TOP

جريدة المدى > عام > دار الثقافة الكردية تُقيم جلسة استذكارية لعميد الصحافة العراقية فائق بطي

دار الثقافة الكردية تُقيم جلسة استذكارية لعميد الصحافة العراقية فائق بطي

نشر في: 6 فبراير, 2016: 12:01 ص

خبر رحيل عميد الصحافة العراقية فائق بطي أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والثقافية ، فباتت جميع المؤسسات المعنية بالصحافة والأدب والثقافة مُستنفرةً ومستذكرةً إياه وانشغلت بالحديث عن منجزه الإعلامي وعمله الصحفي كردٍّ للجميل لعملاق الصحافة ومُرسي قو

خبر رحيل عميد الصحافة العراقية فائق بطي أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والثقافية ، فباتت جميع المؤسسات المعنية بالصحافة والأدب والثقافة مُستنفرةً ومستذكرةً إياه وانشغلت بالحديث عن منجزه الإعلامي وعمله الصحفي كردٍّ للجميل لعملاق الصحافة ومُرسي قواعدها في العراق ، ومن بين المؤسسات الثقافية التي وقفت حداداً على ذاكرة الراحل  دار الثقافة الكردية والتي أقامت جلسة استذكارية صباح يوم الثلاثاء الماضي في مبنى الدار حضرها كبار الصحفيين والمثقفين والباحثين والمؤرخين .
تضمنت افتتاحية الجلسة كلمة لوكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار فوزي الأتروشي والتي قرأتها مديرة علاقات دار الثقافة الكردية السيدة جيان عقراوي ، وتضمنت الكلمة "نعزي انفسنا بفقدان فائق بطي الذي يعد علماَ من أعلام الصحافة العراقية . " وأضاف الأتروشي "هذا الرجل الذي لم يفرق يوما بين مكونات الشعب فكتب عن الصحافة العربية والسريانية والكردية دون تمييز وقضى ردحاً طويلا في المنفى فكان بذلك صحفياً ومناضلاً وطنياً عنيداً كافح الظلم والاستبداد والدكتاتورية وحمل هموم العراق وشعبه طيلة حياته . "  
وفي جلسةٍ أدارها صديق الراحل وقريبه ومن قاسمهُ منفاه الصحفي زهير الجزائري والذي استذكر أيامه مع بطي بحزن قائلاً " كم من الأجيال القادمة حين تفتح الصحيفة مع قهوة الصباح ستعرف أن وراء هذه الكلمات وتلك الوريقات تأريخا زاخرا من سجون ووجع وعناد ، وان فائق بطي واحد ممن صنعوا هذا التأريخ ودونوه ."
وبيّن الجزائري علاقته بالراحل قائلاً "بدأت حكايتي مع فائق بطي وأنا الغريب عنه الذي التقيته في جريدة بغداد ، لأكون بعدها رفيقاً له حيث عملنا في طريق الشعب وقُمنا بعمل ورش ودورات تدريبية صحفية للأجيال الشابة التي ترغب بتعلم الصحافة ، حيث ان فائق بطي لم يبخل بمساعدة أو معلومة لبناء جيلٍ صحفي جديد ."
وأضاف الجزائري قائلاً "استمرت علاقتي بفائق بطي حتى بالمنفى بل وتوسعت فأصبحتُ قريبه بعد أن كنت صديقه ، وكان بالنسبة لي قدوة ومعلما ، ذلك الطيب الهادئ الطباع والقوي الحضور بأفكاره وبكل ما قدمه من معرفةٍ في مجال عمله . "
لم يكن الجزائري وحده من المتأثرين بفائق بطي ، بل ان كبار رواد الصحافة العراقية اليوم يعدونه أستاذاً ومدرسةً يقتدون بها وينتهجون نهجها.
  رئيس النقابة الوطنية للصحفيين عدنان حسين كان من بين أولئك الذين ارتشفوا من علمِ بطي ومهنيته ومدرسته .
قال حسين : "لقائي الأول الذي جمعني بهِ حينما كنت ما أزال طالباً في كلية الآداب جامعة بغداد ، وكان بطي ألِقاً في الوسط الصحفي ، وكان حينها ممن يحرصون على تعليم الصحفيين المستجدين أصول المهنة وقواعدها وتفاصيلها بحنو أبوي . "
