تضمن كتاب "الأماني والأهواء بين الدين والدنيا" للكاتب يعقوب أفرام منصور ، موادّ نشرتها مجلات وصحف عديدة ، رصينة ومرموقة وحافلة بصنوف غنية من ثمار الفكر والمعرفة والفنون والخيال والثقافة والتراث ، صدرت أثناء العقود الستة الأخيرة من هذا الز
تضمن كتاب "الأماني والأهواء بين الدين والدنيا" للكاتب يعقوب أفرام منصور ، موادّ نشرتها مجلات وصحف عديدة ، رصينة ومرموقة وحافلة بصنوف غنية من ثمار الفكر والمعرفة والفنون والخيال والثقافة والتراث ، صدرت أثناء العقود الستة الأخيرة من هذا الزمان ، ومعظمها ما برح قيد الصدور ، وكان الباعث على انتقائها هو كونها دائرة ضمن مسار كنجوم وكواكب نيّرة ، تومض بصور وإشعاعات من الخصال الحميدة والمبادئ السامية والأخلاق الفاضلة ، ونقاء الطوية ، وجمال الحياة والروح والقلب البشري وروعتها وبهاء نواميس الطبيعة وتوحي بمنزلة الحجى الرفيعة ومكانة الحكمة السامية وجدوى الاهتداء بها في مسالك العيش والتعامل وقدسية العدالة والحرية المجردة من دواعي الفوضى والهدم والإفساد ، وتدعو إلى نبذ الطمع بكل أشكاله – علة العلل للشقاء البشري – وإلى الحث على التعايش في ظل وارف من المحبة والإنسانية الشاملة .
كل هذه الخصال الحميدة والمبادئ السامية والقيم الرفيعة إذا تم الالتزام بها تماما ضمنت عيشاً أفضل وأرغد للبرايا في هذا العالم الذي نراه الآن حافلاً بالشقاء والسّعار والجنون منذ قرن وخصوصاً إذا راعى الأنام جلّهم – في مجال تحقيق أمانيهم وأهوائهم – انتهاج سبل العيش الفضيل وفقاً لمقتضيات القوانين الوضعية والسُنن الدينية ، فقد قال شاعر قديم في عيش الحياة الدنيا هذا البيت :
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا لا بارك الله في دنيا بلا دين فليست محنة العالم ، حالياً ومنذ قرن ، محنة القوة بل هي محنة الإيمان ، محنة المحبة الشاملة شبه المفقودة . فالعالم جلّه لا يعرف معنى الله ومجرد من الشعور بالله ، إذ ان شر العالم المشهود ناجم عن غياب الله ومعنى الله ، والحل المتعين على البشرية هو في العودة إلى الله والشعور به ومعرفة معناه ، فخلاص الإنسان من الشقاء والبؤس والهلاك لا يتم بالإنسان فقط بل بالله أيضاً ، وهذا ما ينقص البشرية ولم يدركه الساسة .