TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > في أحدث معارض الفن التشكيلي بالقاهرة.."بلقيس" تستفز "رحمة" للثورة على محطمي التماثيل ومحرمي الفنون

في أحدث معارض الفن التشكيلي بالقاهرة.."بلقيس" تستفز "رحمة" للثورة على محطمي التماثيل ومحرمي الفنون

نشر في: 30 يناير, 2016: 12:01 ص

بخطوط انسيابية  رشيقة وألوان جذابة ومشاعر مفعمة بالحب والحنين للزمن الفائت وعبقه الجميل عزف الفنان المصري مصطفى رحمة سيمفونية فنية تشكيلية بريشته وأنامله تمثلت في "بلقيس" بطلة أحدث معارضه الفنية ، والذي افتتحه الأديب الدكتور يوسف زيدان في قاعة ب

بخطوط انسيابية  رشيقة وألوان جذابة ومشاعر مفعمة بالحب والحنين للزمن الفائت وعبقه الجميل عزف الفنان المصري مصطفى رحمة سيمفونية فنية تشكيلية بريشته وأنامله تمثلت في "بلقيس" بطلة أحدث معارضه الفنية ، والذي افتتحه الأديب الدكتور يوسف زيدان في قاعة بيكاسو بالقاهرة وكأنه أراد أن يودع عاماً ويستقبل عاماً جديداً مع معشوقته الأبدية وبطلة لوحاته وملهمته الدائمة المرأة ، تلك التي اشتهر عبر تاريخه الفني الطويل بالتعمق في الغوص بأعماقها واستخراج كنوزها الكامنة خلف جسدها المثير .
 فقد قدمت معارضه ـ ولا زالت تقدم ـ نماذج عديدة لجسد المرأة في أوضاع مختلفة وكذلك بورتريهات لملامحها بتعبيرات متنوعة لاتخلو من إثارة مدهشة . ولأنه متأثر دوماً بممارسته فن الكاريكاتير، أمعن  "رحمة" في تصوير جسد المرأة البدينة بخطوط انسيابية كشفت عن مكامن الجمال ومنحت لوحاته إيقاعاً محسوساً للمتلقي عكس من خلاله حنينه الدائم لعصر الهوانم وسيدات الصالونات الممتلئات في الأيام الخوالي بعيدا عن ملكات جمال هذا العصر . وهو ما بدا واضحا في أحدث معارضه الذي افتتح مؤخرا واستوحى فكرته من شخصية الملكة بلقيس التاريخية ، حيث جاءت لوحاته أسطورية واحتفائية بشكل يليق بــ "بلقيسه" ، والتي لاحت قوية وجريئة ومتحررة ومفعمة بالحيوية والجمال والإثارة من خلال اختياره منظوراً جسدياً أنثوياً مغايراً ، وعبرألوان ساخنة يغلب عليها اللون الأحمربدرجاته ، مع توظيف مبدع لرموز ذات بعد زمني خاص ، مثل العلم المصري القديم في الخلفية ، وكذلك عدة القهوة التراثية ، هذا بالإضافة لاستحضارعالم الموسيقى والغناء متمثلاً في آلات العود والدف والكمنجة مما يصاحب بطلته في كثير من لوحات المعرض . وإجمالاً لم يكن اختيار موضوع المعرض مصادفة ، وإنما تحدياً مقصوداً من الفنان ضد ما يعتبره تراجعاً في أوضاع ومكانة المرأة الحياتية والجمالية بعد أن كانت في أزمنة أخرى تتصدر المواكب والمواقف وتبدو أكثر تحررا مما هي عليه الآن حسب رأي الفنان ، وكذلك رداً على الدعوات الرجعية والتخلف ، وذلك من خلال استعادة نموذج للمرأة العربية القوية والجميلة في صورة "بلقيس" بطلة المعرض للتذكير بما كانت عليه المرأة العربية في سالف العصر والأوان عندما تربعت على عرش الإمبراطوريات وقادت بلداناً وتزعمت شعوباً .
 عن بطلة لوحات معرضه يقول مصطفى رحمة  " للمرأة مكانة مميزة تليق بها فاحتلت أغلبية لوحاتي ، ولكن اللافت كأن تاريخها مكتوب بالمقلوب ، بمعنى ، وجودها الكلي بالتاريخ ، منهن من أدرن شؤون بلاد وإمبراطوريات من خلال تربعهن على عروشها ، بل شكلت مع الرجل كتابة التاريخ الذي نعرفه ، بل وغيرته في أحايين كثيرة ، وبعضهن جاءتنا أخبارهن عبر أساطير رويت شفاهية كبلقيس السبئية وغيرها كثيرات . والآن ماذا حدث للمرأة في مصر بعدما ظهرت في العشرينات من القرن الماضي بما يليق بها ويتوافق مع تاريخها المدون في المعابد القديمه ، تاركه لنا جمالاً تحسد عليه ، من تبرج فاق كل دور الجمال ، نفرتيتي نموذجاً ؟! المرأة في بلدي لم تعد ملهمة لرسام أو شاعر بعدما جاءنا محطمو التماثيل وأوغلوا في صدور نسائنا تحريم الفنون كلها ، وهل تستقيم الحياة من دون فنان يستلهم أعماله من ملهمة الدنيا كلها ، التي أنصفها التاريخ . ونبذناها نحن ؟!!
يعد الفنان "مصطفى رحمة" واحدا من المبدعين الكبار بين أبناء جيله ، وعلى الرغم من أنه بدأ مسيرته بالرسم للأطفال ، وأنه لاينتمي إلى مدرسة فنية بعينها ، إلا أنه تأثر بمجموعة من الفنانين المحليين والعالميين بشكل تراكمي عبر مسيرته الفنية . فعلى المستوى العالمي اهتم كثيرا بأعمال بيكاسو وماتيوس وشاجال وكليمنت إلى جانب أبناء وطنه أمثال تاج وحجازي واللباد ، بحسب اعترافه . في هذا المعرض رحمة لا يستعين بملهمة معينة أو موديل وإنما يستلهم موضوعات لوحاته من مخزون ذاكرته الذي ينهل منه ويستحضر شخوصه ورموزه من أزمنة ساحقة تعود إلى بدايات القرن الماضي التي يعتبرها فترة سياسية زاهية في بلاده لاعتقاده أنها رسخت لليبرالية التي ينادي بها في لوحاته ، كما أنه يعترف بأن حنينه الدائم لنساء الزمن الجميل يدفعه دائما للبحث عنهن وتصويرهن في لوحاته ليستعيد معهن مذاق ذلك الزمان المفتقد بألوانه وخطوطه وتفاصيله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram