TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لمعاليه قبل صلاته

لمعاليه قبل صلاته

نشر في: 3 فبراير, 2016: 09:01 م

وليد حسون  شاب يحمل شهادة جامعية ،  فشل في الحصول على وظيفة حكومية تساعده على مواصلة مشوا ر حياته  ، كغيره من الشباب الجامعيين ، انضم الى فيالق العاطلين عن العمل ، طرق جميع  ابواب الوزارات في سنوات سابقة عندما كانت الموارد المالية ضخمة جدا ، حصلت حتى الصومال على ملايين الدولارت منها ، في اطار دعم العراق للدول الشقيقة الفقيرة ، الشاب وليد وجد فرصةعمل في شركة أمنية في بغداد ،  سجله المهني  يشير الى التزامه وامانته وانضباطه.
 وليد مع ستة من زملائه ، كلفتهم شركتهم بحراسة مبنى شركة في المنصور، تعرض المبنى الى حادث "سرقة مدبر "  فخضع عناصر الشركة الأمنية لتحقيق استمر سبعة أشهر، احتجزوا في مركز شرطة حطين ، على الرغم من قناعتهم بانهم أبرياء من التهمة ، لانهم لايدخلون الى المبنى ،  وكاميرات المراقبة لم تسجل حركة مريبة في الخارج ،   الدلائل تشير الى ان منفذي الحادث اشخاص  اخرين من غير العاملين في الشركة الأمنية ،  خضعت قضية الموقوفين   لمماطلة  مقصودة ، أخرت  إرسال اوراقهم  الى القاضي لحسم قضيتهم ، التأخير استمر سبعة أشهر  قبل ايام قليلة وبجهود  محامي الشركة الأمنية  ،  قرر القاضي براءة وليد وزملائه الستة،  ثم  اخذت القضية منحى آخر ، يتعلق بالبحث عن السارق الحقيقي.
 سبعة أشهر في التوقيف  رافقها تعذيب جسدي ونفسي ، مارسه عناصر مكافحة الاجرام  كما يقول وليد  للحصول على اعتراف بالإكراه مع إصرار  على تأخير رفع قضية الموقوفين الى المحاكم  ، هذه الحالة  واحدة من المشاكل المستعصية في العراق ، عجزت  مفوضية حقوق الانسان واللجنة البرلمانية المعنية بهذا  الاختصاص أن تجد لها حلولا  لاطلاق سراح آلاف الابرياء  المحتجزين  واحالة المتهمين منهم الى المحاكم  ، مجلس محافظة  الانبار منذ قرابة أربعة أشهر أجرى  اتصالات ولقاءات وقدم قوائم باسماء الموقوفين من موظفي دوائر الحكومة المحلية  الى الجهات الأمنية  لمعرفة مصيرهم ، تعرضوا للاعتقال في الرزازة ومناطق اخرى  ، تمكن من اطلاق سراح سبعين  شخصا منهم ، ومازال يبحث عن الآخرين ، فيما تؤكد الحكومةالمحلية  ان الموقوفين اغلبهم من الموظفين ، استجابوا لدعوتها للالتحاق بدوائرهم ، لكنهم اعتقلوا لاسباب غامضة.
المنظمات الدولية حين تعلن قلقها من ارتفاع نسبة انتهاك  حقوق الانسان في العراق تستند الى تقارير موثّقة ، وشهادات اشخاص فضلا عن وقائع ،  ربما هناك من يشكك بتقريرها ويصفها بانها تندرج ضمن  الحملة العدائية ضد التجربة الديقراطية ، ، الشاب وليد يسأل الحريصين على ابناء شعبهم ، هل زاروا مراكز الشرطة في بغداد للاطلاع على اوضاع الموقوفين ؟ هل لديهم القدرة على كشف المتورطين  بتعذيب  الموقوفين  معصوبي الاعين ، هذه الاسئلة واخرى غيرها ، يعتزم وليد  ارسالها الى معالي وزير الداخلية ، معربا عن امله في ان يقرأ الوزير رسالته قبل  ان يتوجه معاليه لأداء صلاة الفجر.      

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram