الفن الحديث ،أو ما بعد الحداثة، يحاول مُعالجة ومُناقشة المُشكلات العراقية من قتل وحروب وتهجير وانتقام ودمار ودماء ، ليجمع جميع الفنون في بودقةٍ واحدة وهي بودقة الجمال والفن ، فكما قدمت الموسيقى والتشكيل والأدب عروضاً تشكو ما تعرض له البلد من نكبات ها

الفن الحديث ،أو ما بعد الحداثة، يحاول مُعالجة ومُناقشة المُشكلات العراقية من قتل وحروب وتهجير وانتقام ودمار ودماء ، ليجمع جميع الفنون في بودقةٍ واحدة وهي بودقة الجمال والفن ، فكما قدمت الموسيقى والتشكيل والأدب عروضاً تشكو ما تعرض له البلد من نكبات هاهي الفنون الحديثة تحاول التطرق لذات الموضوعات ، وهذا ما قدمته كل من الفنانتين التشكيليتين زينة سالم ونبراس هاشم في المعرض التركيبي في مؤسسة برج بابل مساء السبت الماضي والذي حضره عدد من الفنانين التشكيليين .
وقالت الفنانة التشكيلية نبراس هاشم "إن العرض التركيبي يُعد من ضمن الفنون الحديثة والعالمية حيث اختزلت خلاله الفنون واجتمعت ضمن اتجاه واحد . "
وأضافت هاشم قائلة "لقد تعمدنا تقديم فكرة جديدة للمجتمع العراقي لأن هذه العروض تحتاج إلى فضاءات واسعة وليست مجرد رسمة تعرض على الحائط ، بل تحتاج إلى بيئة عمل كاملة من إضاءة وصوت ومُكملات عمل . "
وبينت هاشم متحدثة عن عملها إن " الحياة التي نعيشها ضمن واقع الإنسان العراقي هي عبارة عن قرابين بات يُقدمها هذا الإنسان  لشيء مجهول حيث لا توجد أية مكافأة إنسانية لهذا الإنسان الذي  لا يتمتع بأي حق من حقوقه ."  مؤكدة "لهذا خصصت العلم العراقي في عملي لأن ما يُهم بالعمل هو الإنسان العراقي وخصوصا بعد الحالة الثورية التي فجرها الشعب في تموز الماضي ، فنجد من خلال الوجوه المرسومة لأناس تعتري وجوههم ملامح الخوف والتعاسة لعدم وجود بوادر السعادة . "
وأشارت هاشم متحدثة عن عملها "أضفت بعض الأسلاك المحطمة إلى العمل وذلك لأن الإنسان العراقي مكبل دائماً بالأسلاك والحواجز أينما رحل ، أضف إلى ذلك صعوبة حصول الإنسان العراقي على حقوقه رغم وجود الحق معه إلا انه يواجه صعوبة في انتزاع هذا الحق . "
وفي حديثٍ لنبراس هاشم عن عملها وزميلتها الفنانة زينة سالم ذكرت إنها فوجئت حينما شاهدت مدى تقارب الأفكار بينها وبين عمل زميلتها الفنانة ، قائلةً "بعد أن تم تعليق الأعمال فوجئت حيث كان هُنالك تقارب واضح وكبير لكلا العملين وكأنهما مُهيآن لأن يكملا بعضهما ، رُغم إننا لم نكن نعيد ما كانت تُقدمه الأخرى فالشيء المشترك الذي اتفقنا عليه مُسبقاً هو اسم المعرض . "
من جانبها ، ذكرت التشكيلية زينة سالم قائلة  "إن القرابين هي أجساد الشعب العراقي التي باتت تُقدم في الوطن الذي نشأنا به ، والذي لم يكتفِ من استنزاف أرواح المواطنين منذ الثمانينات وحتى اليوم حيث تجاوزت  القرابين البحار . "
وأضافت سالم قائلة " إن هذه القرابين ليست ذنب الساسة فقط والحروب بل صنعها الإنسان العراقي بنفسه ، فلو قضينا على مشاعر الحقد والانتقام والكراهية لاستطعنا تجاوز تلك الأزمات . "
 وذكرت سالم بأن هذا العمل هو الأول ضمن توجهاتها للفن الحديث قائلةً "قدمت العديد من الأعمال سابقاً إلا ان جميعها تقع ضمن العروض التشكيلية التقليدية وهذه التجربة مختلفة تماماً عمّا كنت أُقدمه فهي ليست عملا تشكيليا بل هي جزء من عمل تشكيلي . "
لم يخلُ العرض من حضور أهم الفنانين التشكيليين الذين تصدروا المشهد العراقي ومن بينهم الفنان التشكيلي قاسم العزاوي الذي تحدث عن العرض قائلاً  "إن العمل ينتمي إلى فنون ما بعد الحداثة حيث تلتقي جميع الفنون في بودقة واحدة وذلك لعرض غايات الجمال . "
وأضاف العزاوي قائلاً "إن الموضوع الذي قدمته نبراس وزينة هو موضوع عراقي بحت يناقش القتل والموت والضحايا والهجمات وليس الآن بل منذ القدم فالعراقيون يقدمون القرابين واللافتات ما عادت تستوعب المزيد من القرابين وأسماء الضحايا ."  وأكد العزاوي قائلاً "إن العرض التركيبي المُقدم ليس بغريب أو بعيد عن الشعب العراقي ، بل هو ملامس للواقع العراقي بشتى صوره وإن الفنانات قُمنّ بالجمع بين الرؤيا الجمالية والصورية في العمل ."