الرئاسات الثلاث الجمهورية والحكومة والبرلمان ، اعتادت في مواسم تفاقم الأزمات عقد اجتماع موسع بمشاركة زعماء الصف الاول المتقدم من قادة الاحزاب والقوى المشاركة في الحكومة ، بغية التوصل الى حلول للمشاكل المستعصية . العراق المعروف بين دول المنطقة ، بأنه سجل أرقاما قياسية في عدد الاجتماعات ، مازال يعيش تداعيات مشاكل سابقة تركت انعكاساتها السلبية بل الكارثية على الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
قادة القوى السياسية من الصف الاول المشاركون في الاجتماع يحرصون على رسم ابتسامة عريضة مزيفة على وجوههم امام الكاميرات، لأغراض الدعاية . بعد دقائق من انتهاء الاجتماع يطلب كل واحد منهم مدير فضائيته لإرسال فريق تلفزيوني للإدلاء بتصريح تاريخي . الفضائيات الحزبية ذات الصوت الصاخب في الساحة الإعلامية المحلية ، تتبنى خطاب زعيمها ، تشعل البخور عدة ايام اثناء تسليط الضوء على دور الامين العام في طرح مقترح جديد يصلح ان يكون خريطة طريق للمرحلة المقبلة تتجاوز الازمات السياسية والاقتصادية بمنح صاحب القرار العكاز المناسب لمواصلة مسيرته حتى الوصول الى المحطة الاخيرة من عمر الحكومة الحالية .
رئيس مجلس الوزراء العبادي ،ابن التحالف الوطني، لطالما دعا المشاركين في الحكومة الى دعم ثورته الاصلاحية ، مع اطلاق تصريحات من العيار الثقيل بملاحقة سراق المال العام ، واحالة المفسدين من المسؤولين السابقين والحاليين الى القضاء ، مجددا في الوقت نفسه التزامه بتوجيهات المرجعية الدينية في النجف ، مع تلبية مطالب المتظاهرين المحتجين بتحقيق اصلاح حقيقي بقرارات اجرائية تنقذ البلاد من الانزلاق نحومنحدر خطير .
حلفاء العبادي تعاملوا مع اصلاحاته الخجولة بمواقف متقاطعة ، منهم من رفع شعار"سيروا على بركة الله ونحن خلفكم" ، وآخر نظر الى الاصلاحات من زاوية اخرى فوصفها بأنها انبطاحية تهدد مستقبل القوى السياسية الشيعية المنضوية ضمن التحالف الوطني . في كل الاوضاع سواء أكانت انبطاحية ام مستلقية ، دخلت فكرة الاصلاح في عملية الشد والجذب فاصبحت بحاجة الى توافقات لإنقاذها من مساوئ الوضع الانبطاحي .
اجتماع الرئاسات الثلاث الاخير خرج بتوصيات اصبحت عبارات جاهزة تدعو الى المزيد من التعاون بين الحكومة والبرلمان ، لإقرار مشاريع القوانين المعطلة وتضافرالجهود لمحاربة الارهاب ، ثم قرأ قادة الصف الاول النشيد الوطني ، على امل اللقاء في اجتماع آخر يحدد موعده مع اندلاع ازمة جديدة .
زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي اول من اطلق مفردة "عرجاء" على العملية السياسية ، تعبيرا عن خيبة أمله في تعزيز النظام الديمقراطي في العراق. اجتماع الرئاسات الثلاث لم يبحث منح صاحب القرار العكاز المناسب لمواصلة المسيرة ، خشية اثارة خلاف جديد يتعلق بتقاطع مواقف الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، فهناك من يفضل العكاز المحلي حفاظا على الهوية الوطنية ، وطرف آخر يريده اميركيا ، والثالث يصر على ان يكون العكاز ساخت ايران. .
عكاز ساخت ايران
[post-views]
نشر في: 2 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 1
الشمري فاروق
الاخ العزيزعلاء ان معظم السادة المحترمين هم منسراق المال العام ومن الفاسدين والمفسدين لا بل من الموغلين بالفساد والمشاركين بتخريب الذمم ولا عكاز ساخت قتر او usa