أُغويها ، بالمطرِ النازلِ من الليل، بالشمسِ المبذولةِ في الباحة كلّ صباح..بالزهر الكاذب وأصباغ الجدران ..بالبحر مرسوماً خلف طاحونة الهواءومثلُ طفلٍ لا يقوى على التذكرأنزلها من الرفِّ،أرفعها إليه.أيام طويلة مرت على اتكالها علي،في الليالي المقمرة ،قليل
أُغويها ، بالمطرِ النازلِ من الليل،
بالشمسِ المبذولةِ في الباحة كلّ صباح..
بالزهر الكاذب وأصباغ الجدران ..
بالبحر مرسوماً خلف طاحونة الهواء
ومثلُ طفلٍ لا يقوى على التذكر
أنزلها من الرفِّ،أرفعها إليه.
أيام طويلة مرت على اتكالها علي،
في الليالي المقمرة ،قليلة النجوم
خلل الأغصان،التي دونما سبب تأتلفُ
وراء الزجاج ..
حزينا ،أنصتُ للغابةِ في نسغها،
شجرةُ الظلِّ الوحيدة، في بهو المنزل،
قرب النافذة ،مع الأرائك والطاولات
مع الباب ينفتح وينغلق ،خلف ستارة الموسلين
بستاني عجوز ،أقعدها في أصيص
ومضى ..
كثيرون تأملوا أعمارهم عندها
وأعوام كثيرة مرت على وقوفها الشجي هذا..
لا تكبر ولا تصغر،
وقد طاولَ النخلُ قدّامها السّماء.
شجرة المطاط ،التي تكتفي من النور
بمصباح النوم
ومن أمطار المدارات
بقدح ،قليلاً ما أترعَ لها
تحلم بالشمسِ منقلبةً على الماء ،
بالعصافير تباكِرُها سِرَّاً
بالريح الهوجاء تشعّثها
بالنسانيس تتشقلب وتنط ...
وحين يقفُ الليلُ حدأةً على الشّباك
يسوؤها ضجرُ البستاني،غيابُه
مللُ ربَّةِ البيت المتكرر ،
ونسيانُها المصابيح ..