اعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، حملوا رئاسة البرلمان مسؤولية غيابهم عن المشاركة في مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية ، وانهم غير مطلعين على حجم المبالغ المصروفة لتغطية تكاليف نفقات الضيافة ، مشيرين في الوقت نفسه الى احتمال وجود شبهات فساد ،من دون ذكر التفاصيل ،على وفق القاعدة السائدة في المشهد العراقي المتمثلة باطلاق الاتهام ثم انتظار ردود الافعال ، وسط غياب ملحوظ للجهات الرقابية في رصد وتشخيص مظاهر الفساد .
العراق ،وفي اخر تقرير لمنظمة الشفافية الدولية، حافظ على تصدره ضمن قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم . "على الخير والبركة" ، من يتحمل المسؤولية ؟ يبدو السؤال محاولة فاشلة لاستنهاض ضمائر القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية صاحبة الشعارات الوطنية ، ان وجدت في الساحة العراقية ، لاتخاذ موقف واضح للحفاظ على ما تبقى من المال العام قبل ان ينتهي به المطاف في حسابات شخصيات "وطنجية" في بنوك عربية واجنبية .
"ملا ماطور" لقب اطلقه العراقيون قبل عشرات السنين على مسؤول اختاره صاحب القرار الاول ليكلفه بمهمات استقبال الوفود في مطار بغداد ، لحضور مؤتمرات كانت تعقد في العاصمة بشكل اسبوعي كجزء من متطلبات دعم العمل القومي المشترك في المجالات كافة . ملا ماطور كان صاحب "خدود" تتحمل قبلات الضيوف الاشقاء ، يجيد الوقفة العسكرية مع تفتيش حرس الشرف على انغام موسيقى الفالس ، يقرأ كلمة افتتاح المؤتمر بالنيابة عن فخامة الرئيس بلغة عربية سليمة ، بعد ان يوجه كلمات الشكر والترحيب يعرب عن تمنياته بنجاح اعمال المؤتمر ، ثم يغادر القاعة ليعود في الجلسة الختامية .
الحاجة الى نسخة ثانية لشخصية ملا ماطور اصبحت ضرورية هذه الايام لأسباب تتعلق بإلغاء تصورات الأصدقاء والاشقاء عن وجود خلافات عميقة بين القوى السياسية العراقية ، فضلا عن لفت انظار الضيوف الى هيبة الدولة ورجالها المؤمنين الصادقين من زعماء ائتلافات وتحالفات وكتل نيابية بفضل مواقفهم "الوطنجية" جعلوا ابناء شعبهم يرون نجوم الظهر.الحكومات العراقية المتعاقبة طيلة السنوات الماضية فشلت في العثور على شخص يمكن ان يلعب دور ملا ماطور ، لكن اطرافها نجحت في قضية واحدة تمثلت بتأجيج الصراع السياسي ، ادى الى تدهور الأوضاع الأمنية فوصلت الى اعلى مستوى بمقياس ريختر حين سيطر تنظيم داعش على اجزاء واسعة من الاراضي في زمن غياب ملا ماطور.
تلميح اعضاء لجنة العلاقات الخارجية الى وجود شبهات فساد رافقت عقد مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية يأتي خارج اطار قواعد خوض اللعبة السياسية ، الجميع يتطلع الى تحقيق مكاسبه حتى بطرق غير شرعية ، الغاية تبرر الوسيلة سواء بسفك الدماء ام بسرقة المال العام او بشعارات "وطنجية" ترددها جوقة المطلبين لزعيم سياسي لم يصل بعد الى كفاءة وقدرة ملا ماطور .
ملا ماطور
[post-views]
نشر في: 29 يناير, 2016: 09:01 م