TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شعواط التقسيم

شعواط التقسيم

نشر في: 6 فبراير, 2016: 09:01 م

في العام الذي انتصرت فيه صحوات اهل الغربية على القاعدة ، صار نهر خلاص العراق من التقسيم ضيفا. ما كان الأمر يحتاج الى غير قائد عاقل، او لنقل قادة عقلاء، ليطفروا به صوب ضفة الخلاص. المصيبة الكبرى ان من تصدى لتلك المرحلة لم يكن عاقلا بالمرة. ضاعت فرصة المصالحة الوطنية ومعها فرصة بناء جيش وطني ليحل محلهما زلزال الطائفية. اتسع نهر الخلافات من جديد الى ان انتهى، بفعل فقدان العقل الراجح، الى ذوبان ست فرق عسكرية بعديدها وعدتها لتذهب ومعها ثلث ارض العراق للدواعش.
حذّر العقلاء، وهم قلة وللأسف، من فتنة عراقية كبرى قادمة لا محال. هدّ الجهلاء والجاهلات والاغبياء والغبيات تحت رايات 7 في 7 و "ما ننطيها" و "انتهوا او تنهوا". صار المناطح بفلس. طاحت بروس أولا الخايبة من جديد وخلص منها من أججوا كوامن الشر. ومن أثار كامن الشر به عَطَبة كما قال الإمام علي. ولأن المعطوب لم يجد رادا له صار العَطَبُ عطّابة وصار شعواطها يثعول برائحة التقسيم.
ومثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته تجد الذين اوقدوا عطّابة الفتنة هم اول الباكين والخائفين على العراق من التقسيم. تعالوا لهذه الجريدة فقط واحسبوا عدد المرات التي صحنا بها محذرين من ضياع العراق. بل واحسبوا منذ متى ونحن نصيح ولا نستريح: يا معودين خلصونا منه قبل ان يأتي علينا يوم يتجزأ فيه العراق الى دويلات ودكاكين ولربما سيفقد مقعده حتى في الأمم المتحدة ان ظل صاحب "العَطَبة" يخوط ويخربط.
اليوم اقولها بروح يائسة من الخلاص لكنها لا تجامل ان تقسيم العراق صار امرا واقعا لا بل انه الحل الذي لا بديل له.
مع ما يحزّ في قلبي من ألم وحسرة على تقطيع أشلاء بلدي لكن الذي يدمي قلبي أكثر هو ان أجد الذي حفر أساس التقسيم وصبّ بيده حجر أساسه الأول يتباكى على العراق في جمع عشائري نجفي. لا يهمني هو لأني اعرف دمارات عياراته كلها. لكن الذي يؤذي هو ان لا أحد صاح به: وهل غيرك من أراد للعراق هذا؟ ومن غيرك قسم العراقيين الى يزيد وحسين؟
ثم اني لأستغرب حد الذهول من قائد لكتائب مسلحة، هو الآخر يؤكد ان ملامح التقسيم صارت تنضج على الأرض ولا يتبرع طوعا بنزع سلاحه وسلاح كتائبه كبادرة وطنية لإسقاط ذريعة الحاجة للتقسيم من يد الساعين اليه على رؤوسهم وليس على اقدامهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أسعار صرف الدولار ترتفع في العراق

الصدر يدعو السعودية لبناء قبور أئمة البقيع

إطلاق بطاقة السكن الإلكترونية خلال العام الحالي

القبض على إرهابي وتاجر مخدرات وتدمير مضافات في مناطق متفرقة بالعراق

وفاة المهندس بشير خالد بعد تعرضه للاعتداء في السجن والتحقيقات مستمرة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قناطر: الزبير والمُستزْبِرون

التحدي الوجودي للمشرق العربي

العمود الثامن: من يحاسب ضباط الداخلية ؟

قناديل: خسر كوبولا ملايينه. هل ربح نفسه؟

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

العمود الثامن: في ذكرى غاندي

 علي حسين بالتأكيد أنت مثلي تابعت ما يجري في بلاد الرافدين، وكيف يتفاخر نوابنا "الاشاوس" بتأسيس بلدان على مقاساتهم ، بل وذهب الخيال باحدهم بان اخبرنا ان العراق مالتنا، مثلما ظهر علينا يزن...
علي حسين

باليت المدى: منظمة تحقيق الأمنيات

 ستار كاووش تختلف أمنيات الناس بإختلاف ثقافاتهم وأماكن وجودهم والطريقة التي يعيشون بها، فمنهم من يتمنى الثراء، وآخر يبتغي الرفاهية والعيش بسلام، وهناك من يَتوق الى الحرية الشخصية التي يفتقدها، وغيرهم يتمنى السفر...
ستار كاووش

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

حسن الجنابي (الجزءالاول) عيّن الأمين العام أنطونيو غوتيريش القاضي كريم خان مستشاراً خاصاً، ورئيساً للفريق المعني بالتحقيق في جرائم داعش في العراق والمعروف بالاسم المختصر يونيتاد (UNITAD) وهوالقاضي كريم هو مواطن بريطاني من أصول...
حسن الجنابي

الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في أميركا: أزمة هوية سياسية وإعادة تشكيل العلاقة بين الدولة والمواطن

محمد علي الحيدري في الخامس من أبريل 2025، تحولت شوارع أميركا إلى ساحات لاحتجاجات واسعة، انطلقت من نيويورك إلى لوس أنجلوس، حيث هتف المتظاهرون ضد السياسات الاقتصادية والإدارية التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب. ومع...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram