عبد الزهرة المنشداويلا يعني الأمي في المجتمع من لم يعرف القراءة والكتابة فقط بل أيضاً من يقرأ ويكتب و لا يقيم للكتاب وزنا ولا للمعرفة شأنا . مؤسساتنا التربوية لحد الآن لم تقدم ما يمكن ان يجعل الطالب مقبلا على الدرس والمطالعة ،لا وبل حتى الإقبال على التعلم في المدارس الابتدائية .
من المعروف ان المجال التربوي بحاجة الى مخططين واختصاصيين وتربويين من اجل حل المشاكل التي يواجهها هكذا قطاع حيوي ومهم في حياة الشعوب قاطبة. الشعوب التي تدرك أهمية التعليم تضع قوانين تحاسب فيها العائلة التي تمتنع عن ذهاب الطفل الى المدرسة .من منطلق ان الطفل ليس ابنا للعائلة بقدر ما هو ابن للمجتمع والوطن. المدرسة لديهم على جانب كبير من النظام والترتيب وتحفل بوسائل الترفيه والجذب إضافة الى كوادر تعليمية على مقدار من التفهم واحترام مهنة التعليم من اجل ان يكونوا فاعلين في تربية الأجيال التي ستؤول اليها الأمور آخر الامر بقيادة مجتمعاتها نحو افق جديدة يمكن فيها للإنسان ان يكون اقل معاناة وجهد في مواصلة سير الحياة. باعتقادنا نفتقد الكثير من الأدوات والأساليب التي يمكن ان تجعل مؤسساتنا التربوية فاعلة في التعليم الايجابي ونقول الايجابي لعلمنا ان هناك تعليماً سلبياً يتم تلقينه للتلميذ أيضاً في مدرسته بحاجة الى مراقبته والحد منه. ( العراق سيشهد أمية حقيقية ) حسبما ورد بتصريح وكيل وزير التربية. ليس بتكهن مستغرب او مستبعد طالما ان المدرسة عندنا لا تزال تبعث على نفور طلبتها وابتعادها عنهم بسبب قلة الاهتمام بصفوفها وبساحتها وبالكادر التدريسي المنقطع بالكامل عن متابعة ما يستجد من أساليب وطرق حديثة في عملية التدريس وببؤس مطبوعاتها المنهجية شكلا ومضمونا. باعتقادنا دور التربية في المدرسة يبدأ من المعلم المعد أعدادا لا تشوبه شائبة في تأدية رسالته التربوية كونه يمثل النموذج الذي يحتذي به التلميذ قبل ان يحتذي بأحد غيره ولا حتى بشخصية الاب من حيث السلوك والمظهر والأسلوب الفاعل في توصيل الأفكار.شخصية المعلم شخصية يمكن القول عنها بأنها (سامية ) لأنها تعلو على كل شيء لتركز على التربية والتعليم القويم الخالي من اية مصالح شخصية او فئوية ويمكن تشبيهها بالفلاح الذي يختار أفضل البذور لأرضه ويطرح عنهما اعتراه الفساد. لذلك الاهتمام بالمعلم يعد من أولويات النهوض بالسياسية التربوية عندنا.المعلم يجب ان يزج في دورات تدريبية لدى الدول التي هي على جانب كبير في التطور ان يجد الاحترام الذي يحاط به من مجتمعه من خلال تعزيزه بحماية قانونية ومادية لا تجعل منه عرضة للإغواء والحيد عن الطريق المرسوم . كذلك بناية المدرسة يجب ان تكون مكانا باعث على الارتياح وعلى جذب الطالب إليها بما يتوفر من وسائل تجعل من الطالب يسرع اليها في سبيل التمتع بها فتوفر له فائدة مزدوجة تعليمية وترفيهية . هذا غيض من فيض بالنسبة للمدرسة التي نتمنى ان تكون عليه .ولكن السؤال هل لدى وزارتنا خطط او أفكار للمدرسة ام ان التردي في التعليم دائما ما يبرر بالتخصيصات المالية؟!
شبابيك: أمــيــِّة
نشر في: 17 يناير, 2010: 06:51 م