مطلوب من المواطن العراقي أن يكون على درجة عالية من الانبساط والانشراح ، وان لايقترب من " الانبطاح " ، وهو يقرأ الخبر المثير الذي زفه إلينا وكيل وزارة الثقافة السيد طاهر الحمود ، الذي يقول فيه ان وزارة الثقافة تسلمت من وزارة الخارجية قطعة من تمثال لصدام ، كان قائما في ساحة الفردوس تم تدميره وسرقة اجزائه بعد عام 2003 ، هل أُكمل لكم الخبر ، قبل ان يقول احد : ما الضير في ان نستعيد جزءاً من ذاكرة البلاد ؟! لا ياسادة عندما يتم تخوين الناس وترويعهم مرة بمصطلح الاجتثاث وتوابعه ، ومرة بعبارة المساءلة الوطنية ، ومرات بحجة الخوف من العملاء الذين يريدون إعادة البعث ، وحين تطالب الناس بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة المفسدين نجد المقربين يهرعون ليتهموهم بأنهم "أذناب للبعث" وبأنهم ارتضوا ان يعيشوا مع صدام ونظامه تحت سماء واحدة ولم يهاجروا .
أعود لتفاصيل اخرى من الخبر الذي جاء فيه : " وفي كلمة له قال وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود ان هذه القطعة – وهي عبارة عن قبضة صدام - تم رصدها في لندن وبذلت بعثتنا الدبلوماسية هناك جهدها للحصول عليها " .
عندما يستيقظ العراقي من النوم ، يكون اول شيء يسمع به مصطلح الانبطاح الذي يعود الفضل للنائبة حنان الفتلاوي بأنها اضافته الى قاموس السياسة العراقية ، ، وبدلا من أن يشعر بالحزن واليأس، عليه أن يتذكر ان النائب السابق قيس العامري الذي خرج علينا ذات يوم يقول ان الذين ينتقدون وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ، انما يغارون من ألمعيته ، صاحب مصطلح الألمعية تسلم المكافأة وعين سفيرا في الخارجية! وفي آخر صورة لسعادته وجدناه يجلس جنبا الى جنب مع الوزير " الألمعي " وهما يتحاوران بألمعية مع وزراء الاتحاد الاوروبي في روما .
كانت الناس تأمل أن تجد ساسة منشغلين بالبحث عن الرفاهية والعدالة الاجتماعية، فإذا نحن أمام ساسة مهووسين بالبحث عن مصطلحات انبطاحية والمعية ، تبيح لهم نهب البلاد واضطهاد العباد!
سيقولون لنا إن نظام صدام هو سبب كل المآسي، وينسون أن تمثال صدام سقط في ساحة الفردوس منذ ثلاث عشرة سنة ، على أمل أن يعيش العراقيون في ظل نظام جديد يؤمّن لهم الاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية،
هل تغيّر شيء، هل أدى النظام السياسي الجديد ما عليه، هل أوفى الساسة بوعودهم التي قطعوها للناس، هل فتح قادتنا الملهمون طريقاً واحداً يتلمس منه الناس أن أهدافهم من التغيير قد تحققت؟!
لقد سقط التمثال وبقيت ذيوله وأشباحه، فيما قبضته تُفرح وكيل وزارة الثقافة التي تخبرنا بأن الفارق بين " الألمعي " و" المنبطح " هو منصب سفير لاغير .
الفرق بين " الألمعي " و" المنبطح "
[post-views]
نشر في: 5 فبراير, 2016: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابو سجاد
قبل هجوم قوات التحالف على النظام البعثي عام 2003 واصبح الطاغية على يقين من ذلك الهجوم طلب من اميركا بالبقاء على بغداد كرئيسا مقابل تقديم ورقة بيضاء يضعون فيها الشروط التي يرونها مناسبة لهم ولكن رفضت اميركا وحلفائها ذلك واليوم ياسيدي ان الجعفري او غيره
د عادل على
الم نشرح لك صدرك ورفعنا عنك وزرك -اما الانبطاح فقد جاء فى عصر ابن اخت طلفاح -------الدى كان من حرب هتلر مرتاح---وكان يشرب مع رشيد عالى الاقداح-- والبعث كان من عباد اللات والعزى-----ويقدس المعزا--------الى ان جاء صدام-------فاسترجعوا عبادة الاصنام----و
بغداد
المعية ابو ناجي جاب النا هل الألمعي العميل التحفة صاحب المصطلحات الوردية الإلمعية مخترع مصطلح المارد والقمقم وحكومة الملائكية ومعجون المحبة الطماطامية لولا المعية ابو الناجي تاج راس الخونة والعملاء من وين چان شفنة هل الشكولات الحلوة الألمعية الملائكية الر
الشمري فاروق
حكامنا الجدد والذين جاؤا بعد سقوط الصنم لم يحققوا شيئا للعراقيين بل كانوا أسوء من الصنم...لا بل بيضوا وجه صدام ونظامه بجهلهم بأدارة الدوله ... وبسرقاتهم ومن اعلى المستويات حتى ادناها...بل أثبتوا أنهم لصوص وبأمتياز حتى ان العراقيين بدأوا بالترحم اصدام ون