TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ليش

ليش

نشر في: 29 يناير, 2016: 09:01 م

أبناء جيلي قد يتذكرون أحمد حسن البكر يوم وقف خطيبا في جموع بمظاهرة رسمية. هتف أحد المتظاهرين فقطع خطاب الريّس. صاح به البكر صيحته القبيحة: "انجب"! من يومها صار محط سخرية العراقيين، فتناوشوه بنكاتهم
أقول هذا عن الذي يشتم الآخرين، فكيف بكم بالذي يشتم نفسه؟ وزير خارجيتنا الحالي شتمها باعتزاز واعتداد كبيرين. أتعس شتيمة يوجهها العراقي لخصمه او ندّه ان يقول له: انت "بايع ومخلّص". ليش؟ لأنها تختصر كل الشتائم. تعني: أنك بعت ضميرك ووجدانك وخلّصت بحيث لم يبق عندك ما يستحق الاحترام. لذا انها واحدة من الشتائم التي يقذفها شخص على آخر ولا يمكن ان يقذفها على نفسه حتى لو كان هو القذافي. لا اظن ان عراقيا عاقلا يحترم نفسه ولو قليلا قالها عن نفسه من زمن جلجامش الى يومنا هذا. فمن غير المعقول ان يهين المرء نفسه بنفسه. لا يفعلها إلا من به داء علمه عند الله.
عندما يخرج مسؤول على فضائية وامام دول العالم معترفا بأنه "بايع ومخلص" كيف ستستقبله تلك الدول؟ منصب وزير الخارجية أهم من منصب رئيس الوزراء والجمهورية امام المحافل الدولية. انه دولته امام الدول. لذا عليه أولا وقبل كل شيء ان يراقب لسانه الذي إن أهانه اهان الدولة وإن صانه صانها.
لمن لا يعرف منكم فإن أميركا تهتم باختيار وزير خارجيتها أكثر من اهتمامها بالرئيس المنتخب. لذا ما من مرشح رئاسي الا ومعه الذي ينوي تعيينه وزيرا للخارجية. وكأنهم في هذا يقولون للرئيس المرشح: قل لنا من هو وزير خارجيتك لنقول لك من انت.  والأكثر من هذا ان الرئيس الأميركي حين ينوي الاستقالة لا يقدمها للكونغرس، ولا للبيت الأبيض، بل الى وزير الخارجية. وهذا قطعا مشروط بان لا يكون الأخير "بايع ومخلّص". ولو كان كذلك لما قدم الرئيس ريتشارد نيكسون استقالته إلى وزير الخارجية هنري كيسينجر في العام 1974.
الك الله يا قلبي الك الله ,, يعينك عالمصايب الك الله

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو علي الهويشي

    لقد قال فأوجز، إذ انه ورهطه ساسة العراق الجديد بايعين ومخلصين والاحداث اثبتت ذلك لكل ذو بصر وبصيرة، والا بمَ تفسر توالي الفشل والانهيار بجميع نواحي الحياة في العراق؟، بينما تجدهم يطلون من على شاشات فضائياتهم او الفضائيات الاخرى يفندون ويدافعون ويغطون

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram