستهلك وزيـادة وعيه الصحي والدوائي بتشخيص الخلل ومعالجته.
وبين المختار: ان اغلب المستشفيات تفتقر للادوية حيث توجد فيها فقط عقاقير طبية وعلاجات بسيطة كالبراسيتول والكفلكس والفلاجين اما بقية الادوية فيمكن للمريض شراؤها من الصيدليات الخارجية، بالرغم من محاولات وزارة الصحة على تأمين الادوية. مسترسلا: في الوقت الحاضر علينا ان نوقف هذا الزحف المليوني للمستشفيات الحكومية .
قلة التخصيصات المالية
الدكتور معتز طالب بين في حديث لـ(المدى) ان الواقع الصحي في العراق خلال الفترة الراهنة تراجع كثيرا عما كان عليه في السابق. مضيفا: لاسيما بعد زيادة الاحداث الأمنية والعمليات العسكرية التي تشهدها بعض محافظات البلاد والتي جعلت اغلب المستشفيات ممتلئة بالجرحى والمرضى، الامر الذي شكل تحديا كبيرا لدى ادارة المستشفيات والمراكز الصحية من ناحية تقديم الخدمات وتوفير العلاجات اللازمة.
واضاف طالب : الأزمة المالية التي تمر بها البلاد وقلة تخصيصات المالية لوزارة الصحة هي الاخرى جعلت اغلب المستشفيات الحكومية تفتقر للعديد من الأمور منها الأجهزة الطبية الحديثة والأدوية للامراض المزمنة. مستدركا: لكن رغم هذه الصعوبات والتحديات التي يشهدها البلد فإن المستشفيات العراقية والمراكز الصحية تعمل وتقدم الخدمات للمرضى وفق الامكانات المتوفرة والمتاحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram