TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الى أخي المعارض السوري

الى أخي المعارض السوري

نشر في: 1 فبراير, 2016: 09:01 م

صار لدي ما يشبه الطبع في الكتابة ان لا انشغل بهموم جاري اذا كان بيتي يحترق. ربما هو طبع سيئ فيه شيء من الانانية. الحقيقة أن الأمر ليس بهذا السوء بل يبدو اني متأثر منذ الصغر بأغنية "يا عنيّد يا يابه":
يا كتر بالدلّال يا عنيّد يا يابا  خالي من العيوب؟
وبيا مجان يصير يا عنيّد يا يابا جرح اليجي النوب؟
مع هذا دوّرت في جروحي وصفناتي العراقية، يا أخي العزيز، فوجدتك بينها. اخترتك أيها المعارض السوري لأن في جراحاتنا ما هو مشترك:
انت وانا دولبنه البعث. اليوم أجدك ونفسي مثل مطربينا جواد وادي وعبد الواحد جمعة نغني:
طشش عويله الطششانه .. شراد منّا؟
خيّو: أتعرف ما أعنيه بضربة البوري؟ انا وانت ضربنا الامريكان به ضربة جعلتنا وجعلتكم من أكثر شعوب الأرض تهجيرا وقتلا وتفجيرا ونزوحا وفقرا ودموعا.  ثم إصطف معهم اخوتنا في العروبة والدم والدين حتى صارت الشغلة "خنّين" بحسب وصف العراقيين. مثلكم تماما بعضنا لاذ بالسعودية وآخرون بإيران وفينا من شال جوالاته وهجّ للغرب. انتهى بنا الامر الى ان الشاص شاص والحمل حمل. أعذرني اذ يصعب عليّ ترجمها لك.
ما جئت لأزايدك على جراحك؟ قل لي ليش؟ لأننا هنا نحبكم. وليش أيضا؟ لأنه كان لكم على الكثير منا فضل كبير في اول سنيّ منافينا. فتحتم أبواب قلوبكم لشعرائنا ومثقفينا وفنانينا الذين فروا اليكم زرافات ووحدانا. عند العراقي للزاد والملح حوبة. كما لا تنسوا حوبة "الريّان" التي مهما طال بنا البعد ستظل تجمعنا روحيا وانسانيا.  لو سألتني عن الذي دفعني لمخاطبتك اليوم، سأجيبك بصراحة، هو لأنني وجدتكم تخليتم عن صاحبكم “الريّان" فحلّ بكم ما حلّ بنا لأننا اجبرنا قبلكم على التخلي عن "أخيه" باسم “الحملة الايمانية".
من أجل ذلك جئت لأنصحك بدافع الاخوة لا غير. أنصرك لا لأني وجدتك مظلوما، بل لأنك ظلمت نفسك بنفسك. أمن المعقول ان تحتكر المعارضة لك وحدك وتحرمها على غيرك؟ زين إذا انت من الآن لا تسمح لغيرك بالمعارضة بحجة انه ديمقراطي، او لنقلها بالقلم العريض لأنه لا يكنّ العداء لحبيبنا "الريّان"، فما الذي ستفعله بإخوتك في الوطن لو حكمت؟
ألم تر ما فعلته الأحزاب الإسلامية بنا نحن اخوتك بالعراق؟ يعز عليّ ان يقودك للمفاوضات من يريد اخراجك من قبر الفاشية ليرميك بحفرة اشد ظلاماً وإسوداداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

جامعة بغداد، منارة العلم والمعرفة في قلب العراق

العمود الثامن: غابات السامرائي

العمود الثامن: عندما يغط البرلمان بالنوم !!

هل سيحول إيلون ماسك الحكومة الأمريكية الى شركة..؟

قناطر: مسلسل معاوية... جرُّ القناعات الى مسلخ الأوهام

طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القانون

المدى/بغداد دانت الخارجية الإيرانية بشدة فرض الولايات المتحدة عقوبات على شخصيات إيرانية بينها وزير النفط محسن باكنجاد، وناقلات نفط وشركات تجارية عدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن "العقوبات الأمريكية الجديدة على...

العمود الثامن: أحلام الليبرالي الأخير

 علي حسين هل شاهدتم مثلي رائد الليبرالية الحديثة في العراق قصي محبوبة وهو يقف بكل اريحية يقول لأحد مقدمي برامج هذا الوكت الفضائية: "هذا زعيم المجرمين". ولا تعتقد عزيزي القارئ أن رائد الليبرالية...
علي حسين

كلاكيت: الشباب في مهرجان الشباب

 علاء المفرجي بعد ماراثون كبير خاضته بغداد والمحافظات العراقية في أنعقاد المهرجانات السينمائية، والتي كانت تتشابه من حيث شكلها ومضمونها، بل وأخطائها حتما، فكان الفشل عنوانها، أو نتيجة للتسرع في إقامتها. انعقد نهاية...
علاء المفرجي

سوريا: من المأساة إلى الجريمة المضادة.. صيف الطوائف الحارق

أحمد حسن ما جرى ويجري في الساحل السوري، وخاصة في جبلة، يعيد إلى الأذهان أبشع الفصول الدموية التي عاشتها المنطقة، من مذابح الإيزيديين في العراق إلى المجازر التي ارتكبتها الجماعات الجهادية في مناطق النزاع...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram