TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الفرق بين " الألمعي " و" المنبطح "

الفرق بين " الألمعي " و" المنبطح "

نشر في: 5 فبراير, 2016: 09:01 م

مطلوب من المواطن العراقي أن يكون على درجة عالية من الانبساط والانشراح ، وان لايقترب من " الانبطاح " ، وهو يقرأ الخبر المثير الذي زفه إلينا وكيل وزارة الثقافة السيد طاهر الحمود ، الذي يقول فيه ان وزارة الثقافة تسلمت من وزارة الخارجية قطعة من تمثال لصدام ،  كان قائما في ساحة الفردوس تم تدميره وسرقة اجزائه بعد عام 2003 ، هل أُكمل لكم الخبر  ، قبل ان يقول احد : ما الضير في ان نستعيد جزءاً من ذاكرة البلاد ؟! لا ياسادة عندما يتم تخوين الناس وترويعهم مرة بمصطلح الاجتثاث وتوابعه ، ومرة بعبارة المساءلة الوطنية ، ومرات بحجة الخوف من  العملاء الذين يريدون إعادة البعث ، وحين تطالب الناس بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة المفسدين نجد المقربين يهرعون ليتهموهم بأنهم "أذناب للبعث" وبأنهم ارتضوا ان يعيشوا مع صدام ونظامه تحت سماء واحدة ولم يهاجروا .
أعود لتفاصيل اخرى من الخبر الذي جاء فيه : " وفي كلمة له قال وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود ان هذه القطعة – وهي  عبارة عن قبضة صدام  - تم رصدها في لندن وبذلت بعثتنا الدبلوماسية هناك جهدها للحصول عليها " .    
عندما يستيقظ  العراقي من النوم ،  يكون اول شيء يسمع به مصطلح الانبطاح الذي يعود الفضل للنائبة حنان الفتلاوي بأنها اضافته الى قاموس السياسة العراقية ، ، وبدلا من أن يشعر بالحزن واليأس، عليه أن يتذكر ان النائب السابق قيس العامري الذي خرج علينا ذات يوم يقول ان الذين  ينتقدون وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ، انما يغارون من ألمعيته ، صاحب مصطلح الألمعية تسلم المكافأة وعين سفيرا في الخارجية! وفي آخر صورة لسعادته وجدناه يجلس جنبا الى جنب مع الوزير " الألمعي " وهما يتحاوران بألمعية مع وزراء الاتحاد الاوروبي في روما .
كانت الناس تأمل  أن تجد  ساسة منشغلين بالبحث عن الرفاهية والعدالة الاجتماعية، فإذا نحن أمام ساسة مهووسين بالبحث عن مصطلحات انبطاحية  والمعية   ، تبيح لهم نهب البلاد واضطهاد العباد!
سيقولون لنا إن نظام صدام هو سبب كل المآسي، وينسون أن تمثال صدام  سقط في ساحة الفردوس منذ ثلاث عشرة سنة ، على أمل أن يعيش العراقيون في ظل نظام جديد يؤمّن لهم الاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية،
هل تغيّر شيء، هل أدى النظام السياسي الجديد ما عليه، هل أوفى الساسة بوعودهم التي قطعوها للناس، هل فتح قادتنا الملهمون طريقاً واحداً يتلمس منه الناس أن أهدافهم من التغيير قد تحققت؟!
لقد سقط التمثال وبقيت ذيوله وأشباحه، فيما قبضته تُفرح وكيل وزارة الثقافة التي تخبرنا بأن الفارق بين " الألمعي "  و" المنبطح " هو منصب سفير لاغير  . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ابو سجاد

    قبل هجوم قوات التحالف على النظام البعثي عام 2003 واصبح الطاغية على يقين من ذلك الهجوم طلب من اميركا بالبقاء على بغداد كرئيسا مقابل تقديم ورقة بيضاء يضعون فيها الشروط التي يرونها مناسبة لهم ولكن رفضت اميركا وحلفائها ذلك واليوم ياسيدي ان الجعفري او غيره

  2. د عادل على

    الم نشرح لك صدرك ورفعنا عنك وزرك -اما الانبطاح فقد جاء فى عصر ابن اخت طلفاح -------الدى كان من حرب هتلر مرتاح---وكان يشرب مع رشيد عالى الاقداح-- والبعث كان من عباد اللات والعزى-----ويقدس المعزا--------الى ان جاء صدام-------فاسترجعوا عبادة الاصنام----و

  3. بغداد

    المعية ابو ناجي جاب النا هل الألمعي العميل التحفة صاحب المصطلحات الوردية الإلمعية مخترع مصطلح المارد والقمقم وحكومة الملائكية ومعجون المحبة الطماطامية لولا المعية ابو الناجي تاج راس الخونة والعملاء من وين چان شفنة هل الشكولات الحلوة الألمعية الملائكية الر

  4. الشمري فاروق

    حكامنا الجدد والذين جاؤا بعد سقوط الصنم لم يحققوا شيئا للعراقيين بل كانوا أسوء من الصنم...لا بل بيضوا وجه صدام ونظامه بجهلهم بأدارة الدوله ... وبسرقاتهم ومن اعلى المستويات حتى ادناها...بل أثبتوا أنهم لصوص وبأمتياز حتى ان العراقيين بدأوا بالترحم اصدام ون

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram