اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع:شخصيةُ الانتحاري

قضية الاسبوع:شخصيةُ الانتحاري

نشر في: 1 فبراير, 2016: 12:01 ص

 بغداد / المدى• هل نستطيعُ التنبؤَ بالجناةِ المجهولينَ قبلَ تنفيذِهم الجريمة؟ بعدما أصبحت شخصية الرجل الانتحاري من المظاهر الاعتيادية عندنا وبقية الدول العربية ، أصبح يتوجب علينا تحليل هذه الشخصية التي تبث الرعب في النفوس في أي مكان وزمان . يقو

 بغداد / المدى
• هل نستطيعُ التنبؤَ بالجناةِ المجهولينَ قبلَ تنفيذِهم الجريمة؟
بعدما أصبحت شخصية الرجل الانتحاري من المظاهر الاعتيادية عندنا وبقية الدول العربية ، أصبح يتوجب علينا تحليل هذه الشخصية التي تبث الرعب في النفوس في أي مكان وزمان . يقول غاندي : "إن الإرهاب هو سلاح الضعفاء لا سلاح الأقوياء"، فما هي اذاً  صفاتُ الانتحاري ومواصفاته ؟
تحليل شخصية الانتحاري  من خلال دراسة السلوك  المنحرف في بدايته  هل تساعد المحققين في التنبؤ وتحديد أنماط دقيقة لمواصفات الجرائم والجناة المجهولين . يمكن أن يكون هذا العلم استباقياً فيستعمل قبل وقوع الجريمة  ويمكن أن يكون مجدياً بعد وقوعها للتعرف على المجرم .يعتمد التنميط الجنائي على علم الإجرام وعلم النفس أساساً بما في ذلك تحليل السلوك النفسي للمجرم مع تحديد الدواعي والدوافع لذلك السلوك. يظهر التنميط الجنائي أسلوباً علمياً لتحديد الشخصية النفسية للمجرم مع رسم شكل تقريبي لنفسيته .
• ضعفُ صورةِ الأبِ
في هذا الإطار، يرى عالم الاجتماع الدكتور متعب مناف  في حديثه لنا أن بعد وقوع عملية ارهابية يسارع ذوو الانتحاري الى إعلان استغرابهم وصدمتهم بما حدث، واصفين ابنهم بالهادئ، المهذب، الرزين، الاجتماعي مما يقودنا للجزم بعدم وجود دراسة ثابتة لشخصية الانتحاريين أو ما يُعرف بتنميط الجاني (Profiling).
ويشرح الدكتور متعب  أنه لدراسة شخصية الانتحاري لا بد من معرفة العوامل التي تساعد وتساند على خلقها وتشكيلها، محدداً العنصر النفسي المشترك بين جميع الانتحاريين بـ "أزمة المراهقة"، مشدداً على أن في سن المراهقة يعاني الشاب والفتاة أزمة هوية جنسية وأزمة هوية بالمجمل وتمتد هذه الأزمة من الثانية عشرة حتى الثانية والعشرين (سابقاً كانت 18 سنة). ولا نعني بذلك مشكلة مرضية فإنها مرحلة يريد منها المراهق أن يشعر بإثبات وجوده في المجتمع. ويرى أن المبشرَّين يصطادون المراهقين بين عمر 12 و 22 سنة لعلمهم بالاضطرابات التي يمّر بها أي مراهق في هذا العمر. ووفقاً لمتعب  إن القاسم المشترك بين جميع الانتحاريين هو ضعف صورة الأب لديهم، يخجلون به، ينتقدون ضعف شخصيته وعلاقته بزوجته وعائلته.
• الثقةُ العمياءُ بالمبشّرِ
في هذا السياق يؤكد متعب على أن الثقة العمياء بالمبشّر والاقتناع بما يقوله يُوجد الثقة لدى الشاب أو الفتاة فلا يتردد ولا للحظة بالقيام بعملية انتحارية ولا يتساءل أو يشكك في صحة كلام المبشّر من عدمه. ويتابع:" يتمتع الانتحاري بصحة نفسية، فمن دون مبشّر ديني أو غير ديني لا وجود للانتحاريين. يمكن أن نسمي المبشّر الإرهابي القائد. ويتأثر الشاب أكثر من الفتاة بالمبشّرين وذلك لما تملكه من صفات نسائية تمكنها من كشف مَن يتلاعب بها بكل سهولة."

• كيف نتعرَّفُ على الانتحاري؟
اما الدكتور كريم حمزة العالم في علم الاجتماع فوجهنا السؤال إليه كيف يمكننا التعرف على الانتحاري؟ فأجابنا :  أن ليس باستطاعة أي شخص عادي أن يكشف الميول الانتحارية عند الشخص الآخر، فلا تشكل الاشارات ككثرة الحديث عن الموت، والبعد من المجتمع، والتحدث عن الحروب، والسرية الكاملة، والرغبة في تعلم استعمال السلاح ... اثباتاً قاطعاً عن نية الشخص بالانخراط بالأعمال الارهابية.
ففي العراق مثلا نشهد منذ اكثر من 70 سنة  وحتى يومنا هذا، انتشارا واسع النطاق للسلاح في كل بيت، وهو ليس إلا مؤشراً بسيطاً على طابع أساسي عند الشخص الذي يفضِّل أن يحلَّ مشاكله بالسلاح بدل الكلام. أما الإعلان عن نية الشخص عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالقيام بعملية انتحارية ، فيؤكد حمزة على الطابع السري والمنظم للعمليات الانتحارية .

• الإنتحاري والأحلامُ المتكسّرةُ
في جانب آخر  تحدثت أستاذة علم النفس التربوي ابتسام النوري وقالت :  أننا لا نملك فعلياً معلومات دقيقة عن هؤلاء الإنتحاريين لأننا لا نعرف فعلياً كيف يتكونون أو حتى يتكيفون مع إقتناعاتهم للقيام بهذه العمليات". من الناحية العملية التحليلية  رأيٌ " أن هؤلاء الإنتحاريين هم "حال نفسية تعتبر أن ثمة مكافأة تتنظرها في حال القيام بالعملية الإنتحارية وهي أهم من البقاء على قيد الحياة..." وإعتبر أن  لدى هؤلاء إقتناعات أن هذه العملية تنقلهم من حياة رديئة إلى حياة أفضل. وقالت ايضا : لن ننسى المنحى الإيماني لديهم . فيتفاوت مفهوم الجنة ومجمل أوصافها وفي الدين الاسلامي الحنيف  وصفٌ  زاهٍ للجنة أو للحياة الأخرى يحظى بها الإنتحاري في حال إستشهد! هذا عامل إضافي لدفع بعض الإنتحاريين إلى رفض الحياة الرتيبة التي يعيشها في الأرض والمضي في حال إستشهاده إلى الجنة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram