وليد حسون شاب يحمل شهادة جامعية ، فشل في الحصول على وظيفة حكومية تساعده على مواصلة مشوا ر حياته ، كغيره من الشباب الجامعيين ، انضم الى فيالق العاطلين عن العمل ، طرق جميع ابواب الوزارات في سنوات سابقة عندما كانت الموارد المالية ضخمة جدا ، حصلت حتى الصومال على ملايين الدولارت منها ، في اطار دعم العراق للدول الشقيقة الفقيرة ، الشاب وليد وجد فرصةعمل في شركة أمنية في بغداد ، سجله المهني يشير الى التزامه وامانته وانضباطه.
وليد مع ستة من زملائه ، كلفتهم شركتهم بحراسة مبنى شركة في المنصور، تعرض المبنى الى حادث "سرقة مدبر " فخضع عناصر الشركة الأمنية لتحقيق استمر سبعة أشهر، احتجزوا في مركز شرطة حطين ، على الرغم من قناعتهم بانهم أبرياء من التهمة ، لانهم لايدخلون الى المبنى ، وكاميرات المراقبة لم تسجل حركة مريبة في الخارج ، الدلائل تشير الى ان منفذي الحادث اشخاص اخرين من غير العاملين في الشركة الأمنية ، خضعت قضية الموقوفين لمماطلة مقصودة ، أخرت إرسال اوراقهم الى القاضي لحسم قضيتهم ، التأخير استمر سبعة أشهر قبل ايام قليلة وبجهود محامي الشركة الأمنية ، قرر القاضي براءة وليد وزملائه الستة، ثم اخذت القضية منحى آخر ، يتعلق بالبحث عن السارق الحقيقي.
سبعة أشهر في التوقيف رافقها تعذيب جسدي ونفسي ، مارسه عناصر مكافحة الاجرام كما يقول وليد للحصول على اعتراف بالإكراه مع إصرار على تأخير رفع قضية الموقوفين الى المحاكم ، هذه الحالة واحدة من المشاكل المستعصية في العراق ، عجزت مفوضية حقوق الانسان واللجنة البرلمانية المعنية بهذا الاختصاص أن تجد لها حلولا لاطلاق سراح آلاف الابرياء المحتجزين واحالة المتهمين منهم الى المحاكم ، مجلس محافظة الانبار منذ قرابة أربعة أشهر أجرى اتصالات ولقاءات وقدم قوائم باسماء الموقوفين من موظفي دوائر الحكومة المحلية الى الجهات الأمنية لمعرفة مصيرهم ، تعرضوا للاعتقال في الرزازة ومناطق اخرى ، تمكن من اطلاق سراح سبعين شخصا منهم ، ومازال يبحث عن الآخرين ، فيما تؤكد الحكومةالمحلية ان الموقوفين اغلبهم من الموظفين ، استجابوا لدعوتها للالتحاق بدوائرهم ، لكنهم اعتقلوا لاسباب غامضة.
المنظمات الدولية حين تعلن قلقها من ارتفاع نسبة انتهاك حقوق الانسان في العراق تستند الى تقارير موثّقة ، وشهادات اشخاص فضلا عن وقائع ، ربما هناك من يشكك بتقريرها ويصفها بانها تندرج ضمن الحملة العدائية ضد التجربة الديقراطية ، ، الشاب وليد يسأل الحريصين على ابناء شعبهم ، هل زاروا مراكز الشرطة في بغداد للاطلاع على اوضاع الموقوفين ؟ هل لديهم القدرة على كشف المتورطين بتعذيب الموقوفين معصوبي الاعين ، هذه الاسئلة واخرى غيرها ، يعتزم وليد ارسالها الى معالي وزير الداخلية ، معربا عن امله في ان يقرأ الوزير رسالته قبل ان يتوجه معاليه لأداء صلاة الفجر.
لمعاليه قبل صلاته
[post-views]
نشر في: 3 فبراير, 2016: 09:01 م