أضاف حسين قائلاً : "بعد عملي في جريدة طريق الشعب تعرفت إلى فائق بطي وكان من أهم من عملت معهم ، ومن بينهم  شمران الياسري - أبو كاطع ، ويوسف الصائغ . وحينها بقيت أتعلم من مدرسته ، لأجتمع به في منفاه على مدى ثلاثة عقود ، ليموت اليوم هذا المعلم الكبير بعيداً عن مدينته ودون أن يحظى بأي تكريم لمنجزه الصحفي ومسيرته الزاخرة  . "  المنفى والعمل الصحفي ليسا السببين الوحيدين القادرين على جمعنا بفائق بطي ، فهنالك من جمعتهم به الكتب والقيم الأدبية والمؤلفات ، فالحبل الذي ربط الباحث الأستاذ رفعت عبد الرزاق بفائق بطي هو مؤلفات الثاني والرغبة في البحث والشغف للإبداع والتأريخ الذي يتمتع به الأول .
وقال عبد الرزاق : "في زمن روفائيل بطي كانت جريدة البلاد جريدة عامة ، إلا انها أخذت المنحى اليساري حين التزمها فائق بطي . "
أضاف عبد الرزاق : "كان تعرفي الأول به في اسبوع "المدى" في أربيل ، لألتقيه بعدها بشكلٍ يومي في مقر الصحيفة في بغداد ، لأذكره بعدها بكتب أدبية نادرة كان يظن ان أغلبها غير موجود لكنه فوجئ حين جلبت له مجاميع من تلك الكتب من بينها كتاب "الأدب العصري" بأجزائه الثلاثة . "
الجلسة الاستذكارية لم تخلُ من الحزن كما لم تخلُ من المداخلات التي حملت الكثير عن سيرة الراحل سواء أكان عن منجزهِ الصحفي أو نضاله أو مؤلفاته أو حتى الجانب الإنساني فيه . وفي مداخلة للكاتب والصحفي جمال العتابي قال "أول من وثق الصحافة الكردية هو فائق بطي في كتابه موسوعة الثقافة الكردية في العراق والذي يُعد المنجز الأول من نوعه لتوثيق مسيرة الصحافة الكردية ." وأكد العتابي قائلاً " في عهد فائق بطي صدرت أكثر من 400 جريدة كردية خلال عشر سنوات ولم تشهد الصحافة صدور هذا الكم الهائل بتاريخ الصحافة . "
وفي مداخلة للباحث والكاتب ياسين الحسيني قال "أخي فائق بطي حين كُنت ألتقيه أقول له أهلا بالشيوعي الأصيل ، فعلى الرغم من اني لا أتفق مع الفكر الشيوعي إلا أنني أشهد بأن هذا التجمع يتضمن الكبار من المفكرين والكتاب والصحفيين ومن بينهم فائق بطي الذي كان من أهم من أرسى قواعد الصحافة العراقية ."
في مداخلة أخيرة للسيد سالم إسماعيل قال: "اذا إنهارت السلطة الرابعة برحيل بطي ، فإن السلطة الخامسة لن تنهار فجميعنا بإمكاننا أن نحمل شرف المهنة الصحفية وخصوصاً بعد توسع التكنولوجيا وتطورها ووجود مواقع التواصل الإجتماعي . "
رحل فائق بطي ، تاركاً خلفهُ إرثاً كبيراً من الصحافة والثقافة والمؤلفات المهمة التي ستُحيي اسمه بعد رحيله ، كما ترك سيرةً عظيمة من الصدق والطيب والهدوء وحسن الخُلق لتُبقيه خالداً في قلوب محبيه وتلامذته ممن عاصروه وممن سيقرأوه في كتبهم أو ممن سيقرأون له .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة
عام

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة

حاوره/ القسم الثقافيولد المترجم عباس المفرجي بمنطقة العباسية في كرادة مريم في بغداد، والتي اكمل فيها دراسته الأولية فيها، ثم درس الاقتصاد في جامعة الموصل، نشر مقالاته في جرية الجمهورية، ومجلة الف باء، قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram