القدس / الوكالاتبدأ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امس الاحد زيارة عمل لتركيا تستمر يوما واحدا بعد اربعة ايام على الحادث الدبلوماسي الذي وجه ضربة الى العلاقات المتوترة اساسا بين البلدين اللذين كانا يعتبران اقرب حليفين في المنطقة. لقاء سريا جمع مؤخرا
 في القدس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ودنيس روس المستشار الخاص لمجلس الامن القومي الاميركي وباراك الذي يتولى ايضا منصب نائب رئيس الوزراء هو اعلى مسؤول اسرائيلي يزور تركيا منذ الهجوم الاسرائيلي الواسع النطاق على قطاع غزة الشتاء الماضي والذي دانته تركيا. ويرافق باراك في زيارته المدير العام في وزارته عودي شاني والمستشار السياسي عاموس جلعاد. ولم يدل باي تصريح للصحافيين عند وصوله الى العاصمة التركية. وقام صباحا بزيارة ضريح اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية ويجري محادثات مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ثم مع وزير الدفاع وجدي غونول. وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان المحادثات ستتناول خصوصا عقود اسلحة كبرى. وتعتبر تركيا، الدولة الاسلامية ذات النظام العلماني، الحليف الاقليمي لاسرائيل منذ توقيع اتفاق تعاون عسكري بينهما العام 1996 اثار استياء بعض الدول العربية وايران. غير ان العلاقات بين البلدين تدهورت بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي على قطاع غزة العام الماضي الذي انتقده بشدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. واردوغان الذي ينتقد بشكل شبه يومي موقف اسرائيل تجاه الفلسطينيين لن يلتقي باراك. واندلعت ازمة جديدة الاثنين بين البلدين حين استدعى نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون السفير التركي في تل ابيب اوغوز تشيلك-كول للاحتجاج على بث محطة تلفزيونية خاصة تركية مسلسلا اعتبرته اسرائيل معاديا للسامية. وتعمد ايالون اذلال السفير التركي امام الصحافيين بعدما تركه ينتظر لفترة طويلة قبل استقباله وحرص على وضع ترتيبات تقلل من شأنه وجعله يجلس في مقعد منخفض. وهدد الرئيس التركي عبد الله غول باستدعاء السفير التركي ما دفع اسرائيل اخيرا الى تقديم اعتذارات رسمية الاربعاء. وحرص باراك الذي يؤيد حزبه العمل الحفاظ على علاقات وثيقة مع تركيا، على زيارة انقرة رغم هذا الحادث الدبلوماسي. وكان وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر زار انقرة في نهاية تشرين الثاني وحرص على العمل من اجل اعادة التحالف بين البلدين الى سكته. ومنذ اتفاق 1996، وقع البلدان اتفاقات تسلح عدة ويجريان بانتظام مناورات عسكرية مشتركة. لكن في تشرين الاول الماضي استبعدت انقرة اسرائيل في اللحظة الاخيرة من مناورات عسكرية جوية دولية في تركيا ما اثار توترا بين البلدين. وبين عقود التسلح هناك عقد شراء عشر طائرات بدون طيار من نوع "هيرون" من اسرائيل. والخلافات المتعلقة بهذه الصفقة التي كانت ذات طابع سياسي وتقني "قد حلت مبدئيا" كما اعلن الجمعة مصدر رسمي تركي. من جهة اخرى كتبت صحيفة "اسرائيل حايوم" امس الاحد ان لقاء سريا جمع مؤخرا في القدس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ودنيس روس المستشار الخاص لمجلس الامن القومي الاميركي. وقالت الصحيفة ان روس التقى قبل ايام نتانياهو وايضا كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في اسرائيل. وجرت هذه المباحثات، التي كانت سرية حتى الان، بمناسبة زيارة جيمس جونز رئيس مجلس الامن القومي الاميركي لاسرائيل. وذكرت الصحيفة ان روس يتولى ايضا مهام المستشار الخاص للرئيس الاميركي باراك اوباما خصوصا حول القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني. وتوجه روس مؤخرا الى بكين لاقناع الحكومة الصينية بممارسة ضغوط على ايران بشان برنامجها النووي بحسب الصحيفة. واجتمعت الدول الست المكلفة الملف النووي الايراني السبت في نيويورك من دون اتخاذ قرار لكنها بدات تدرس امكانية فرض عقوبات جديدة على ايران. وارسلت الصين التي تبدي تحفظات في هذا الخصوص، دبلوماسيا من الدرجة الثانية الى هذا الاجتماع.